هل لقاح الأنفلونزا الموسمية آمن للمرأة الحامل؟

هذا ملخص رسالتك المتعلقة بسلامة تلقي المرأة الحامل للقاح الأنفلونزا الموسمية ومدى ضرورة تلقي الأطفال لنفس اللقاح، وخاصة ونحن في موسم الأنفلونزا السنوي من العام.


بالنسبة للمرأة الحامل، نعم، فإن لقاح الأنفلونزا آمن لها، ولها أن تتلقاه خلال فترة الحمل، بل عليها ذلك حفاظا على صحتها وصحة حملها وصحة الجنين في رحم الأم وأيضا لتزويد الجنين بمناعة مكتسبة لفترة الستة أشهر الأولى من حياته. وتنص إرشادات الهيئات الطبية العالمية، مثل مركز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة، على ضرورة تلقي الحوامل لذلك اللقاح، وخصوصا في الفترة ما بين شهري أكتوبر (تشرين الأول) وأواخر مارس (آذار).
 
ولاحظ معي أن الحمل بحد ذاته يضع عبئا على صحة جسم المرأة، وخاصة القلب والجهاز التنفسي، ويضع عبئا مضافا على قدرات نشاط جهاز مناعة الجسم. وهي كلها عوامل ترفع من احتمالات التقاط الحامل لعدوى فيروس الأنفلونزا، كما أيضا ترفع من احتمالات أن تحصل المضاعفات في الجسم خلال فترة الإصابة بالأنفلونزا، وتحديدا التهابات أنسجة الرئة وصعوبات التنفس وغيرها من مضاعفات الأنفلونزا. ولاحظ أيضا معي، أن الأنفلونزا إذا ما أصابت الحامل فإن الاحتمالات ترتفع لحصول سقوط الحمل أو ولادة طفل ناقص الوزن أو الولادة المبكرة.
 
ولهذه الاحتمالات كلها، من المفيد تلقي الحامل للقاح الأنفلونزا الموسمية للوقاية من الإصابة بها. وتلقي الأم للقاح الأنفلونزا يكون مناعة يكتسبها الجنين وهو في رحم أمه، وتستمر المناعة تلك لفترة ستة أشهر ما بعد الولادة.
 
والمهم في هذا الشأن، أن تتلقى المرأة الحامل لقاح الأنفلونزا الذي يحقن تحت الجلد، أي ليس تلك النوعية من لقاح الأنفلونزا الذي يوضع كقطرة في الأنف. والسبب أن الذي يعطى عن طريق الحقن لا يحتوي فيروسات أنفلونزا ضعيفة كما هو الحال في النوع الذي يعطى عن طريق الأنف. والأمر الآخر المهم، هو مدى وجود حساسية للبيض لدى الحامل، وفي هذه الحالة تؤخذ استشارة الطبيب مباشرة عند تلقي اللقاح لاتباع إرشاداته حول تلقي أدوية مخففة لتفاعل جهاز مناعة الجسم ضد كمية قليلة من بروتينات البيض الموجودة في لقاح الأنفلونزا. كما أن هناك أنواعا من لقاح الأنفلونزا الخالية تماما من بروتينات البيض.
 
أما بالنسبة للأطفال، فمن الضروري أيضا تلقي كل طفل ما فوق سن ستة أشهر للقاح الأنفلونزا الموسمية، وتحديدا للقاح الذي يعطى عن طريق الإبرة تحت الجلد. وتجدر استشارة الطبيب في حالات الأطفال الذين لم تسبق لهم الإصابة بالأنفلونزا أو الذين لم يسبق لهم تلقي لقاحها، ذلك أن ثمة ضرورة لتلقي اللقاح وتكرار تلقيه بعد أسبوعين لضمان بناء الجسم للمناعة اللازمة لمقاومة عدوى الإصابة بالأنفلونزا.
 
ولاحظ معي ضرورة مراعاة عدم وجود حرارة لدى الطفل، ما يتطلب تأخير تلقي اللقاح إلى ما بعد زوال الحرارة عنه، ومراعاة عدم تلقي الطفل لأي لقاح خلال الأربعة أسابيع الماضية، أي تأخير تلقي لقاح الأنفلونزا لفترة أربعة أسابيع بعد تلقي أي لقاح سابق ضمن برنامج تلقيح الأطفال المعروف. ولذا من الضروري مراجعة الطبيب قبل تلقي الأطفال للقاح للتأكد من هذه الأمور وأمور أخرى تتعلق بالحساسية من البيض أو أي أمراض في الجهاز التنفسي أو أي تفاعل حساسية مع لقاح سبق تلقي الطفل له.