بيت منحوت داخل كهف في كابادوكيا التركية

يعمل صاحباه بمبدأ أنه مشروع لا يتم أبدا ويمكن للمرء أن يستشف من المنظر الخارجي ما يوجد وراء بوابته الخشبية العملاقة التي تنفتح على باحة صغيرة بها نافورة وشجر ياسمين وغاردينيا وصريمة الجدي
يعمل صاحباه بمبدأ أنه مشروع لا يتم أبدا ويمكن للمرء أن يستشف من المنظر الخارجي ما يوجد وراء بوابته الخشبية العملاقة التي تنفتح على باحة صغيرة بها نافورة وشجر ياسمين وغاردينيا وصريمة الجدي

هناك مميزات للعيش في الكهوف ، ليس أقلها توفير تكاليف السكن ، وهذا ما كانت تدركه لورا برسوف ، المصورة الفوتوغرافية الأمريكية ، وشريك حياتها نورتين مانتار ، المصور الفوتوغرافي التركي.


من هذا المنطلق اشتريا أول عقار لهما عام 1997 في قرية كابادوكيا الواقعة وسط تركيا. لم يكن بناية بالشكل التقليدي ، بل مسكنا صغيرا منحوتا في قلب صخرة بركانية من تل ، تتراوح تكلفته بين 5 و 6 آلاف دولار.

في ذلك الوقت ، كانت أسعار هذه المساكن في أورتاهيسار يوكاري فالي «زهيدة» على حد قول لورا البالغة من العمر 56 عاما. للقيام هي ومانتار البالغ من العمر 49 عاما بتوسيع الكهف من خلال فتح كهوف أخرى عليه حتى وصلت مساحة المسكن إلى نحو 14 ألف قدم مربع.

وتتابع لورا «الكثير من هذه المساكن كانت مجرد حطام وخراب ، فالمطبخ كان بلا سقف ، والجدران متداعية ، لكن سعرها كان من أرخص الأراضي ثمنا ، نحو 14 ألف دولار» ، بينما بلغ إجمالي التكاليف بحسب تقدير لورا نحو 30 ألف دولار.

على مدى الشهور الأربعة بعد أن أصبحت كابادوكيا أكثر رقيا وتقدما ، أدخلا تغييرات على المنزل الذي يتكون من خمسة مستويات من خلال إنشاء أربع غرف نوم وجزء مخصص لخمس حمامات ، حيث يمكنهما العيش والعمل في الوقت ذاته.

بلغ تكاليف عملية تجديد المسكن ، التي تضمنت تنظيفه وإصلاحه وترميمه ، نحو 150 ألف دولار حتى هذه اللحظة على حد قولهما. لكنهما حافظا على الميزانية من خلال الاستغناء عن مهندسين معماريين والاستعانة بحرفيين من القرية.

يمكن للمرء أن يستشف من الطريق الترابي ما يوجد وراء بوابة الدخول الخشبية العملاقة التي تنفتح على باحة صغيرة بها نافورة وشجر ياسمين وغاردينيا وصريمة الجدي ، ويلوح المنزل بعد الباحة مثل متاهة.

وتوجد الغرف التي تحتوي على كومبيوتر ومعدات لتعديل الصور بعد بضع خطوات باتجاه اليمين. وهناك غرفة للوسائط على يسار الباحة توجد بها أجهزة «دي في دي» وتشكل جدارًا يمكن رؤيته من جهة الأرائك التركية التقليدية التي تقترب من الأرض وعليها وسائد مطرزة.

وعلى مقربة من هذا المكان توجد غرفة وسيطة مليئة بتحف اشترتها لورا من آسيا الوسطى تفضي إلى غرفة النوم الرئيسية ذات السقف الحجري وأرضية من خشب الجوز.

ومن هذه الغرفة يتفرع رواق قصير ينفتح على مطبخ ذي تصميم على شكل منزل ريفي به خزانات خشبية وأرضيته من الطين الناضج المغطى بالسجاد المخطط ، الذي نسجته والدة مانتار قبل وفاتها ومؤخرًا. وأسفل درج ضيق من الحجارة توجد غرفتا نوم بهما أسر نحاسيان وسجاجيد ذات طراز قَبلي باللونين الأحمر والأزرق.

لكن بمجرد أن يصل المرء إلى رواق الإفطار الذي يعلو غرف النوم يرى أكثر من إثارة إثارة للإعجاب في المنزل: مشهدا بانوراميا على الوادي.

ويستخدم الزوجان أجزاء من المنزل في العمل ، حيث خصصا مكانا لتخزين بعض متعلقاتهما مثل مشغولات الحديد وصوان نحاسية إيرانية وأسرّة نحاسية قديمة وإبريق يوناني بمقبضين من الطين الناضج وأباريق أعدها مانتار بنفسه.

ويعمل حاليا على غرفة نوم ملحقة بحمام لخدمة تقديم خدمة إضافية للضيوف للسياح. لكن هناك مساحات أخرى لم يتم العمل عليها بعد ، على حد قول لورا لتكون «حديقة مؤقتة».

وتضيف «نعمل بخطى بطيئة على هذا المنزل ، بحسب النظرية التي تقول إن على المرء أن يكون لديه مشروع لا يتم أبدا».

يضم المنزل المكون من خمسة مستويات تسعة أجزاء تبلغ تكاليف كل منها ما بين 350 دولارا و 14 ألف دولار. ويقدم لورا «كانت أكثر الأجزاء في وضع مزرٍ».