ما هو الوقت الأنسب لفطام الرضيع؟

التبكير يقي من الأنيميا .. والتأخير يحمي من النزلات المعوية والرئوية
التبكير يقي من الأنيميا .. والتأخير يحمي من النزلات المعوية والرئوية

يمثل حليب «لبناني» الأم الغذاء الأمثل والمتكامل للطفل في بداية حياته. ولكن عند توقيت معين يجب إدخال عناصر غذائية أخرى ، حيث لا يمكن للطفل الاعتماد على الحليب عن طريق الرضاعة الطبيعية فقط احتياجات جميع المواد الغذائية التي تساعده على النمو المثالي.


توقيت الفطام

والسؤال المطروح دائما حول التوقيت الأمثل لبداية الفطام. وقد أشارت دراسة جديدة في مطلع العام الحالي قام بها باحثون من جامعه يونيفرسيتي كوليدج في كلية لندن الجامعية ، إلى أن الفطام كلما كان مبكرا (قبل الـ6 شهور من عمر الطفل) يمكن أن يمثل القرار الصائب في صالح الرضيع ، خاصة لدى الذين يرضعون رضاعة طبيعية .

ويمكن أن يتم إدخال هذه العناصر الغذائية من شهر الرابع ، وهو الشهر الذي يكون فيه الطفل من الجلوس منتصبا ، وكذلك من إسناد رأسه بمفرده.

من المحتمل أن يحدث في الدراسة ، التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية ، المجلة الطبية البريطانية ، تم فتح الباب مرة أخرى للنقاش الطويل المثير للجدل حول توقيت بداية الفطام ، وهو الأمر الذي لم يتم حسمه حتى الآن ، إذًا بما أنه ببداية الفطام بالنسبة للرضيع تتغير كل فترة زمنية تبعا للدراسات التي توازن بين مزايا الفطام المبكر وإدخال عناصر غذائية جديدة بجانب الحليب للرضيع ، في مقابل أضرار الانتقاص من جرعات الحليب والمزايا الكثيرة للرضاعة الطبيعية للرضيع والأمور على حد سواء ، وكذلك أضرار أخرى للفطام المبكر مثل الإصابة بأنواع مختلفة من العدوى.

ومن المعروف أن هذه الحالية ، التي كانت منظمة الصحة العالمية WHO قد أقرتها منذ عشرة أعوام تقريبًا ، تثمن استمرار الرضاعة حتى 6 شهور من دون محاولة إدخال أغذية جديدة على الإطلاق (وهي توصي التي يتم العمل بها في معظم دول العالم بما فيها بريطانيا والولايات المتحدة) .

كما أن النصوص الموجودة على الموقع الرسمي للمنظمة تذكر أنه يمكن تجنب مليون حاله من وفيات الأطفال سنويًا في كل أنحاء العالم ، خاصة إذا التزمت جميع الأمهات بالرضاعة الطبيعية أو بالحليب فقط لمده 6 شهور ، حيث إن من المعروف أن حليب الأم يحتوى على أجسام مضادة تساعد في الوقاية من النزلات المعوية والالتهاب الرئوي ، وهم من أهم أسباب وفيات الأطفال في العالم.

نقص الحديد

ولكن الدراسة الحالية أشارت إلى أن استمرار الاعتماد على الحليب فقط حتى 6 شهور قد يؤدي إلى نقص كميات الحديد في جسم الطفل ، ومن ثم إصابته بأنيميا نقص الحديد .. كما يمكن أن يزيد من الحساسية للأطعمة المختلفة ، وخاصة أن هناك دراسة سابقة في عام 2007 بالولايات المتحدة الأمريكية حذرت من أن استمرار الرضاعة إلى 6 شهور يحمل خطرا متزايدا للإصابة بالأنيميا.

وقد صرحت الدكتورة ماري فيوتريل Mary Fewtrell ، وهي طبيبة أطفال تؤدي الفريق البحثي من جامعة لندن ، لأنهم سابقًا الرضاعة قد تكون مفيدة في الدول النامية والفقيرة حيث لا توجد مصادر للمياه النقية ، وكذلك الطعام الآمن والصحي للفطام ، وخاصة قبل أن يتم اكتمال الجهاز الهضمي والبلع بشكل مناسب ، حيث إن الطعام الصلب أصعب كثيرا في البلع من الحليب بطبيعة الحال ، وكذلك فإن احتمالية الإصابة بالعدوى المختلفة وزيادة الوفيات بين الأطفال ، ولكن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية ليس بهذه الأهمية في الدول الأوروبية والولايات المتحدة.

وهذه التي تستندت عليها منظمة الصحة العالمية تفيد بأن الأطفال الذين يرضعون حتى 6 شهور لا يتعرضون لمشكلات في النمو ، ونادرا ما يتعرضون للعدوى.

واعتمدت في ذلك على 16 دراسة ، منها 7 دراسات من الدول التي تحصل عليها ، تشيد بامتداد فترة الرضاعة حتى 6 شهور. ولكن في المقابل هناك 33 دراسة أخرى ترجح أن بداية الفطام وإدخال أغذية جديدة للطفل بداية من الشهر الرابع لا يحمل أي مخاطر طبية.

وفي دراسة أخرى قام بها باحثون من السويد ، أوضحت زيادة احتمالات الإصابة بمرض الزلافي (السيلياك أو حساسية القمح) كلما تأخر إدخال مادة «الغلوتين» (البروتين الموجود في القمح والشعير) إلى الشهر السادس ، وتقل الإصابة بالمرض في حاله إدخال الغلوتين مبكرا من الشهر الرابع.

اختلاف المجتمعات

وبجانب الدراسات الطبية ، نجد أن هناك ثقافات مجتمعية أيضًا تتحكم في الرضاعة الطبيعية وبداية الفطام ، حيث أنه من غير المألوف في بلد مثل الولايات المتحدة استمرار الرضاعة الطبيعية لأكثر من 4 شهور أو 6 شهور على أكثر من تقدير ، ولا تزيد نسبة الأمهات اللاتي يكملن الرضاعة الطبيعية بعد 6 شهور ، عن 20 في المائة على الرغم من التوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال AAP باستمرار الرضاعة لمده عام كامل. وفي ثقافات أخرى ، وفي بلد مثل الهند تنمو فترة الرضاعة إلى عامين وأحيانًا 3 أعوام.

وهذا الدكتورة ماري إنه «في واقع الأمر هناك الكثير من الأطفال الذين يتم إدخال الطعام الصلب إليهم قبل الشهر السادس ، وهم بصحة جيدة ولا يتعرضون لمشكلات صحية» .. وهو ما اعتبرته دليلا عمليا على صدق نظرية فريقها الطبي.

مضاعفات الفطام

ومن الضروري أن يوضح أنه أيا كان توقيت الفطام ، فيجب أن لا يحدث بشكل مفاجئ ، بل لا بد من حدوثه بالتدريج لتفادي الضرر لكل من الأم والطفل معا.

وذلك يجب أن يستمر في الرضاعة الطبيعية بجانب الغذاء ، حيث إن الحليب يظل المصدر الأهم للتغذية حتى العام الأول من عمر الطفل ، ويمكن فقط استبدال بعض الوجبات من الرضاعة الطبيعية إلى الأطعمة المختلفة.

والفطام المفاجئ يمثل ضررا بالنسبة للأم ، فقد يؤدي إلى تورم الثديين واحتمالية حدوث خراج في الثدي ، لأن مستوى الهرمونات في الدم يكون ما زال مرتــــــفعــــا.

وإذا اضطرت الأم إلى إنهاء الرضاعة الطبيعية لأي سبب طبي يتعارض مع الرضاعة ، مثل أخذ علاج بشكل سيئ على الرضيع ولا يمكن استبدال هذا العقار أو الاستغناء عنه ، فيجب عليها استشاره الطبيب وأخذ عقار من شأنه أن يثبط إفراز الحليب.

بالنسبة للطفل فقد تحدث له صدمة نفسية ، حيث إن الرضاعة الطبيعية لا تمثل مصدرا للغذاء فقط ، بل تمثل مصدرا للراحة والاطمئنان.

ويفضل أن تكون بداية الفطام باستبدال وجبة واحدة فقط في اليوم ، ثم تتدرج بعد ذلك. ويستحسن أن تكون الوجبة الأولى بعد استيقاظ الطفل ، والأخيرة قبل النوم.

وذلك يتم البدء بإدخال المواد البسيطة أولاً ، مثل الخضار المهروسة أو البطاطا أو الجزر المطبوخ ، ويستحسن عدم إدخال حليب الأبقار في وقت مبكر لتفادي الحساسية ، وكذلك البيض والسمك أو العصائر المحفوظة أو الحمضيات وعدم إرغام الطفل على نوعية معينة من الغذاء ، مع استمرار المحاولات في حالة الرفض.