مشاهير أميركا يمهدون الطريق لسباق البيت الأبيض

اصطفاف فني هوليوودي يعكس انتماءات سياسية قديمة وبيونسيه تدعم أوباما
اصطفاف فني هوليوودي يعكس انتماءات سياسية قديمة وبيونسيه تدعم أوباما

المنافسة الأميركية للفوز بالبيت الأبيض أصبحت مثل طريق سباق يقف على جانبيه نجوم هوليوود ومشاهير عالم الموسيقى. وخلال الحملات الانتخابية بين المرشحين، الرئيس باراك أوباما عن الحزب الديمقراطي وميت رومني عن الحزب الجمهوري، اصطف هؤلاء يصفقون ويدلون بالتصريحات لوسائل الإعلام لصالح مرشحهم المفضل. ولم يكتفوا بذلك فقط، ونظم بعضهم الحفلات الغنائية من أجل جمع التبرعات وملايين الدولارات لصالح لمرشحهم المفضل.
اشتراك نجوم ومشاهير أميركا جاء ليظهر الانتماءات السياسية المعروفة لبعض هؤلاء. ولهذا لم يكن غريبا أن ترى نجوما من أمثال جورج كلوني ومات ديمان وبن افليك ينحازون إلى جانب الرئيس أوباما، أما كلينت إيستوود وجون فويت المعروفان بآرائهم اليمينية والمحافظة فقد عبرا أيضا عن توجهاتهم السياسية بإعلان دعمهم للمرشح الجمهوري ميت ديمان.
انحياز نجوم هوليوود السياسي ليس بالشيء الجديد. أشهر نجوم الرعيل القديم من هؤلاء واجهوا تحقيقات حول انتماءاتهم السياسية إبان الفترة المكارثية، لأن معظم العاملين في الحقل السينمائي في تلك الفترة كانوا متهمين بانتمائهم للشيوعية.
وحاليا (أي في انتخابات 2012) نظم عدد من نجوم المؤسسة السينمائية حفلات جمع التبرعات لصالح مرشحهم المفضل. حفل كلوني نجح في جمع 15 مليون دولار لصالح حملة أوباما الانتخابية. وأول من أمس نظم المغني جاي زي وزوجته المغنية بيونسي حفلا آخر لجمع التبرعات لصالح الرئيس أوباما.
الممثل والمخرج الأميركي المخضرم كلينت إيستوود حضر المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري وحث الجماهير للتصويت لصالح رومني. وهكذا عمل الممثل جون فويت الناخبين الأميركيين أيضا على إزاحة الرئيس الأميركي باراك أوباما عن منصبه والتصويت لصالح مرشحه المفضل الجمهوري.
وأعلن فويت (73 عاما) والد الممثلة الشهيرة أنجلينا جولي، تأييده للمرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة المقرر لها السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، متهما أوباما بـ«إضعاف» البلاد منذ توليه السلطة في عام 2008.
وكان إيستوود (82 عاما) قد ترك أثرا عميقا في مؤتمر الحزب الجمهوري في ولاية فلوريدا عندما دعا رومني ليحل محل أوباما زعيما للولايات المتحدة. وأكد فويت نجم فيلم «ميدنايت كاوبوي» (راعي بقر منتصف الليل) أن رومني يستطيع حل القضايا الاقتصادية التي تعانيها البلاد.
وقال فويت لشبكة «سكاي نيوز»: «الأعوام الثلاثة والنصف الأخيرة، واجهت أميركا أوقات عصيبة، وأعلم أننا تراجعنا في كل شيء، لذلك ليس من الصعب العثور على شخص أفضل من الرئيس الحالي، ولكن ميت رومني موهوب بشكل خاص ولديه موهبة في أمور نحتاجها كأمة، أعتقد أن هذا ما يحتاجه العالم». 
وأضاف فويت: «نحن نواجه أزمة اقتصادية على نطاق عالمي، ونحن في حاجة لشخص يستطيع حل المشكلات، شخص يحل المشكلات ويستطيع القيادة وتولي المسؤوليات، وهذه هي طبيعته».
وجلب كلينت إيستوود لمسة من بريق هوليوود عندما فاجأ المؤتمر العام للحزب الجمهوري وتحدث في اللحظة الأخيرة ليضفي المزيد من الحماس على الجماهير المؤيدة للمرشح الرئاسي ميت رومني. وكان بطل سلسلة أفلام «هاري القذر» والفائز بجائزة الأوسكار قد ظهر في حملة لجمع التبرعات بولاية أيداهو. 
ويقال إن إيستوود شارك على مضض في الحملة بعد عرض إعلان بصوته لشركة «كرايسلر» بعنوان «استراحة في أميركا» خلال بطولة للبولينغ. واعتقد كثيرون أن الإعلان كان لتأييد الرئيس باراك أوباما لأن الشركة تلقت حزمة إنقاذ حكومية. وفي ذلك الحين قال إيستوود بشكل قاطع إنه لا يؤيد أيا من المرشحين لكنه أبلغ شبكة «فوكس» بأنه «بكل تأكيد غير مرتبط سياسيا بباراك أوباما».
وأمس دافع إيستوود عن الخطاب الذي ألقاه الشهر الماضي في مؤتمر الحزب الجمهوري، وقال لمقدمة البرامج ألين ديجنيريس على قناة «فوكس» إنه كان يحاول المزاح والمرح فقط. وتعرض أسطورة هوليوود للسخرية على نطاق واسع بعدما أدلى بالخطاب الذي استفاض خلاله لأكثر من عشر دقائق وجه فيها انتقادات للرئيس باراك أوباما، متخيلا أنه يجلس إلى جانبه في كرسي شاغر على منصة المؤتمر.
وقال إيستوود لديجنيريس: «لقد كان رد فعل ممتعا، بالفعل لقد اعتقد الديمقراطيون المشاهدون أنني أخرف، واعتقد الجمهوريون ذلك بالمثل.. ولكنني في الحقيقة كنت أحاول الاستمتاع».  وانتقد إيستوود الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء حول إسراف الحكومة في النفقات، وقال إنه شخص تحرري، أي إنه عنصر سياسي أميركي يعارض الحكومة ويؤيد بشدة حرية السوق والحرية الاجتماعية.
وفي ملهى 40 - 40 الذي يملكه المغني جاي زي في نيويورك دفع أول من أمس كل من حضر حفل جمع الأموال لصالح حملة الرئيس أوباما 40 ألف دولار. الحفل نظمه جاي زي وزوجته بيونسيه. 
في الحفل أكد الرئيس أوباما لمناصريه أن السباق إلى البيت الأبيض معركة صعبة حتى النهاية، لكنه داعب أيضا الحضور قائلا وموجها كلامه لجاي زي إنه يشعر أن هناك شيئا يربطه به، مضيفا أنهما (أي أوباما وجاي زي) متزوج كل منهما من امرأة قوية «وأن شريكات حياتنا أكثر شهرة منا» وشكر الرئيس المغنية بيونسيه لأنها أصبحت المثال الذي يحتذى به بالنسبة لابنتيه ساشا وماليا.
وقالت بيونسيه في تقديمها الحفل موجهة كلامها للرئيس أوباما: «إننا فخورون جدا باستضافة هذا الحفل»، مضيفة أن آراءه السياسية تتماشى مع آرائهما (هي وزوجها جاي): «إننا نؤمن بما تصبو إلى تحقيقه».
الحفل حضره 100 مدعو من وجوه المجتمع الأثرياء القادرين على دفع مبلغ 40 ألف دولار ثمن التذكرة. النساء ارتدت الفساتين الثمينة والكعوب العالية، أما الرجال فكان واضحا أن قصات شعرهم كلفتهم مبالغ طائلة.
أما المكان فقد تزين بخزائن من الزجاج تحتوي على ملابس وأدوات تخص رياضة لعبة البيسبول الأميركية الشهيرة. حفل جمع التبرعات لم يكن الوحيد الذي حضره الرئيس باراك أوباما، إذ كان هناك حفلات مشابهة نظمت في عدد من الولايات الأميركية من قبل هؤلاء المشاهير، وحتى آن ونتور رئيس تحرير مجلة «فوغ» نظمت حفلا شبيها لصالح الرئيس أوباما.