تقرير خاص عن نجاحات وانتكاسات الموضة في عام 2009
ـ إغلاق دار «كريستيان لاكروا» .. المبدع الذي تعشقه باريس وأوساط الموضة الراقية عموما، رغم أن لاكروا فنان بكل المقاييس فإن فنيته لم تشفع له، بل كانت سببا في إفلاسه، لأنه كان يسبح ضد التيار بأسلوبه الذي يتحدى ما تمليه أحوال السوق.
فلا تدخلات الحكومة الفرنسية ولا محاولات عدة شخصيات مهمة لإنقاذه، ولا عروض بعض المهتمين لشراء الدار وتمويلها، منهم شيخ من إمارة عجمان، نجح في النهاية في التوصل إلى حل يعيد إلى الدار الشابة التي لا يتعدى عمرها نحو عشرين عاما مجدها ويطيل في عمرها.
ـ المصممة البريطانية لويلا بارتلي .. أيضا أعلنت إفلاسها وتوقفها عن إنتاج التشكيلة التي عرضتها في لندن مؤخرا، وكانت من أقوى التشكيلات حسب رأي العارفين، فرغم حب صحافة الموضة لها ورغم عدد صديقاتها من النجمات اللاتي لا يتأخرن عن حضور عروضها منذ أن أسست دارها، لم ترحمها الأزمة المالية، فأسلوبها الذي يتميز بالحيوية ويخاطب الشابات، والذي هللت له أوساط الموضة، كان من أسباب تعثرها.
- شريحة الشابات .. كما نعرف، هن الأكثر تأثرا بالأزمة وعزوفا عن الشراء، طبعا هناك أسباب أخرى أهمها أن الجهة الممولة لها منذ سبع سنوات «كلاب 21» (Club 21) أعلنت عدم رغبتها في تمويلها بعد الآن، فضلا عن إفلاس شركة الإيطالية كارلا كاريني المسؤولة عن تنفيذ أزيائها.
ـ المصمم الياباني الذي يعشقه المغني إلتون جون وغيره من النجوم أيضا أعلن إفلاسه وطالب بالحماية وعملية إنقاذ.
ـ المصمم البلجيكي الأصل أوليفييه ثيسكينز .. يفقد وظيفته كمصمم فني لدار «نينا ريتشي» الفرنسية في بداية العام، مع العلم أن هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها المصمم لمصير مماثل، إذ سبق لدار «روشا» أن استغنت عن خدماته بعد أن أقفلت أبوابها لفترة من الزمن. يقال إنه قد يعود قريبا مع دار ثانية، لكن الأكيد أنه سيصدر كتابا في فبراير (شباط) القادم يكشف فيه عن الوجه الثاني من عالم الموضة وتجاربه فيه.
ـ فشل التعاون بين دار «إيمانويل أونغارو» .. والنجمة الشابة ليندسي لوهان، كمصممة فنية. فالدار التي لا تزال تبحث عن مبدع يعيد إليها أمجاد الماضي، لا تزال أيضا تتخبط، ومنذ سنوات، في بحثها عن خليفة يفهم روحها، وكانت استعانتها بليندسي لوهان، غير موفقة على الإطلاق، مما عرّض كلا من النجمة والدار للكثير من الانتقادات إلى حد أن ليندسي، حسب ما يقال، أصيبت بصدمة نفسية، التشكيلة كانت باهتة تعكس أسلوب لوهان لكن لا تعكس روح الدار ولا عراقتها.
ـ غادر المصمم البلجيكي مارتن مارجيلا .. الدار التي أسسها وتملك حاليا شركة «ديزل» معظم أسهمها. مغادرته الدار كانت في هدوء تام، وما ساعد على عدم إحداث أي ضجة أن المصمم عازف عن الأضواء ولم يعط أي مقابلة صحافية كما لم تؤخذ له أي صورة طوال فترة ترؤّسه دار «مارجيلا».
لهذا فشركة «ديزل» متفائلة ومصممة على المضي في طرح عطر يحمل اسمه وتصميمات من إبداع فريقه الفني المكون من 28 شخصا، إذ لا أحد سيشعر بالفرق إلا في حالة لم تأتِ الأزياء في المستوى المطلوب.
ـ المغنية ليلي آلن .. أعلنت أنها ستأخذ استراحة من الغناء لتتفرغ للموضة، فبعد أن ظهرت في عدة إعلانات ترويجية لدار «شانيل» بل وغنت في آخر عرض للدار، ذاقت حلاوة طعم الموضة، وقررت افتتاح محل هي وأختها لبيع وتأجير آخر خطوط الأزياء والإكسسوارات. فهي على ما يبدو تريد دمقرطة الموضة وإتاحتها لشرائح أكبر من الناس وبأقل الإمكانيات.
ـ ميشال أوباما .. بموازاة الهوس بالنجمات ومظهرهن، كان الهوس هذا العام بسيدة البيت الأبيض ميشال أوباما كبيرا، إلى حد أن البعض وصفها بـ«أيقونة معاصرة»، وسواء اتفقنا مع هذا القول أم لا، فإننا لا بد أن نتفق أن أهم ما بصمت به موضة هذا العام، هو إعادة المجد إلى الكنزة المفتوحة التي كانت قبل ذلك حكرا على السيدات الناضجات، وتأكيدها أن التمارين الرياضية مهمة بالنظر إلى ذراعيها المصقولتين واللتين أثارتا الكثير من الجدل.
ـ المصمم اللبناني جورج شقرا .. يصمم لأول مرة تشكيلة من الأزياء الجاهزة يشارك بها في أسبوع نيويورك للموضة، بعد سنوات في باريس حيث كان ولا يزال يعرض تشكيلة خاصة بالهوت كوتير.
ـ أسبوع لندن .. يسحب السجاد من باقي عواصم الموضة العالمية هذا العام، وتنتقم لنفسها منهم، فبعد أن تم حشرها ما بين أسبوعي نيويورك وميلانو، وبعد أن ظلت العاصمة التي تفتقر إلى المشترين وبريق النجوم وأقلام وسائل الإعلام العالمية، شهدت هذا العام احتفالا ضخما بمناسبة مرور 25 عاما على تأسيس أسبوعها واستقطبت اهتماما إعلاميا منقطع النظير، خصوصا بعد أن تضافرت جهود السياسيين مع جهود المصممين والنجوم لإنجاحه.
وكانت النتيجة أكثر من رائعة، فقد عاد للعرض فيها، لأول مرة، دار «بيربيري» بخطها الراقي «برورسم» بعد أن كانت تعرضه في ميلانو، كما عادت دار «برينغل» من ميلانو أيضا، وماثيو ويليامسون وجوناثان سوندرز من نيويورك.
ـ دار «بيربيري» .. تحقق أرباحا لا بأس بها رغم الأزمة المالية العالمية، ويحصل مصممها الشاب كريستوفر بايلي على وسام الشرف من الملكة إليزابيث الثانية، تَسلّمه من الأميرة آن، لجهوده في مجال الموضة، التي تُعتبر قطاعا اقتصاديا مهما في لندن خصوصا وبريطانيا عموما، كما حصل على جائزة مصمم العام من أسبوع لندن للموضة.
ـ تعاون كل من دار «جيمي شو» .. المعروفة بأحذيتها وحقائبها الجلدية الأنيقة والباهظة الثمن، مع محلات «إتش آند إم» بطرح تشكيلة أرخص تتضمن أزياء نسائية ورجالية أيضا.
ـ المصممة الفرنسية سونيا ريكييل .. تتعاون بدورها مع المحلات السويدية بطرح تشكيلة خاصة بالملابس الداخلية النسائية حققت نجاحا كبيرا.
ـ تعاونت دار «جيل ساندر» .. مع محلات «يونيكلو» بطرح تشكيلة ناجحة جدا وأسعار معقولة تخاطب كل الشرائح والأعمار.
ـ 2009 هو العام الذي فرضت فيه فيكتوريا بيكهام نفسها كمصممة .. فبعد سنوات وهي تتخبط باحثة عن مجال جديد غير الغناء بعد فشلها فيه، استطاعت أن تقنع صحافة الموضة والمشترون على حد سواء بأنها تفهم المرأة، ويمكنها فعلا أن تقدم لها أزياء، قد لا تكون مبتكرة، لكنها أنيقة تراعي مقاييس المرأة وتجملها.
- عام 2009 كان الأكثر نجاحا في تاريخ دار «إيه لانغه آند صونه» .. الألمانية للساعات (A. Lange & Sohne). فقد حصلت فيه على 21 جائزة عالمية رفيعة، ليصل عدد جوائزها منذ أعيد تأسيسها في عام 1990 إلى 130 جائزة.
واحتلت ساعة «لانغه زايتفيرك» مؤخرا المرتبة الأولى ضمن فئة «الساعات الميكانيكية المعقدة» في معرض «ميونيخ تايم»، حيث فازت بجائزتي الجمهور ولجنة التحكيم في آن معا. وتكرر الأمر ذاته مع ساعة «1815» التي فازت بكلتا الجائزتين أيضا ضمن فئة «الساعات الكلاسيكية الأنيقة».
كما قامت لجنة تحكيم مختصة باختيار الساعة ذاتها لتفوز بالمرتبة الأولى عن فئة «الساعات الكلاسيكية الأنيقة» ضمن معرض «فيينا تايم» الذي أقيم في فيينا، بينما حلت ساعات «لانغه زايتفيرك» في المرتبة الثانية ضمن فئة «الساعات الميكانيكية المعقدة».
وفي الشهر الماضي فازت الدار بجائزة «لاجويل دور» (اليد الذهبية)، وهي الجائزة الأبرز على الإطلاق في قطاع صناعة الساعات السويسرية، في سابقة هي الأولى من نوعها لمنح الجائزة إلى ساعة غير سويسرية.