”سواق تاكسي” و”بتاع بيزنس” و”مسجون” .. أن تكون ابن الرئيس!

''من شابه آباه فما ظلم '' مقولة خالدة يقولها الناس إذا رأوا أولادهم مثلهم فى بعض التصرفات، وقد يكبر الولد ليصبح بالصدفة شبه والده، وقد لا يحدث ذلك، ولكن أن يتم دفع الابن ليتعامل مع منصب والده وأفعاله بشكل ما، سواء فى حياته أو بعد الموت فتلك هى المشكلة.
وعندما نتحدث عن الشخصيات العامة، فنحن نضع تلقائيا الأبناء تحت رحمة الأضواء والشهرة؛ إذ يصبح على الابن أن يحذو حذو والده، ليس من ناحية المنصب ولكن من جهة المستوى التعليمي والرقي فى التعامل، وأحيانا عليه أن يرث المنصب .
وإذا كنا نتحدث عن رئيس الجمهورية فوقتها يصبح الضغط على الأبناء أكبر، ويصبح عليه أن يشابه آباه فى ''بروتوكول'' التعاملات مع الآخرين، وأن يكون حذرا دائما.
وتؤكد الدكتورة نهلة ناجي - الأخصائية النفسية - لتقول '' أن فكرة أن يكون والدك رئيسا ليست جميلة كما يتوقع الناس، فالكثير من الضغط يقع على عاتق الأبناء ويؤثر مدى الحياة عليهم'' .
وتؤكد '' فكرة إن يبقى والدك مهدد بالقتل طول الوقت وأنت كمان، وكمان يبقى مهدد بأن ينشال من منصبه أو ينكتب عنه كلام جارح وسخيف في الجرايد لأنه الرئيس كمان فكرة مش كويسة '' .
وتضيف الأخصائية النفسية ''أن كبت حرية الحركة لدى أبناء الرؤساء يجعلهم فيما بعد لا يحبون المنصب بشكل كبير كما يعتقد البعض، ولكن هناك بعض الإيجابيات منها الشعور بالتميز والرفاهية عن باقي من هم فى نفس السن''.
وفى حالة الرؤساء الخمسة الذين تعاقبوا على مصر، بداية من ''محمد نجيب '' حتى ''محمد مرسي''؛ فكل رئيس له قصة مختلفة أثرت على أولاده فيما بعد.
إذا تكلمنا عن ''نجيب'' الذي كان له بنت وأربعة أولاد، توفى جميعهم فى سن صغيرة، إلا ابنه الصغير''يوسف'' ظل موجودا، لكن حظه لم يكن يختلف كثيرا عن حظ والده الذي تمت معاملته بطريقة أٌقل من التى يستحقها على مر الثلاثة عهود الرئاسية، وللأسف انتهى الحال بــ ''يوسف محمد نجيب '' وهو يعمل سائقا في شركة المقاولون العرب بالإسكندرية، وبعد دوام العمل الصباحي كان يعمل ''سائق تاكسي'' ليوفي احتياجاته المعيشية بعد تخلي الدولة عنه وعن أبيه من قبل.
أما الرئيس الثاني وهو ''جمال عبد الناصر''، فله خمسة أبناء لم يكن لهم علاقة بالحياة العامة أيضا على رغم من زعامة أبيهم التى فرضت نفسها على الشعب المصري وأصبح ''معبود الجماهير''، ولكن بعد عقود طويلة ظهر فيها بعض أولاد ''ناصر'' في الإعلام منهم ''هدى عبد الناصر'' للدفاع عن والدها ضد كل ما كتب وقيل عنه.
وظهر أيضا ''عبد الحكيم عبد الناصر'' على الساحة سواء بسبب عمله فى مجال ''البيزنس'' أو دفاعا عن والده فهو دائما ''مهموم'' بـ''الفكر الناصري'' ويحاول درء كل ما يقال عنه، وظهر ذلك أكثر فى الفترة الأخيرة عندما انضم للتيار الشعبي الذي ربما هو الأقرب لأفكاره الناصرية.
وإذا انتقلنا لأبناء السادات فسنعرف أنه للرئيس السادات سبعة أبناء؛ ربما تعمد إبعادهم عن ساحة الإعلام والسياسة بأكبر قدر ممكن حتى لا يستعصي عليهم بعد ذلك أن يعيشوا حياة عادية، ولعل ابنه الولد الوحيد ''جمال'' انخرط فى مجال الأعمال فقط، وكان من المرشحين لنيل رئاسة مجلس إدارة إحدى شركات المحمول المصرية، إلا أنه لم يحصل عليها بسبب ما قال عنه ''اضطهاد النظام القديم'' لكنه ظل بعيدا عن مغوار السياسة في كل الأحوال.
وأخيرا يأتي ''جمال'' آخر و لكنه ابن الرئيس السابق ''حسني مبارك'' الذي يقول عنه البعض أنه تم دفعه للسياسة دفعا بعد أن كان لا يفقه فيها شيء، وذلك بسبب ترشيحه لأن يرث إرث والده السياسي فى رئاسة مصر.
ويرى البعض أنه كان مجرد ابنا عاديا؛ أكمل دراسته الجامعية وعمل فى الخارج حتى عاد مرة أخرى لمصر ليصبح ''الرجل الأول'' فى الحزب الحاكم، ولعلك تعرف أن أحد أسباب قيام الثورة هو فكرة التوريث التى نشرها الإعلام منذ مجيء ''جمال'' من لندن، ولكن من كان ليظن أنه سينتهي به الحال هو وأباه فى ''سجن طرة'' فهو في هذه الحالة قد شابه آباه بالفعل.
أما الرئيس ''محمد مرسي'' - الذي لم يمكث فى حكم مصر سوى شهور قليلة - فبدأ منذ اللحظة الأولى أنه يحاول ألا يزج بأبنائه فى كهوف الحياه العامة، حتى لا تكون النهاية سيئة كما حدث فى عهد مبارك.