كريمات أساس جديدة .. تواكب عصر «فيس بوك» و«تويتر»

أصابع الاتهام دائما موجهة لمجلات الموضة البراقة على أساس أنها تروج لصورة مثالية يصعب على المرأة العادية مجاراتها. فإلى جانب الـ«فوتوشوب»، يلعب خبراء الماكياج دورا كبيرا في التمويه على العيوب ورسم ملامح قد لا تكون هبة جينية متوارثة، لكن الانطباع الذي تخلفه يكون خادعا للعين.
فسواء تعلق الأمر باللعب على الضوء والظل لخلق وجنتين غائرتين ومرتفعتين أو على الألوان لإكساب الشفاه اكتنازا والعيون اتساعا وغيرها من الخدع، فإن الصورة تكون دائما جذابة. الخبراء يؤكدون أن المرأة العادية أيضا يمكن أن تحصل على النتائج نفسها على شرط أن تختار مستحضرات التجميل بتركيبات خاصة تراعي الإضاءة والشمس وغيرها.
قبل التقاط صورة لكاتي بيري لعدد مارس (آذار) الماضي من مجلة «إنترفيو»، فوجئت جوتشي ويستمان، المديرة الفنية لشركة «ريفلون»، التي كانت تحضر بيري للتصوير بإصرار النجمة على استعمال كريم أساس خاص بها. 
كان الكريم من النوع الثقيل مقارنة بذلك الذي تستخدمه ويستمان، الأمر الذي ترده إلى موجة جديدة في عالم الماكياج تحركها دراية المرأة بالإضاءة في عصر «فيس بوك» والإنترنت. وهي موجة لم تعد تقتصر على النجمات والشهيرات المعرضات لعدسات الباباراتزي في كل الأوقات، بل أيضا النساء العاديات اللاتي يلتقطن صورهن عبر الهاتف الجوال وغيره من الوسائل السريعة.
ففي يومنا هذا، أصبح العديد من الأفراد مصورين هواة، ينشرون صورهم وصور غيرهم على مواقع التواصل الاجتماعي بانتظام، مما استدعى من البعض، خصوصا اللاتي تهمهن صورتهن أمام الآخر، اتخاذ إجراءات وقائية لضمان أن يبدو مظهرهن جذابا في كل الأوقات والأحوال. 
إجراءات تمثلت في اللجوء إلى مستحضرات تجميل مضادة لكاميرات الفيديو عالية الوضوح التي تلتقط كل تفصيلة وتجعل العيوب تبدو أكثر وضوحا بشكل يشوه المظهر، وعلى رأسها كريم الأساس. ويقول الخبراء إن هذا المستحضر بالذات يجب أن يتم اختياره بدقة وأن ينسجم مع البشرة بشكل متناه. 
شركة «ميك آب فور إيفر» كانت أول من انتبهت إلى هذه الحاجة، وعملت على تطوير كريم أساس مناسب للكاميرات عالية الوضوح في عام 2008. وشجعها نجاحه على طرح مجموعة تضم بودرة وأحمر خدود توجهت في البداية لفناني مستحضرات التجميل لكنها سرعان ما وصلت إلى الأسواق وأصبحت في متناول الجميع.
تقول داني سانز، المؤسسة والمديرة الفنية لـ«ميك آب فور إيفر»:
«المشكلة لا تكمن في اللون بقدر ما تكمن في الملمس؛ إذ يجب أن يبدو كريم الأساس خفيفا وبحبيبات متناهية الصغر حتى لا تظهر في الصور».
من الشركات الأخرى التي اهتمت بهذا الجانب، «سماش بوكس»، التي بدأت من موقع التصوير «سماش بوكس استوديوز» في كاليفورنيا الجنوبية قبل 16 عاما، ثم توسعت بطرح منتجات مثل ظل الجفون الثلاثي «فوتو أوب» وأحمر الخدود الكريمي «بي ديسكفرد» وكريم الأساس المرطب «فوتو فينيش».
يقول ديفيز فاكتور، مؤسس «سماش بوكس» والمصور الفوتوغرافي وابن حفيد ماكس فاكتور، إنه قبل طرح أي من مستحضراته، يخضعها لاختبارات في كل أنواع الظروف، بما في ذلك تحت أشعة الشمس وفي الأماكن شديدة الظلمة وكذلك في الأماكن ذات الأضواء المتقدة.
ويضيف:
«يتعلق جانب كبير من هذه العملية بالتحكم في اللمعان». كان آخر تحد واجهه هو ابتكار منتج يظهر معه الوجه بمظهر جيد في الصور، ولكنه يبدو طبيعيا وخفيفا بدرجة مذهلة وكأنه خاص بأماكن العمل، تمثل في كريم «كاميرا ريدي بي بي». يشرح فاكتور أنه خفيف لكنه مناسب جدا لالتقاط الصور، والأهم أنه يعمل أيضا مرطبا ومصحح ألوان.
من جهتها، طرحت ويستمان، المديرة الفنية لشركة «ريفلون» خط «فوتوريدي»، ويشمل كريم أساس رغويا ينثر على الوجه، وماسكارا ثلاثية الأبعاد، وأحمر خدود بتركيبة كريمية، فضلا عن لوحة لمزج ألوان البودرة البرونزية لمواجهة انخفاض درجة الإضاءة.
شركة «غيرلان» بدورها عانقت الموجة لكن من خلال كريم أساس للأيام العادية ولتأثير طبيعي أكثر، أطلقت عليه «لانجري دو بو» Lingerie de Peau الذي، كما يدل اسمه، يتميز بتركيبة خفيفة تتحد مع البشرة وتضفي عليها النضارة والملمس الناعم وكأنه ستارة خفيفة تخفي كل العيوب والشوائب. الفضل في هذا يعود إلى تركيبة ميكروية تنصهر مع البشرة بشكل طبيعي، إضافة إلى عناصر ملونة تضفي لونا على سطح البشرة وفي الوقت نفسه تضيء البشرة.
الشيء نفسه قامت به «ديور» بطرحها «ديور سكين فور إيفير» DiorSkin Forever الذي تعتبره مفصلا على المقاس من حيث إنه يتوحد مع البشرة ويصبح جزءا منها وفي الوقت ذاته مؤديا الغرض منه على أحسن وجه. فهو يخفي كل العيوب والشوائب. وبالإضافة إلى أنه يبقى طويلا، فهو أيضا يرطب البشرة، ويمنع لمعانها ويحميها من أشعة الشمس فوق البنفسجية.
شركة «كلارينز» بدورها طرحت منذ مدة مستحضرها «إيفرلاسيتنغ فاوندايشن» Everlasting Foundation الذي من أهم ميزاته أنه يدوم لأكثر من 15 ساعة من دون أن تبدو البشرة شاحبة أو ذابلة، فضلا عن أنه يخفي كل الشوائب من دون أن يغطي الوجه وكأنه قناع كثيف.
كل هذه مستحضرات وليدة العصر وابتكرت لتلبي حاجة شكل العلاقات القائمة على أساس بصري بعد أن أصبح العديد من الناس يلتقطون صورا لأنفسهم ولآخرين ويستعرضونها على مواقع «فيس بوك» و«تويتر» و«بينتريست» بصفة يومية.