هل النيكوتين مادة ضارة، وهل تناول علك النيكوتين آمن للامتناع عن التدخين ؟

العلك أو اللبان أو اللصقات التي تستخدم بإشراف الطبيب وفق ضوابط ترتبط بكمية السجائر التي يتم تدخينها يومياً والحالة الصحية للمدخن، تعتمد على مبدأ أن إعطاء الجسم كمية كافية وموازية لما يتناوله المدخن من نيكوتين أثناء التدخين يُقلل من الحاجة إلى السجائر.


واستخدامها ضمن هذه الضوابط ضروري لتفادي حصول الآثار الجانبية للنيكوتين على القلب والأوعية الدموية وغيرها من أعضاء الجسم، مثل ارتفاع معدل النبض وضغط الدم وانقباض الشرايين نتيجة لزيادة إفراز هورمون الأدرينالين، وهي من المعلوم أنها أمور قد تُؤثر على سلامة مرضى شرايين القلب أو الدماغ.

لكن لأن علاقة النيكوتين بصحة الحوامل والجنين غير واضحة للباحثين، فإن التحذيرات الطبية لا تزال ترى عدم سلامة استخدام علك أو ملصقات النيكوتين أثناء الحمل.

هذا بالرغم من عدم ثبوت ضررها مقارنة بالتدخين. ولم يثبت حتى اليوم بشكل جازم أن النيكوتين مادة تتسبب بالسرطان، لكن علينا أن نتذكر أن تدخين لفائف ورق التبغ شيء، والنيكوتين شيء آخر منفصل، أي أن النيكوتين لا يؤدي بحد ذاته إلى ظهور الخلايا السرطانية في الأنسجة السليمة، ولا يضر بانقسام نواة الخلايا الحية أو ظهور اضطرابات فيها.

لكن الذي يُذكر هو أنه يتسبب في تأخير تخلص الجسم من الخلايا الهرمة التي يجب تخليص الجسم منها ضمن عمليات برامج موت خلايا الجسم، لكن أيضاً لم يثبت أنه يؤدي إلى ظهور خلايا سرطانية. بخلاف التدخين الذي يشمل دخول مواد مسرطنة عديدة، ثابت علمياً دورها في ذلك، إلى الجسم. ولا يُعد النيكوتين منها.

المشكلة في ظن البعض أن النيكوتين مادة مسرطنة، ويفضلون بالتالي تدخين سجائر خفيفة المحتوى من تلك المادة، وهو ما يعني تلقائياً لدى الكثيرين اضطرارهم إلى تدخين عدد أكبر من السجائر بغية الحصول على نسبة مشبعة من النيكوتين، وهو ما يعني تلقائياً أيضاً تناولهم كميات عالية وبشكل أكبر من المواد الكيميائية السامة، لأن وصول النيكوتين إلى الجسم يعتمد على حسب طريقة تناول التبغ، إذْ في حين أن مضغ أوراق التبغ يُعطي الجسم كميات مضاعفة عما يعطيه تدخينها، فإن ما يصل إلى الدم عند التدخين وحرق الأوراق هو حوالي 10% من محتوى النيكوتين فيها.

كما تقل النسبة على حسب نوع الورق المستخدم في لف السجائر ووجود الفلتر «المرشح» وغيرها من العوامل. وتوجد مادة النيكوتين في مجموعة من النباتات كأوراق التبغ وأوراق نبات الكوكا وثمار الطماطم والبطاطا والباذنجان الأسود والفلفل الأخضر وغيرها كثير مما نتناوله من الثمار النباتية. وتأثير هذه النسب الضئيلة على الجسم هو تنشيط الحركة والوعي والذاكرة، وزيادة معدل نبض القلب ومقدار ضغط الدم وانقباض الأوعية الدموية وتقليل الشهية للأكل.