عمري في الأربعينات، ولدي اكتئاب، ووصف الطبيب النفسي لي أحد أدوية علاج الاكتئاب، وأنا قلق من تناوله لأنني سمعت أن له تأثيرات تضعف الأداء الجنس .. بم تنصح؟

التأثيرات الجانبية على الأداء الجنسي، سواء على الرغبة أو القدرة أو الرضا بعد الممارسة، هي من أحد الآثار الجانبية التي قد تكون شائعة لدى الرجال والنساء.


وقد تختلف درجة التأثر حسب نوع الدواء المضاد للاكتئاب وكمية جرعته، كما تختلف حسب حالة الشخص النفسية ومدى قدراته على الأداء الجنسي قبل الإصابة بالاكتئاب.

ولذا فإن المفهوم جدا قلقك من هذا الأمر، وهو أمر على الطبيب ألا يتجاهله ويناقش احتمالاته مع مريضه.

وبعض الناس قد لا يرى في الموضوع مشكلة تعوق تناول مثل هذه النوعية من الأدوية العلاجية كثمن للتخلص من حالة الاكتئاب، وآخرون قد يكونون بخلاف ذلك.

ولم تحدد في رسالتك نوع الدواء الذي وصفه الطبيب لك. وهناك أنواع من مضادات الاكتئاب معلوم طبيا أن تأثيراتها طفيفة وأقل من تأثيرات تناول أنواع أخرى. وهناك بالمقابل أنواع معرف ارتفاع احتمالات تسببها باضطرابات في الأداء الجنسي، وتحديدا مثل «زولوفت» و«بروزاك» و«باكسيل» و«كليكسا» و«ليكسابرو» و«سيمبالتا» و«إفيكسور» وغيرها.

وهناك عدة استراتيجيات علاجية يمكن من خلالها التعامل مع تسبب أدوية الاكتئاب بمشكلة في الأداء الجنسي. منها برمجة أداء الجنس قبل تناول الدواء إذا كان يؤخذ مرة في اليوم.

ومنها تغيير نوع الدواء المتسبب بالمشكلة إلى نوع أقل احتمالا التسبب بالمشكلة. ومنها إضافة الطبيب نوع آخر من الأدوية التي تتغلب على هذا الأثر الجانبي لدواء الاكتئاب مع الاستمرار في تناوله. أو تناول أحد أنواع الأدوية المنشطة للأداء الجنسي مثل «فياغرا» ومثيلاتها. ومنها أيضا البدء بتناول الدواء المضاد للاكتئاب، ومن ثم ملاحظة تسببه أو عدم تسببه بالمشكلة أصلا، لأن ليس كل من يتناول هذه النوعية من الأدوية سيصاب حتما بالمشكلة في الأداء الجنسي.

والمهم ملاحظة أن أي اضطرابات في الأداء الجنسي ليست موجودة بالأصل قبل الإصابة بالاكتئاب، وليست ناجمة عن الاكتئاب نفسه، هي تأثيرات مؤقتة تزول بزوال الاستمرار في تناول الدواء المتسبب بها. وعليه، ما أنصح به هو مناقشة الموضوع مع طبيبك مباشرة، وإبداء هواجسك حيال هذا الأمر له، ولك كل الحق بالاهتمام به لأن معالجة الاكتئاب تتطلب عدم التسبب بمشكلة هي قد تكون سببا في تفاقم مسببات الإصابة بالاكتئاب نفسه، مثل الأداء الجنسي.

أما بالنسبة لسؤالك الآخر عن علاقة الغذاء بالاكتئاب، فإن هناك مؤشرات علمية كثيرة تدل على أن سوء التغذية والعشوائية في انتقاء الأطعمة، أي عدم تناول وجبات طعام تحتوي على تشكيلة متنوعة من الأنواع الغذائية المختلفة، هو أحد أسباب تدني قدرات المناعة النفسية وارتفاع احتمالات الإصابة بالاكتئاب.

وتحديدا هناك دراسات طبية لاحظت أن الذين يتناولون ما يعرف بـ«جنك فود»، أي نوعية الأطعمة البالية من ناحية قيمتها الغذائية، مثل ساندوتشات اللحوم والبطاطا المقلية ومقرمشات التسالي المقلية والحلويات والأطعمة الدسمة بالدهون وغيرها، هؤلاء الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنة بمن يحرصون على تنويع مكونات وجبات طعامهم اليومية ويحرصون على تناول الخضار والفواكه الطازجة ويحرصون أيضا على تناول وجبات الطعام مع أفراد أسرهم أو أصدقائهم في ترتيب لتناول وجبة الطعام مثل تناول الشوربة والسلطة والطبق الرئيسي.