هالة فتحى: "الأتيكيت".. ليس معناه فقط كيفية الأكل بالشوكة والسكين.

(بطاقة تعارفها تقول أنها مديرة لها خبرة فى العلاقات العامة عملت فى هذا المجال لفترة بالسفارات وحالياً تمارس نفس المهمة ولكن على مستوى شخصى وهى كذلك خبيرة فى مجال أصول الأتيكيت أو (الأخلاق الحميدة).. وعلى مستوى العمل الاجتماعى فهى عضوة فى الروتارى منذ عام 1999 وشغلت منصب رئيس روتارى الجيزة لمدة عامي 2009/ 2010.ثم أصبحت عضوه بالروتارى ونقلت نشاطها فى هذا المجال إلى روتارى الشروق.إنها السيدة/ هالة فتحى.. سيدة المجتمع التى نبحر معها فى هذا اللقاء إلى عالمها الخاص الذى تمارس فيه نشاطها الاجتماعى وفكرها ورؤيتها للعمل الاجتماعى بعد الثورة).


تقول هالة فى البداية:

كنت قبل الثورة أُدرس الأتيكيت أو أصول الأخلاق الحميدة فى العشوائيات وبالأخص فى مناطق مجاورة وقريبة من حى مصر القديمة، وكنت أحاول أن أغير من سلوكيات الناس فى هذه المناطق من حيث طريقة وأسلوب الكلام، وأدب الحوار واحترام الأكبر سناً.. إلخ كنت أفعل ذلك قبل الثورة فوجدت إستجابة واهتماماً كبيراً، وكنت أخاطب طبقة فقيرة لا تعرف القراءة والكتابة ومع ذلك وجدت لديها هذه الاستجابة مما يدل على أن الأهتمام بمثل هذه السلوكيات بما فيها النظافة لا ترتبط بكون الشخص غنياً أو فقيراً.

وماذا عن مكان الشباب فى هذه المهمة التى كنت تقومين بها؟

- ذهبت لشباب الطبقة تحت المتوسطة، ومن خلال دروسى لهم كنت أؤكد على أن الأتيكيت ليس فقط طريقة الأكل بالشوكة والسكين، فهذا هذا مجرد جزء ولكن هناك جزئيات أخرى عديدة.

سلوك سليم: وماذا عن هذه الجزئيات؟

- أشياء عديدة كما سبق وذكرت أدب الحوار، إحترام الكبير، النظافة بكل معانيها بما فيها النظافة الشخصية، وهم كانوا يسألوننى مثلاً عن طريقة الملبس واختيار الألوان وتناسقها مع التأكيد على أن من يسلك سلوكاً سليماً فى الحقيقة شخص سوى، وليس العكس وكنت أعطى لهم نماذج من أفلامنا الأبيض والأسود القديمة، وأشرح لهم كيف كان يتصرف الناس فقراؤهم وأغنياؤهم، والموظف البسيط كيف كانت حياته حتى لو كان يسكن فى حى شعبى بكل ملامح حياته وعاداته، وحرص هذا الموظف على ارتداء البدلة والطربوش أثناء خروجه أو ذهابه لعمله، وحياته داخل بيته مع أسرته.. حتى أثاث بيته البسيط  الذي رغم بساطته إلا أنه جميل ومنسق.

غياب الأمن:

وهل تنوين الاستمرار فى هذه المهمة بالمناطق الفقيرة بعد الثورة؟

- فى العشوائيات الآن مسألة صعبة نظراً لغياب الأمن، ولكن هناك عرض من مدرسة ومكتبة مصر الجديدة على أن أقوم بتربية الأطفال أو الجيل الجديد وتعليمهم قواعد ومبادئ القيم والأخلاق الحميدة، وأرى ذلك ليس مستحيلاً رغم صعوبة المهمة ولكنها ممكنة ومهمة جداً فى المرحلة الحالية.

وما أهمية القيم التى تتحدثين عنها؟

- أهمها الاحترام وإشاعة روح التسامح وربطه بالدين، سواء كان الإسلام أو المسيحية.. والأمانة والصدق والنظافة والحرص على مساعدة المريض والتراحم.. كلها قيم سأحرص على غرسها فى المرحلة المقبلة، وأدعوا الله أن أنجح وأستمر فيها لأننا محتاجون إلى ذلك.. ومحتاجون أن نربى هذا النشئ فى مراحله الأولى تربية صحيحة.

أيام زمان: وماذا عن مشروعك فى مجال العمل الاجتماعى؟

- من أهم أنشطتنا حالياً: جمعية الغد المشرق والتى تختص بذوى الاحتياجات الخاصة ذهنياً وجسمانياً بتعليمهم حِرَف تُدر لهم دخلاً مما يحسن من أوضاعهم وحالتهم الصحية والنفسية ويمنحهم القدرة فى الاعتماد على النفس.

- أيضاً قمنا بمهمة التوعية البيئية وعدنا لأيام زمان بالتوعية على الكراسات والكتب المدرسية، ووضعنا تلك الإرشادات على أغلفة تلك الكتب.

- كذلك نتبنى إقامة الحفلات لأطفال الجمعية، وسنشارك فى حفل ساسومى ستريت بـ 6 أكتوبر وليذهب جزء من العائد للملاجئ ولأطفالنا فى جمعية الغد المشرق.

وإلى جانب ذلك هناك مشروع ملابس طلبة الجامعات ونحن نعدله الآن ليكون جاهزاً قبل عيد الأضحى بتلقى تبرعات الأفراد من الفائض عن حاجتهم من الملابس حيث نقوم بتنظيفها وكيها وتكييسها ثم نقدمها فى معرض لطلبة الجامعات وسيكون ذلك بالتنسيق مع جامعة القاهرة.

جهود ذاتية:

هل تأثرت التبرعات بعد الثورة وكيف تتجاوزون ذلك؟

بالطبع تأثرت وكنا نعتمد بشكل كبير على إسهامات رجال الأعمال، والآن لا نستطيع ذلك للظروف الاقتصادية الصعبة التى نمر بها.. ولتجاوز ذلك نعتمد على أنفسنا وعلى جهودنا الذاتية.. ونلجأ إلى ميزانية نادى الروتارى فى بعض الأحيان.

هل فى برنامجك المستقبلى أفكار آخرى؟

حالياً لا ولكنى مهتمة بدروس مكتبة مصر الجديدة للأطفال وأراها مهمة تحتاج كل الوقت والجهد فى الفترة المقبلة حتى تؤتى ثمارها.