الوقاية من الحمى الروماتزمية تمنع أمراض القلب

الإسراف في تدخين السجائر وازدياد نسبة دهون الدم وخاصة مادة الكوليسترول وارتفاع ضغط القار تشكل العوامل الرئيسية المؤدية إلى تصلب الشرايين في مرحلة مبكرة
الإسراف في تدخين السجائر وازدياد نسبة دهون الدم وخاصة مادة الكوليسترول وارتفاع ضغط القار تشكل العوامل الرئيسية المؤدية إلى تصلب الشرايين في مرحلة مبكرة

إنّ الإجابة على هذا السؤال هي: نعم .. فقد تمكنت كثير من الدول وبخاصة الدول الإسكندنافية في شمال أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أيضاً، من القضاء نهائياً على الحمى الروماتزمية التي تعد السبب الرئيسي لأمراض القلب بين الأطفال والشبان وإذا عرفنا أن حوالي نصف مرضى أقسام القلب في مستشفياتنا الجامعية يعانون من روماتزم القلب في صورة مختلفة، أدركنا أهمية القضاء على الحمى الروماتزمية المسببة لهذا المرض الخطير .


وقد تبين أن الإصابة بالحمى الروماتزمية ترجع إلى التهاب سابق بالميكروب السبحي الذي يهاجم أغشية الحلق، فعن طريق القضاء على الميكروب السبحي بواسطة عقار البنسلين ومنع العدوى بهذا الميكروب عن طريق منع مخالطة حامليه يمكن الحد من انتشار الحمى الروماتزمية والقضاء عليها .

ونظراً لأهمية الحمى الروماتزمية ومضاعفاتها الخطيرة التي تؤدي إلى تشوه صمامات القلب، وفي النهاية فشل القلب وهبوطه وعجز المريض، ولإدراك هذه العلاقة الوثيقة بينا لحمى الروماتزمية والميكروب السبحي، أصبحت الإصابة بهذا الميكروب في الدول الاسكندنافية من الأمراض التي يجب التبليغ عنها مثلها مثل الطاعون والكوليرا .

ولا يزال العلماء والأطباء في مختلف أنحاء العالم يبحثون الآن الطرق الكثيرة لمنع مرض آخر يصيب القلب، وربما بأشد خطورة من الحمى الروماتزمية وهو مرض تصلب الشرايين التاجية، وما يؤدي إليه من ذبحة صدرية وانسداد الشريان التاجي ومضاعفاته .

 وقد تمكن الباحثون من إثبات علاقة وثيقة بين عدة عوامل وبين هذا المرض الخطير .. فإذا تمكن تفادي هذه العوامل في مرحلة مبكرة أصبح من الممكن منع الإصابة بتصلب الشرايين التاجية .

فالإسراف في تدخين السجائر وازدياد نسبة دهون الدم وخاصة مادة الكوليسترول وارتفاع ضغط القار تشكل العوامل الرئيسية المؤدية إلى تصلب الشرايين في مرحلة مبكرة ..
ولحسن الحظ فإنه من الممكن التحكم في هذه العوامل الثلاثة .

 فالإقلاع عن عادة التدخين ليس بالأمر الصعب إذا أقنع الشخص بخطورتها وبأنها عامل أساسي يمهد للإصابة بأمراض الشرايين .. كما يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم بالعقاقير الحديثة التي لا تسبب أي مضايقات للمريض .

أما بخصوص زيادة دهون الدم فإن تغيير عاداتنا في طريقة إعداد الطعام وفي نوعيته، يؤدي إلى تخفيض نسبة دهون الدم .

فالامتناع عن الدهون الحيوانية مثل السمن والزبد والكريمة والأطعمة الغنية بمادة الكوليسترول مثل البيض والكبدة والكلاوي والمخ .

واستعمال الزيوت النباتية مثل زيت الذرة وعباد الشمس في إعداد الطعام يمثلان خطوة إيجابية نحو الاتجاه الصحيح إلى الغذاء الصحي.

أما إصابات القلب الميكروبية مثل الالتهاب الميكروبي للغشاء الداخلي فإنه يحدث عادة بالنسبة لصمامات القلب المصابة بالحمى الروماتزمية أو المشوهة خلقياً، ويمكن منعه بالاحتياط الشديد واستخدام المضادات الحيوية والبنسلين قبل خلع الأسنان أو إجراء الجراحات البسيطة في الفم والحلق والجهاز البولي. وبالنسبة لأمراض القلب الرئوية الناشئة عن ضيق الشعب الهوائية وتمدد الرئة ... فيمكن منعها بالعلاج المبكر لهذه الحالات .

وأخيراً هل يمكن منع النهاية الحتمية لأمراض القلب المتقدمة وهي حدوث هبوط القلب وفشله؟ .

إذا تمكنا من الإصلاح الجراحي لتشوهات القلب الخلقية والناتجة عن الحمى الروماتزمية ومنع الإصابة المتكررة بالحمى الروماتزمية وعاش المريض في حدود كفاءة قلبه المتاحة دون إجهاد زائد، ودون أن يتعرض لكل ما يضيف عبئاً إضافياً إلى جهازه الدوري، فربما أمكن لمريض القلب أن يعيش حياة طبيعية، وأمكننا أن نؤجل أو نمنع حدوث هبوط القلب ..