السمنة تكلف السعودية 3 مليارات دولار سنويا .. ومنظمات تنذر بالخطر

في خطوة للارتقاء بواقع الصحة العامة نفذت بعض المؤسسات الصحية في البحرين عيادات ميدانية للتوعية بمخاطر أمراض باتت شائعة في بلداننا العربية لاسيما شريحة الشباب. على رأس هذه الامراض "السمنة". فكرة أخرى تعنى بتطويق ظاهرة البدانة المفرطة اتخذتها بعض المؤسسات في نظامها وداخل حرمها من بينها جامعة البحرين، الخطوة تتمثل بتقنين الاغذية التي تباع داخلها.
مشكلة السمنة والبدانة المفرطة اصبحت تشكل ارقا في عدد من الدول العربية خصوصا في منطقة الخليج. الامر لا يتوقف على حالة البدانة وانما ايضا على الامراض الناتجة عنها كالضغط والسكر والكوليسترول وتداعيات كل هذه.
وعرض البرنامج تقريرا من المنامة فيه تجربة عملية للتوعية بمضار العادات الغذائية السيئة وتداعياتها على الصحة وسلط الضوء على واقع السعودية حيث اشارت بعض الدراسات المحلية إلى أن السمنة تكلف السعوديين أكثر من ثلاثة مليارات دولار سنويا كنفقات صحية بسبب الأمراض المرتبطة بها، بينما حذر موقع "حملة السمنة البريطاني Obesity Campaign UK" من تزايد نسبة السمنة بين السعوديين مشيرا إلى أن معدلات السمنة هناك وصلت إلى مستوى ينذر بالخطر.
المكان هو أحد المجمعات التجارية في العاصمة البحرينية المنامة . أما التجمع فهو عيادة طارئة مقامة من قبل مستشفى الملك حمد الجامعي . الغاية منها الوقوف على الصحة العامة والتوعية بمضار العادات الغذائية السيئة وتداعياتها على صحة الانسان.
بين الحاضرين محمد وهو شاب بحريني يعاني من وزن زائد يعمل حاليا على التخلص منه بعد أن سبب له مشاكل كثيرة" كنت غير، أكل كثيرا، الآن تبدلت وجهة نظري، الآن توجهت للرياضة لخسارة وزن وأحسن من صحتي".
تفيد إحصاءات منظمة الصحة العالمية أن نسبة الاصابة بالسمنة في البحرين بين "الذكور" تصل الى ثمان وثلاثين في المائة نتيجة ذلك سُجلت إصابة اثنين وثلاثين منهم بامراض السكري نتيجة السمنة وتسجل الارقام البحثية إصابة ما بين ثلاثين واربعين في ا لمائة من الطلبة بالسمنة لا سيما الذين هم في السن الجامعي.
 لهذا السبب وفي خطوة من قبل جامعة البحرين وبالتعاون مع المطاعم داخلها تم اعتماد العمل بتوصية غذائية توقف بموجبها بيع الوجبات السريعة ذات الأحجام الكبيرة وإستبدالها بالمتوسط منها .
عبد الرحمن مصيقر استاذ التغذية في جامعة البحرين قال:"المشروبات الغازية والبطاطس المقلية قللناها، نوفر على الطالب مئة سعرة حرارية، بالشهر ما يعادل 2 – 3 كغ بالنسة".
ويرى المختصون في شؤون التغذية أن ثلاثة عوامل تلعب دورا كبيرا في رفع معدلات السمنة لدى الشباب الخليجي عموما وهي العادات الغذائية وقلة ساعات النوم وإنخفاض معدلات الحركة. هذا الامر يتطلب من الجهات المختصة وضع برامج توعية تبدأ منذ مراحل مبكرة لضمان نتائج مستقبلية ايجابية تعود بالنفع على المجتمع عموما فالعقل السليم في الجسم السليم.
 استشاري الغدد الصماء والسكري وسمنة الأطفال الدكتور محمد الحربي يقول عن السمة:"هذه الأرقام مبالغ فيها، دراسات متفرقة لكن لا احصائياد دقيقة للسمنة في السعودية، النسبة تتراوح من 18 – 83 بالمئة، وهي مبالغة لكن يبقى انها عالية جدا في السعودية، ونحن متقدمين في السمنة ذكورا وإناثا، خاصة في سن المراهقة".
هناك امراض عديدة مترتبة على السمنة والبدانة المفرطة وقد كلفت السعوديين أكثر من ثلاثة مليارات دولار سنويا كنفقات صحية مؤخرا. ويعلق:"من الملاحظ أن السمنة في ازدياد وفي العيادات أمراض كثيرة عند الأطفال والمراهقين وايضا البالغين، والعادات الغذائية وعدم ممارسة الرياضة تؤدي إلى نفس المشاكل وتفاقهمها. الموضوع يحتاج إلى برنامج وطني موحد بين عدة وزارات، كالتعليم والصحة والإعلام وحتى خطباء المساجد".
وعن السياسات الرسمية للحد من انتشار السمنة والتجارب الرسمية والخاصة الناجحة في هذا المجال، قال:" مثلا في فرنسا مثلا عام 2003 وجدوا ان نسبة السمنة بدأت تزيد، لذا دقوا ناقوص الخطر وبدأوا برامج مكثفة في المدارس، منعوا المشروبات الغازية مثلا، كما أن هنالك رسائل تأتي للأطفال أثناء برامج الكرتون وتؤدي دور كبير في التوعية.
إدارة الطب الوقائي عندهم برامج قوية، سترى النور قريبا، وبعضها بدأ فعلا، في مراكز الرعاية الصحية الأولية، المنظومة التي أتكلم عنها في وزارة الصحة، والتوجهات موجودة والحمد لله، حتى أهل القرار في وزارة الصحة عندهم توجه للتركيز على الوقاية أكثر من التركيز على علاج الأمراض نفسها".