السكريات .. هل ينبغي فرض قيود عليها؟

الأميركيون يتناولون 297 كوبا من السكر سنويا
الأميركيون يتناولون 297 كوبا من السكر سنويا

نشرت دورية «نتشر» العلمية مؤخرا موضوعا بعنوان «الصحة العامة: الحقيقة السامة حول داء السكري». ويذكر كاتبو المقال أن كل أشكال السكر المضاف سواء كان سكر المائدة أو شراب الفركتوز، تضر بالصحة مثلها مثل الكحول والتبغ وينبغي أن يتم تنظيمها قانونيا للحد من احتمالات أن تؤدي للإصابة بمرض مزمن.
فرط تناول السكر
ويوجد السكر في صوره الطبيعية في أطعمة مثل اللبن والعصائر والفاكهة الطازجة والمجففة مثل البلح والتين والزبيب، لكنه لا يمثل خطرا على الصحة. وما من شك في أن بعض الناس لا يستطيعون مقاومة تناول السكر بكميات كبيرة، حيث يبلغ متوسط ما يتناوله الأميركيون 297 كوبا في العام حسب وزارة الزراعة الأميركية.
وتشير جمعية القلب الأميركية إلى أن من يتبعون نظاما غذائيا يقوم على استهلاك 2200 سعر حراري ينبغي أن يخفضوا كمية السكر التي يتناولونها إلى 68 كوبا سنويا. ومن الواضح أنه لا توجد أي فرصة للتحسن، فالأغذية الغنية بالسكر مثل البسكويت والكعك والمشروبات الغازية تحجب الخيارات الأخرى من الغذاء مثل الفاكهة والحبوب الكاملة.
ويساهم السكر المضاف مثل البروتين والدهون في زيادة عدد السعرات الحرارية وهو ما من شأنه أن يزيد من صعوبة محاولات الحفاظ على ثبات الوزن، وتعد زيادة الدهون في الجسم من عوامل الإصابة بداء السكري من النوع الثاني وأمراض القلب وأنواع من السرطان وأمراض أخرى.
ويرى روبرت لاستيغ، المؤلف الرئيسي لدراسة دورية «نتشر» وجود علاقة بين زيادة تناول السكر والمشاكل الصحية ومنها ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون الثلاثية في الدم وأمراض الكبد حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون من زيادة في الوزن.
تنظيم السكر
يبدو أن تناول قدر أقل من السكر منطقيا بالنسبة إلى الكثير من الناس، لكن هل يستحق تنظيم السكر كل هذا العناء؟ تقول إليزابيث وارد في صحيفة «يو إس إيه توداي» إنها تشك في ذلك، على الأقل ليس كما يتخيل لاستيغ وزملاؤه، مثل فرض ضرائب كبيرة على الأصناف الغنية بالسكر كالمشروبات الغازية والحد من توافر ذلك النوع من الأغذية ووضع حد أدنى لسن مشتري الأغذية والمشروبات مثلما تفعل الكثير من الولايات في الكحول والتبغ.
وبصفتها خبيرة في التغذية فإن وارد تقضي وقتها في محاولة دفع الناس إلى تناول غذاء أفضل، لكنها تعارض بشدة سن قانون ينظم تناول الأطعمة الغنية بالسكر، ويقول براين وانسينك، مؤسس ومدير «كورنيل فود أند براند لاب» ومؤلف كتاب «الأكل دون تفكير: لماذا نأكل أكثر مما نظن؟»: «غالبًا ما يؤدي فرض قيود على السلوك إلى نتائج عكسية. في البداية نفرض قيود على تناول السكر، ثم قد تلجأ إلى فرض ضرائب على الأطعمة التي تحتوي على نسبة مرتفعة من الدهون أو اللحم أو نفرض قيودا عليهم بطريقة أخرى.
ويبدو الأمر بلا نهاية: وترى روزان راست، مؤلفة «كتاب طهي بالمؤشر الغلايسيمي (السكري) للحمقى» أن فرض ضرائب على الأطعمة الغنية بالسكر يبعث برسالة خاطئة، حيث تقول: «يبدو الأمر مثل عقاب لمن يجتهدون من أجل الحفاظ على عاداتهم الصحية».
إن السيطرة على بيع واستهلاكك الكحول والتبغ أمر، والسيطرة على السكر أمر آخر. يجب علينا أن نأكل حتى نبقى على قيد الحياة، وقد تحتوي بعض الأصناف التي نفضلها على كمية كبيرة من السكر وإن كنا نتناولها بين الحين والآخر كجزء من نظام غذائي صحي، في حين أننا لسنا بحاجة لتناول الكحول أو التبغ لنبقى على قيد الحياة.
وأضافت مؤخرا: «هناك مساحة لتناول بعض السكر ضمن نظامنا الغذائي، فأنا لا أريد أن أعيش دونه. لقد ربيت أبنائي الثلاثة على الالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على بعض المخبوزات والحلويات والمشروبات غير الكحولية، لكن ليس بصورة يومية».
وإليك الطريقة التي أفضل التعامل بها مع السكر المضاف، أولها رفع وعي الناس بالنظام الغذائي المتوازن وتأثير السكر المضاف على الصحة. زيادة عرض أطعمة تحتوي على نسبة قليلة من السكر في المتاجر الغذائية، وجعل إدارة الغذاء والدواء الأميركية تفرض وضع توضيح لنسبة السكر المضاف في جدول العناصر الغذائية على الأطعمة.