لاعبو منتخب مصر تبرعوا بالمال اللازم لبناء مسجدا في كوماسي الغانية

تبرع لاعبو المنتخب المصري لكرة القدم بجزء من مكافآتهم التي حصلوا عليها في المراحل التي سبقت وصولهم للمباراة النهائية أمام الكاميرون لبناء مسجد في مدينة كوماسي الغانية، التي تقيم فيها أغلبية مسلمة.


وقال شادي محمد مدافع المنتخب وقائد نادي الأهلي المصري في اتصال هاتفي على الهواء بقناة "مودرن سبورت" الرياضية مع مدحت شلبي المتحدث الإعلامي باسم اتحاد كرة القدم "إن جميع اللاعبين تبرعوا بمبلغ كبير من المال للمساهمة في بناء مسجد في كوماسي".

وقال "إن النقيب حسين المرافق للبعثة المصرية هو صاحب هذه الفكرة التي نقلها إلي محمد أبوتريكة؛ حيث أخبره بحاجة المسلمين لهذا المسجد، فقام أبو تريكة بالاتفاق مع زملائه على جمع المال اللازم".

وأضاف شادي محمد حسب جريدة (المصري اليوم) "جمعنا مبلغا آخر لتقديمه لبعض الفقراء المسلمين في كوماسي".

ضابط مسلم مرافق
النقيب حسين عبد الرحيم هو ضابط مسلم من مدينة كوماسي في غانا كان مرافقا للبعثة المصرية طيلة إقامتها في كوماسي، وارتبط بعلاقة طيبة مع نجم خط وسط المنتخب المصري محمد أبو تريكة، وكان حريصا دائما على أداء صلاة الجماعة وراءه.

كان أبو تريكة قد أثار ضجة تعدت الرياضة إلى القنوات السياسية الدولية عندما كشف عن قميصه الداخلي بعد تسجيله هدفا في مرمى السودان في الدور الأول، وعليه عبارة "تعاطفا مع غزة".

وأبرزت معظم وسائل الإعلام المصرية هذا الخبر اليوم (الإثنين) وهي تستعرض إنجاز منتخبها الوطني بالحصول على كأس إفريقيا للمرة السادسة والثانية على التوالي في المباراة التي جرت ليلة الأحد 10-2-2008.

وقالت "إن قرار بناء المسجد اتخذ بعد فوزهم على أنجولا بهدفين لهدف في ربع النهائي الإفريقي"، وأوضح مدرب المنتخب المصري شوقي غريب أن البعثة كانت تقوم بذبح عجل ليس من قبيل الدجل أو طرد الحسد كما قال البعض، وإنما لتوزيع لحومها على الفقراء المسلمين في كوماسي.

جدير بالذكر أن بعثة المنتخب المصري قامت خلال إقامتها في كوماسي بذبح ثلاثة عجول، اضطرت بعد العجل الأول إلى جعل الذبح سريا وبعيدا عن الملاعب بعد أن اعتبرته الصحافة الغانية سحرا للتأثير في المنافسين.

وتشتهر مدينة كوماسي التي تسكنها قبائل الاشانتي بوجود أعداد كبيرة من السحرة، والاعتقاد في فعاليته وتأثيره على الأحداث وخصوصا في مباريات كرة القدم.

وقال رئيس الاتحاد المصري المهندس سمير زاهر في تصريحات تليفزيونية "اضطرنا إلى الذبح في الخفاء بعد الضجة التي أثارتها الصحافة الغانية ثم وزعنا اللحوم على الفقراء"،
وكان لاعبو المنتخب المصري يؤدون بعض فروض الصلاة في أكبر مسجد في كوماسي؛ حيث ارتبطوا بعلاقة وثيقة مع إمامه الشيخ أحمد سعيد الذي تخرج في جامعة الأزهر وعاش سنوات طويلة في القاهرة ويجيد التكلم بالعربية.

إعجاب بمشهد السجود
وعبر الشيخ سعيد عن إعجابه بتدين المنتخب المصري ومشهد السجود الذي يؤدونه بعد تسجيل الأهداف، وأشاد بصفة خاصة بتدين وأخلاق محمد أبو تريكة خلال لقاء جمعه مع بعثة المنتخب بعد ذبح أحد العجول، وإشراف الشيخ سعيد بنفسه على توزيعه على الفقراء من خلال مسجده.

وفي هذا اللقاء تمنى الشيخ سعيد الذي يوصف بأنه إمام مدينة كوماسي، استمرار انتصارات المنتخب المصري، وعبر عن احترامه وتقديره لمصر التي حصل فيها على علومه الشرعية.

ورغم أن الإحصاءات الرسمية تقدر عدد مسلمي غانا بـ16% من عدد السكان من جملة 22 مليونا، إلا أن الشيخ عبد القادر السيد نباري مدير المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية باكرا يرى أن هذا الرقم أقل بكثير من النسبة الحقيقية التي يقدرها بـ35%، باعتبار أن شمال البلاد ممثلا في مدينتي تمالي وكوماسي في الغرب الأعلى تسكنه أغلبية مسلمة، وأن المسلمين لهم وجود في جميع المدن والقرى الغانية، خصوصا في العاصمة أكرا وفي الشرق الأعلى.

وتتبنى غانا النظام العلماني؛ حيث لا يفرق بين الأديان في العبادات، وهي تشمل أيضا المسيحية كديانة أولى، بالإضافة إلى بعض الديانات الوثنية، ولا توجد قيود على الصلاة وبناء المساجد والمراكز الإسلامية، وتتلقى المساجد المسجلة لدى الحكومة دعما من الدولة.

ويوجد في غانا مجلس للدعوة والبحوث الإسلامية يشرف على ثلاثة معاهد علمية في أكرا وكوماسي وتمالي لتخريج الدعاة الذين تحتاجهم غانا وبعض الدول الإفريقية المجاورة.

ويتولى مسلمون مناصب سياسية رفيعة، مثل علي محمد نائب رئيس الدولة، ومصطفى علي وزير العمل، بالاضافة إلى وجود عدد كبير من الجنود والضباط في الجيش والبوليس الغاني.

ويضم المنتخب الغاني نفسه مجموعة من اللاعبين المسلمين أبرزهم سولي علي مونتاري نجم الوسط، وأحمد باروسو، وهامينو درامان، والحارس الثاني فاتاو داوودا.

وحاز المنتخب المصري على إشادة القائمين على البطولة، وخاصة في مدينة كوماسي لما عرف عنه بالالتزام الأخلاقي والديني الذين كانوا يؤدون الصلوات في وقتها، وخاصة محمد أبوتريكة الذي كان يحرص على أداء صلاة الفجر حاضرة.

لقب مضمون
وفجر الجهاز الفني للفراعنة مفاجأة من العيار الثقيل حينما أكدوا أن المنتخب فاز باللقب قبل ست ساعات من خوض المباراة النهائية أمام الكاميرون، وذلك حينما قرر جهاز المنتخب طبع "قمصان" عليها 6 نجوم كتبوا عليها باللغة الإنجليزية "نحن الأبطال"، إيمانا منهم بعبور الأسود في النهائي والفوز بالبطولة السادسة في تاريخ الفراعنة.

قال حمادة صدقي المدرب المساعد بالجهاز الفني في تصريحات تلفزيونية بعد العودة من غانا "إن جهاز المنتخب لم ينم ليلة المباراة حتى الساعة الثالثة والنصف من فجر يوم المباراة، حتى استأذن الكابتن حسن شحاتة في الذهاب إلى النوم".

أضاف أن الجهاز بأكمله استيقظ في الثامنة والنصف من صباح يوم المباراة؛ حيث قام شحاتة باصطحاب الجهاز بأكمله للانتهاء من عمل قمصان تحمل جملة "نحن الأبطال" وبجوارها 6 نجوم.

أكد أن الجهاز الفني قرر حمل عدد كبير من القمصان إلى الملعب، ولم نتركها في الفندق الذي نزلنا فيه إيمانا منا بتحقيق الفوز على الكاميرون في النهائي، وللمرة الثانية خلال بطولة واحدة.