الحيوانات تساعد في علاج المصابين بالاكتئاب

ليس من السهل دائما التواصل مع شخص يعاني من الاكتئاب، حتى بالنسبة لطبيب نفسي ذي خبرة. ولكن تخيل كلبا صغيرا يمرح عند قدم المريض خلال جلسة العلاج، وتنظر عيناه الكبيرتان السوداوان إليك في استجداء طالبا منك أن تقوم بتمسيده وهذا يمكن أن يساعد المريض على الانشراح .


الكلاب ليس فقط هي التي تستخدم أحيانا كـ" مساعد معالج " هذه الأيام ولكن أيضا الجياد وخنازير غينيا والسلاحف وغيرها من الحيوانات.

وقال الطبيب أرنو دايتسر، رئيس مركز الطب النفسي في مستشفى إيتسهوه ورئيس الاتحاد الألماني للطب النفسي والعلاج النفسي: " يمكن تحقيق نجاحات كبيرة بالعلاجات التي تتم بمساعدة الحيوانات سيما في معالجة اضطرابات القلق والاكتئاب".

وأضاف: " أحيانا، على سبيل المثال، يجد المصابون بالاكتئاب صعوبة في التواصل مع معالجيهم أو في بناء الثقة ".

وقال دايتسر إن الحيوانات يمكن أن تكون مؤثرة في كسر الجليد، مفترضا أن كلا من المريض والمعالج لديهما تجارب إيجابية مع هذا الحيوان في الماضي. ويقوم الحيوان بمقام وسيط بين الاثنين.

ويمكن أن يكون مفتاح الأثر الإيجابي للحيوانات على البشر هو أنها لا تصدر أحكاما.

وقال دايتسر: " إنهم يقبلون الناس بكل ضعفهم وقوتهم ".

لا تستخدم الحيوانات في العلاج فحسب ولكن أيضا في ما يعرف باسم الأنشطة التي تساعد فيها الحيوانات وهي أنشطة ترمي بشكل واسع إلى تعزيز جودة الحياة عبر التحفيز أو التعليم أو الاستجمام.

ويشتمل مساعدو كورنيليا دريس وهي خبيرة مدربة في الأنشطة بمساعدة الحيوان في ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، على كلاب وماعز ودجاج وديوك وأرانب وأغنام وخنازير غينيا وحمير.

عندما تزور دريس دور المسنين ودور الحضانة والمدارس ومنشآت المعاقين تطلب من جمهورها تشكيل دائرة ووضع بعض الحيوانات في المنتصف.

وتقدم كل حيوان بالاسم وتقول من أين أتى وما الذي يحبه وما لا يحبه، بينما تراقب من انجذب إلى أي حيوان والعكس.
ثم تقوم بتوزيع المهام.

وتوضح دريس: " يمكن أن تكون المهمة إسعاد خنزير غينيا بتمسيده، مثلا ".

وإذا رأى الشخص أن الحيوان سعيد فيمكن أن يحصل هو أو هي على دفعة ثقة في النفس. ومن المهم أخذ سعادة الحيوان في الحسبان.

وقالت دريس: " الحيوانات هادئة الأعصاب والسعيدة فقط هي التي يمكن أن يكون لها أثر إيجابي على الناس ".