بطاريات للدماغ البشري .. في المستقبل

تقول الدكتورة إلهام طلعت قطان، عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الطبية التطبيقية بجامعة طيبة بالمدينة المنورة، إن إنجازا علميا كهذا سوف يساعد، في نهاية المطاف، المرضى المصابين بالشلل ويسهم في تمكينهم من تحريك ساقيهم وأذرعتهم مرة أخرى.


ويعمل الباحثون في المعهد على تطوير خلايا الوقود هذه من السليكون والبلاتين، بحيث يمكن أن تستمر في عملها لسنوات عديدة مع مخاطر منخفضة ودون إثارة الاستحثاث المناعي للجسم.
وذكر راهول ساربيشكار، الأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية وعلوم الكومبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: «إن خلايا الوقود هذه تعرف بوقود الغلوكوز، حيث يتم اقترانها بالإلكترونيات فائقة الطاقة لتحفيز توليد الطاقة التي تعمل لتكون ذاتية تماما».
وعادة ما يتم إنتاج الطاقة اللازمة للجسم عن طريق تمثيل سكر الغلوكوز وتكسره، ثم تحوله بعد ذلك إلى طاقة يستفيد منها الجسم أو قد يخزنها لاسترجاعها عند الحاجة مثل بذل المجهود. وكذلك أيضا فإن الغلوكوز الموجود في السائل النخاعي في الدماغ يمثل إمدادات الوقود المستمرة للخلايا.
ويأمل العلماء في نجاحهم في مسعاهم الجديد كما تمكن العلماء في الماضي القريب من تصميم جهاز تنظيم ضربات القلب الذي يتم استخدامه حاليا عند معظم المصابين بجلطات في القلب أو الذين يعانون ضعفا في عضلة القلب. وهذا دليل على تمكين مفهوم توليد الطاقة بما يكفي لتلبية متطلبات الجسم البشري في حالة ضعفه.
وذكر كريم عويس، الأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية وعلم الحاسوب وعلم الأعصاب في جامعة ولاية ميتشيغان، أن الخطوة التالية لمعهد ماساتشوستس يجب أن تنطوي على إثبات فعالية عمل خلايا الوقود هذه في الحيوانات الكبيرة، التي أظهرت تمكنها عن طريق زرعها في مخلوقات صغيرة مثل المحار والقواقع.
 
على أن الأجهزة التي تزرع في الجسم يجب أن تعمل على سد الفجوة بين الدماغ والجهاز وتسجيل الإشارات العصبية وفك الشفرات أو السيلات العصبية، والتمكن من الاتصال لا سلكيا مع ما يزرع في الدماغ. الأمر الذي يعد طبيا من الأمور التي لا تزال في طي التحدي ولا يمكن التوصل إليه في الوقت الراهن.
وأضاف ساربيشكارانه «ستكون هناك بضع سنوات أخرى قبل أن نتمكن من إثبات فعالية هذه التقنية مع إصابات النخاع الشوكي واستقبال نظم زراعة خلايا الوقود الجديدة في الجسم التي يمكن أن نتصور أنها سوف توفر الطاقة أو الوقود اللازم (الغلوكوز) للخلية ليتم دفعها وتمكينها من سد العجز الذي يحصل في الدماغ نتيجة إصابات النخاع أو الحبل الشوكي».
ونشرت هذه الدراسة في عدد 12 يونيو (حزيران) 2012 في مجلة «بلوس وان» PLoS ONE وهي مجلة علمية تعتبر نافذة مفتوحة لاستعراض ومراجعة الأبحاث والدراسات تصدرها وتقوم بنشرها المكتبة العامة للعلوم (بلوس PLoS) منذ عام 2006. وتغطي البحوث الأساسية لأي نظام علمي وطبي.