أساطير حول العالم .. ولكن!

لا يوجد مكان علي الأرض لا تنتشر فيه الأساطير والخرافات التي تكون إما عن الآلهة التي كان القدماء يعبدونها، أو عن أفعال خارقة للبشر حتي بعد الموت، أو عن حيوانات خرافية، أوعن بعض الأحداث الغريبة .. وغيرها.
والأسطورة عامة عبارة عن سرد لأعمال بشر أو آلهة قديمة أو حيوانات وكائنات خرافية، يتم تخيلها من قبل الراوي والمستمع لتأخذ مكانها في التاريخ البشري؛ وهي في الأغلب تكون حول شيء ليس له وجود في الواقع، أو يناقض الواقع، وقد جاء هذا التفسير من اجتهاد المترجمين في أوائل النهضة عندما جعلوا الأسطورة ترجمة لكلمة "Myth" التي تعني "ما يناقض الواقع"، وقد كانت الأسطورة سابقا مثل العلوم حاليا أمرا مسلما بمحتوياته، ويري بعض علماء النفس والاجتماع أن حنين الإنسان للأساطير هو حنين لطفولة البشرية الأولي وذاكرتها الخالدة.
وفيما يلي نماذج من بعض الأساطير التي شغلت بال الشعوب طويلا، ومازالت تثير اهتمام البعض رغم أن معظمها لا أساس لها من الصحة، ولكن كما يقال في أحيان أخري أيضا "لا دخان بدون نار" فهناك بعض الأساطير التي كان لها شواهد دلت علي أشياء ساعدت علي بناء تلك الأساطير، وسوف نستعرض بعضا من هذه الأساطير في السطور القادمة.
أسطورة مصاصي الدماء:
مصاصو الدماء شخصيات ميثولوجية، وقد ذكرت في التراث الشعبي الفلكلوري لكثير من الأمم والحضارات، وهي عبارة عن أشخاص يقوم أسلوب حياتهم على التغذية من جوهر الحياة عند الكائنات الحية الأخرى (غالباً الدماء) بغض النظر عن كون تلك الكائنات ميتة أو على قيد الحياة بنفس الوقت.
وعلي الرغم من ان الكيانات المصاصة للدماء قد تم ذكرها في العديد من الثقافات، وربما ترجع إلي عصور ما قبل التاريخ فهي قديمة قدم الإنسان نفسه وذلك وفقا  لتكهنات المؤرخ الأدبي براين فورست فان؛ ولكن تلك الكائنات أصبحت أكثر شهرة في القرن الـ 18 بعد تدفق خرافات حول مصاصي الدماء إلي أوروبا الغربية من مناطق يتزايد فيها الكلام المتكرر عن أساطير مصاصي الدماء مثل البلقان وأوروبا الشرقية.
وعلي الرغم من تعدد مسميات تلك المخلوقات في مختلف الأماكن إلا أن تزايد مستوي الخرافات الخاص بهم في أوروبا أدى الي هيستيريا جماعية، وفي بعض الحالات تسببت في طعن الجثث بأوتاد واتهام بعض الأشخاص بأنهم مصاصو دماء.
وبينما نجد أن أشكال مصاصي الدماء في الفلكور الخاص بالبلقان وأوروبا الشرقية يأخذ أشكالا كثيرة تترواح بين الشكل التقريبي للإنسان حتي الجثث المتضخمة المتعفنة، إلا أن تفسير الكنيسة المسيحية لمفهوم مصاصي الدماء بالإضافة إلي نجاح الأدب الخاص بمصاصي الدماء، مثل القصة القصيرة لجون بوليدوري عام 1819 "The Vampyre"، والتي تعد السبب في نشأة النموذج الأصلي لمصاص الدماء المتطور ذي الكاريزما؛  وتعتبر تلك القصة القصيرة العمل الأكثر نفوذا لتلك المخلوقات في أوائل القرن الـ19، وكانت ملهمة في كثير من الأعمال مثل "Varney the Vampire" وحتي "Dracula".
وبالرغم من ذلك، تعتبر رواية "Dracula" للكاتب برام ستوكر 1897 هي الرواية التي تمثل الجوهر بروايات مصاصي الدماء، والتي تمدنا أيضا بأساسيات الخيال والروايات المتعلقة بمصاص الدماء العصري؛ ويذكر أن برام ستوكر قد تم إلهامه أيضا عند كتابة تلك الرواية بأفعال وجرائم شخصيات، مثل فلاد الولاشي الثالث الملقب بدراكولا، وإليزابيث باثوري الملقبة بالكونتيسة الدموية، كما يعرف عن تلك الشخصيات حبهم الشديد لشرب الدماء؛ وقد استطاع برام ستوكر إدخال الأساطير الأولية الخاصة بالمستذئبين في روايته أيضا.
وقد تعددت أسباب التحول الي مصاصي الدماء في الفلكلور الأصلي، ففي التقاليد السلافية والصينية، أي جثث قفز فوقها حيوان خاصة الكلاب والقطط كانت تثير المخاوف من تحولها، كما أن الجسم الذي به جرح لم يعالج بالماء المغلي كان مصدر خوف أيضا.
بينما في روسيا كان الاعتقاد السائد أن السحرة والأشخاص الذين تمردوا علي الكنيسة الأرثوذكسية الروسية أثناء حياتهم هم الذين يتحولون لتلك المخلوقات بعض ذلك. وقد كان هناك العديد من الممارسات الثقافية التي نشأت من أجل منع تحول الأحباء الذين ماتوا حديثا لتلك المخلوقات، لذلك كان يتم دفن الجثث رأسا علي عقب، ووضع أجسام أرضية مثل المناجل بالقرب من المقبرة لإشباع وإرضاء أي شيطان يدخل الجسم أو لإرضاء الميت حتي لا يتمني أن ينهض من نعشه، وغيرها من الممارسات الغريبة الخاصة بدول عديدة.
أما مواصفات مصاصي الدماء فهي في الأغلب: الأنياب الطويلة، لون البشرة الشاحب لكونهم أموات، أظافر طويلة ولون عين رمادي. ونجد بعض مصاصي الدماء لا يحبون الشمس وبعضهم لا يستطيع المكوث بها، ولمصاصي الدماء القدرة على السيطرة علي العقل فيتحكمون ويتلاعبون بعقول البشر وبإمكانهم جعلهم يفعلون ما يريدون لهم وبوسع مصاصي الدماء تحويل البشر إلى مصاصي دماء مثلهم عبر عضهم على الرقبة ثم شق رسغ مصاص الدماء وجعل المرء يشرب من دمه، وبذلك يتحول إلى مصاص دماء بعد الوفاة.
وهناك بعض الطرق التي تساعد في إبعاد تلك الكائنات من أهمها الثوم، الزعرور والروز البرية من النباتات التي تؤذي تلك الكائنات، وفي أوروبا، يقال أن رش بذور الخردل علي أسطح المنازل تبعد مصاصي الدماء عنها.
وهناك طرق أخري  تتضمن أشياء مقدسة مثل الصليب، المسبحة والمياة المقدسة، ويقال أن تلك الكائنات لا تستطيع السير علي الأراضي المقدسة مثل الكنائس أو المعابد أو عبر المياه الجارية، وفي بعض الثقافات يقال أن مصاصي الدماء ليس لهم انعكاس علي المرآة وليس لهم ظل؛ ويقال في أماكن أخري أن تلك المخلوقات لا تستطيع دخول أي منزل دون أن يتم دعوتها والسماح لها بذلك من قبل المالك، وبعد المرة الأولي يمكنهم الدخول واالخروج وقتما يشاءون. 
ومن الوسائل التي تساعد علي تدمير تلك المخلوقات: طعنهم بوتد خشبي، قطع الرأس وكان يتم تثبيت الرأس وملابس مصاصي الدماء بمسامير في الأرض لمنعه من النهوض؛ وفي القرن الـ16  كان هناك مدفن بالقرب من فينيسيا يتم فيه وضع طوبة بالقوة في فم جثة لأنثي، وقم تم ترجمة ذلك علي أنه أحد طقوس قتل مصاص الدماء من قبل علماء الآثار الذين اكتشفوا ذلك في 2006. 
وهناك ممارسات أخري مثل سكب الماء المغلي علي المقبرة أو تحويل الجثة الي رماد بالكامل، وفي البلقان كان يتم قتل تلك الكائنات عن طريق إطلاق النار عليهم أو إغراقهم، وتكرار مراسم الدفن والجنازة، وبواسطة رش الماء المقدس علي الجسد، أو من خلال عملية طرد الأرواح، وفي رومانيا كان يتم وضع الثوم في الفم، وفي حالات أخري كان يتم تقطيع أوصال الجثة وحرقها وخلطها بالماء، وفي المناطق السكسونية بألمانيا كان يتم وضع الليمون في فم مصاصي الدماء المشكوك فيهم.
وللتعرف علي قبر مصاص الدماء كان هناك بعض الطقوس الغريبة مثل توجيه ولد بتول خلال المقابر أو أراضي الكنيسة علي ظهر حصان بتول وفي العادة يكون لونه أسود، ولكن في ألبانيا يجب أن يكون لونه أبيض. وتعتبر الثقوب الموجودة علي الأرض فوق المقبرة دليل علي وجود مصاص دماء.
أما الجثث التي تثير الريبة فهي في العادة يتم وصفها علي أن لها مظهرا صحيا عن المتوقع، ولا تظهر أي إشارة عن عملية التحلل. وفي بعض الحالات عندما يفتح القبر المشكوك فيه، يصف سكان القرية أن الجثة كان علي وجهها دما طازجا من الضحايا، وكانت الأدلة التي تشير إلي وجود مصاص دماء في مكان ما هي موت الماشية، الأقارب والجيران.
في عام 1985 قام عالم الأحياء الكيميائي "ديفيد دولفين" باقتراح وجود علاقة بين مرض البورفيريا النادر المتعلق باضطرابات في الدم، وبين أسطورة مصاص الدماء، مشيرا إلي أن الحالة يتم التعامل معها عن طريق إدخال مادة الهيموجلوبين في الوريد، واقترح أن إستهلاك كمية كبيرة من الدماء ستؤدي إلي انتقال الهيموجلوبين بطريقة ما خلال جدار المعدة، ومن ثم إلي مجري الدم. 
وبالتالي فإن مصاصي الدماء يعانون من ذلك المرض ويسعون إلي استبدال مادة البورفيريا بالهيموجلوبين، لتقليل أعراض المرض، ولكن تلك النظرية قد تم رفضها طبيا لأنها تقترح أن مرضى البورفيريا يشتهون مادة الهيموجلوبين الموجودة في الدم البشري، أو أن أستهلاك الدماء سيؤدي إلي تخفيف أعراض المرض، حيث إن ذلك مبني علي الفهم الخاطيء للمرض نفسه. 
وقد لوحظ أن ديفيد ارتبك وخلط بين مصاصي الدماء الخياليين ومصاصي الدماء في الفلكلور.
ومن ضمن أعراض المرض التي ربما قد ساعدت علي جعل ديفيد يقوم بعمل تلك النظرية هي أن ذلك المرض النادر الوراثي ينتج عن خلل في عمل الأنزيمات الخاصة بتحويل مادة البورفيرين إلى مادة الهيموجلوبين في الدم، والمسئولة عن نقل الأوكسجين إلى مختلف أعضاء الجسم، وينتج عن ذلك الخلل في الأنزيمات نقص مادة الهيموجلوبين وتراكم مادة البورفيرين التي تؤدى إلى زيادة ملحوظة في نمو الشعر، وتقرحات وتآكل في الجلد إذا تعرض الإنسان إلى ضوء الشمس، وأيضا تقلص في عضلات الفم والشفاه، مما يؤدي إلى ظهور الأنياب بشكل أكبر من الطبيعي. ومن الأعراض أيضا الحساسية من الثوم لأن الثوم يحفز إنتاج مادة الهيموجلوبين، ولذلك فان الثوم يزيد من حدة أعراض المرض.
وقد وجدت افتراضات حول أن أسطورة مصاصي الدماء قد تأثرت بعدة حالات لأفراد تم دفنهم أحياء بسبب نقص المعرفة الطبية في ذلك الوقت، وفي بعض الحالات التي قام فيها بعض الناس بالإبلاغ عن وجود أصوت صادرة من تابوت معين، وعندما تم فتح ذلك التابوت وجدوا أثارا لخدوش أظافر من قبل الضحية التي كانت تحاول الخروج منه. 
وفي حالات أخري قد يخبط الشخص رأسه، أو أنفه أو وجهه فتسيل دماءه، وربما يكون ذلك سبب ظن البعض بأن تلك الدماء بسبب تغذيته علي ضحايا آخرين، ولكن هناك مشكلة حول تلك النظرية وهي كيفية بقاء الأشخاص علي قيد الحياة بعد دفنهم أحياء بدون ماء، أو طعام أو هواء منعش.
وهناك تفسير أخر للأصوات فربما تكون ناتجة عن خروج الغازات الهاربة من التحلل الطبيعي للجثث، وفي أحيان أخري تم ربط الفلكلور الخاص بمصاصي الدماء بمرض السعار، حيث إن الحساسية من الثوم والضوء قد تكون نتيحة للحساسية المفرطة والذي يعتبر ضمن أعراض مرض داء الكلب. 
وقد يؤثر المرض أيضا علي جزء من المخ مما يؤدي إلي حدوث اضطرابات في نمط النوم الطبيعي، وفرط في الرغبة الجنسية. 
وهناك أسطورة محتواها: أن الانسان لا يكون مصابا بداء الكلب إذا كان يستطيع أن يري انعكاسه في المرآة. وطالما كانت الخفافيش والذئاب مرتبطة بمصاصي الدماء وعرفت أيضا بإمكانية حملها لذلك المرض، وقد يؤدي المرض إلي عض أناس أخرين وإلي وجود زبد دموي في الفم.
وقد قام العديد من القتلة بقتل ضحاياهم بشكل يوحي بأنها طقوس خاصة بمصاصي الدماء، فقد تم تسمية القاتلان المتسلسلان "بيتر كيرتن" و"ريتشارد ترينتون شايز" بمصاصي الدماء في صحف التابلويد بعدما تم اكتشاف أنهما قاما بشرب دماء ضحاياهم الذين تم قتلهم، هذا بالإضافة إلي قتلة وجرائم أخري كثيرة.
ولكن تعتبر تلك الكائنات الآن، التي طالما أرعبت سيرتها الشعوب، من الكائنات المفضلة لدي الشباب خاصة الفتيات، بسبب تصوير تلك الكائنات في الروايات والأفلام والمسلسلات بشكل جميل ورومانسي، وقمة في الوسامة مما جعل البعض منهم يتحول إلي فتي أحلام كثير من الفتيات، ومن أبرز الأعمال الفنية التي ساعدت علي ذلك: "The twilight saga"، "The vampire diaries" و"True blood" ... وغيرها من الأعمال.
أسطورة المستذئبين:
أسطورة المستذئب من أقدم وأشهر الأساطير في التاريخ البشري، ويمكن أن نجد العديد من القصص عن المذؤوبين في التاريخ القديم، فيمكن إيجاد الكثير من القصص عن هذه المخلوقات المتحولة في الصين، ورومانيا، والبرازيل، وهاييتي وآيسلاند.
يقول المؤرخ اليوناني "هيرودوت" الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد: أن المستكشفين في عصره الذين سافروا إلي منطقة البحر الأسود جاءوا يروون حكايات غريبة عن أناس هناك يتحولون إلي ذئاب بفعل السحرة.
ويقول الفيلسوف الروماني "بليني" في القرن السابع عشر: إن تحول الإنسان لذئب بشري يكون لغضب الرب عليه، ووصف كيفية حدوث ذلك علي النحو التالي: "تؤخذ الضحية إلي النهر بقوي خفية وتجبر علي اجتياز مياهه إلي الشط الآخر، فإذا أفلح في ذلك واستطاع أن يحيا وسط الميتة الثلجية فإنه يتحول علي الشاطئ الآخر إلي ذئب ويجول بالغابات مع الذئاب الأخرى لمدة تسع سنوات، فإذا استطاع خلال هذه الفترة أن يقاوم الإغراء بأكل لحوم البشر فإنه يرتد مرة أخري إلي إنسان أما إذا أقدم علي الفتك بالبشر وامتصاص دمائهم يظل ذئبا حتي آخر العمر.
وهناك عده أساطير كانت ضمن أسباب نشأة أسطورة المستذئب ومنها ما يلي:
1- في إحدى الكتابات المبكرة عن المستذئبين وكان مصدرها الإغريق ورومانيا، أن آلهتهم المزعومة قد مرت بقصر الملك "Lycaeon" لكنه لم يصدق أنهم آلهة، لذلك قام بوضع بعضا من اللحم البشري في أحد الأطباق العديدة التي وزعت علي مأدبة الاحتفال بهم. 
وبالرغم من أن أكل لحوم البشر أمر مقيت لكنه كان أمرا يعامل باستخفاف في تلك المناطق النائية، وباكتشاف الطبق المعني كان غضب الآلهة عليه شديدا فسخطوه إلي ذئب، فحيث أنه كان يحب اللحم البشري فإن  هذه الصورة هي الأنسب له، لأن أكل إنسان لإنسان من الأمور المشينة، أما أكل ذئب لإنسان فهو شريعة الغاب لا أكثر.
2- هذه الأسطورة من رومانيا حيث تقول أن "كورنفيليوس" رجل نبيل كان يعيش في قرية أصابها وباء بعد حين ومات الجميع ما عداه حيث لم يصب بأي شيء كأنما اكتسب مناعة من نوع ما، وقد جاء بعده ثلاثة أولاد، واحد عضه خفاش فتحول إلي مصاص دماء، والآخر عضه ذئب فأصبح مستذئبا، والأخير حكم عليه أن يمضي وحيدا في طريق البشر الفانين، وقد مثلت تلك الأسطورة ببراعة في فيلم "Underworld".
3- الأسطورة الثالثة وهي من ترانسلفانيا ويقال إنها نشأت من أسرة اسمها "سخاروزان"، وهي عائلة إقطاعية منذ القرون الوسطي حكمت البلاد بقسوة إلي أن أصابت اللعنة نسلهم حيث كانت أطفالهم تولد مذؤوبين وكان المرض يبدأ باسوداد لون البول ثم  المغص وبعدها يتحولون إلي وحوش من الذئاب تعدي كل من تعضه وتصيبه باللعنة.
وتقول الأسطورة أن المستذئب هو في الأصل إنسان يتحول في ظروف معينة إلي ذئب حيث تتقلص عضلات وجهه وتبرز أنيابه وتتقلص عضلات يديه فتنحني أصابعه للداخل فتصبح مخالبا ويغطي رأسه شعر كثيف فيصبح نصف إنسان ونصف ذئب يتلذذ بأكل لحوم البشر وامتصاص دمائهم، ويحدث ذلك في ليلة يكتمل فيها ضوء القمر حيث يعيث المستذئب في الأرض فسادا ليلة كاملة إلي أن يغيب القمر أو يطلع الفجر، ويستمر مسلسل الرعب في كل 3 ليالي يكتمل فيها ضوء القمر، ثم يعود إلي طبيعته في الصباح ويكون من العسير معرفة شخصيته، لذلك فإن المهاجمين ينتزعون مخلبا من المستذئب أو أي شيء من جسده وفي الصباح قد يتحول إلي إصبع شخص، أو يجدوا شخصا ما في القرية مصابا بنفس الإصابة التي تم توجيها للمستذئب فيعرفون هويته وعندها يتم قتل الرجل الذئب بنصل من الفضة أو رصاصة فضية في القلب.
وبانتهاء القرن السادس عشر كان قد تم اصطياد جميع الذئاب من إنجلترا وجزر الويلز ولكنها ظلت ترعي في باقي أنحاء أوروبا، وظلت مادة شيقة للفلكلور الغربي؛ ففي أثناء القرن السادس عشر كانت فرنسا لا تزال تحكمها الخرافات والأساطير، حيث تم اتهام آلاف من الأشخاص الأبرياء بتحولهم إلي ذئاب ومن ثم قتلهم شنقا وحرقا، ويذكر أنه خلال مائة سنة منذ عام 1520 حتي سنة 1630 عقدت في فرنسا 30 ألف محاكمة بتهمة التحول إلي ذئاب.
وقد كانت هناك حكايات كثيرة عن انتشار الجنون بين الفلاحين الفرنسيين في أواخر القرن الخامس عشر واعتقادهم بقدرتهم علي التحول إلي ذئاب؛ ففي عام 1598 تم العثور علي بقايا جثة طفل تسيل منه الدماء وكأن أحدا قد نهشها بأسنانه وأكل لحمها، وذلك في منطقة "كود" الريفية بشمال فرنسا، وعندما قام السكان باستكشاف المنطقة بحثا عن الجاني فوجئوا بالفلاح الفرنسي "جاكوي روليه"، المعروف عنه إصابته بهوس عقلي، وقد بدا عاريا تماما غزير الشعر طويل اللحية وكانت عضلات أصابعه وفمه متقلصة بشدة، وتظهر علي جسده آثار دماء ومخلفات بشرية، فأيقنوا بأنه لا شك في أن ذلك الذئب البشري هو الذي سفك دماء الطفل وأكل لحمه.
اتضح من التحقيق معه أن الطفل الضحية لم يكن أول ضحاياه، وإنما سبق له افتراس أطفال آخرين، وقال روليه للقاضي في المحاكمة أنه اعتقد لسبب خفي أنه أصبح ذئبا، وصار يميل لقتل الاطفال وشرب دمائهم، وقد حكم عليه بالسجن مدي الحياة، لكنه نقل بعد فترة من السجن إلي مستشفي للأمراض العقلية، هذا بالإضافة إلي العديد من الحوادث الأخرى.
وبسبب وجود شواهد مريبة علي هذه الأسطورة فقد وصفها علماء لهم ثقلهم، حيث وصفها الطبيب اليوناني "مارسيليوس السايدي" ، وهو من أركاديا، حين تحدث عن مرض يدعي " لايكا أنثروبي" "Lycanthropy أي حالة التصور الذئبي، حيث يعتقد الشخص المريض أنه ذئب ويأكل اللحم النيء ويعوي كلما رأي القمر بدرا.
حتي علماء العرب ذوو الأهمية الكبري كتبوا عن هذا المرض ومنهم "ابن سينا" و"الزهرواي"، حيث لاحظ ابن سينا لدي أحد مرضاه كثافة في الشعر وكبراً في الجبهة، وخوفا من الضوء وقد أسماه حينها بـ(القطرب) وهي محاولة لتعريب لفظة (لايكا أنثروبي) في صورة قريبة من فهم العقل العربي.
وهناك أكثر من رأي يعتقده أطباء العصر الحديث كتفسير لظاهرة الذئاب البشرية؛ فمنهم من يري أن الأعراض التي تظهر علي الشخص عند تحوله لذئب، نفس الصورة الإكلينيكية لمرض داء الكلب Rabies، لذلك من المحتمل أن يكون الذئب البشري هو إنسان مصاب بفيروس المرض الذي يصيب الذئاب والكلاب نفسها، وأنه انتقل إليه بسبب عضة ذئب مصاب بالفيروس، وتظهر أعراض المرض بعد عدة أيام من التقاط العدوي، وتشمل هذه الأعراض أساسا حدوث نوبات من التقلصات الشديدة للعضلات قد تصل لحد التشنجات، وتتسبب هذه التقلصات في ظهور الشخص في صورة وحشية كالذئب، حيث تصيب عضلات الوجه والفم خاصة، فينفرج عن الأسنان فتبدو بارزة واضحة، كما تتركز المتقلصات بعضلات اليدين والأصابع فتظهر أصابع اليد منقبضة بتوتر ناحية الكف وتظهر اليد المميزة لهذه الحالة، والتي تبدو كمخلب نسر، بالإضافة إلي الأعراض التي شرحناها فيما سبق.
وهناك رأي يقول إن بعض الأنواع من أدوية الوقت الحالي تحتوي علي خلاصات من النباتات والحيوانات مثل عش الغراب والضفادع، وبعض هذه الأنواع قد تتسبب في حدوث هلاوس وتهيئات قد تجعل الشخص يتصور أنه يتحول إلي حيوان.
وهناك احتمال آخر يتعلق بالغذاء، فمن الملاحظ أن مخازن الغلال تتعرض للإصابة بفطر الأرجوت والذي يتسبب في أعراض مشابهة لعقار LSD الذي يتعاطاه المدمنون ويؤدي بهم إلي الهلاوس.
بينما يري أطباء آخرون أن تلك الحالة المرضية التي تنتاب الذئب البشري هي علي الأرجح نتيجة لإصابته بمرض البورفيريا الذي تحدثنا عنه سابقا.
وقد أطلق بعض الأطباء علي هذا المرض الوراثي اسم مرض العائلة المالكة "Royal Disease" حيث إنه أصاب بعض أفراد العائلة المالكة في بريطانيا مثل: الملك جيمس الأول، الملك هنري الثالث، والملكة ماري ملكة إسكتلندا.
والملاحظ في حالة هنري الثالث أن المرض قد أدي به إلي اضطراب عقلي أثَّر علي سلوكه وتصرفاته واتخاذه للقرارات بالإضافة لإصابته الواضحة بجنون العظمة، وقد أثارت تلك الصفة الكثير من الكراهية ضده خاصة بين أفراد المستعمرات الإنجليزية في أمريكا الشمالية، ويقال أن ذلك كان من أحد الأسباب التي هيأت لحرب الاستقلال الأمريكية، وعاش الملك حتي عمر الستين لكنه اعتزل الحكم قبل وفاته ببضع سنوات بعد أن ظهر عليه الجنون بوضوح، وتولي ابنه جورج الحكم، وبذلك نستطيع أن نقول أن الشعب الإنجليزي عاش فترة طويلة من حياته ضحية للذئاب البشرية!
ويقال في الأساطير أن المستذئبين لا يتأثرون بأي سلاح علي الإطلاق سوي الفضة، مثل الرصاص أو النصل الفضي، وقد كانت الجثث التي يشك في كونها لمستذئبين في القرون الوسطي بأوروبا يتم حرقها بدلا من دفنها، خوفا من عودة الجثث إلي الحياة مثل مصاصي الدماء، وقد تم تناول تلك الأسطورة في العديد من الأعمال الفنية مثل "The Wolf man" و"Cursed" .... وغيرها.
أسطورة لعنة الفراعنة:
لعنة الفراعنة لغز غامض طالما حير الجميع، هذا أقل ما توصف به أسطورة لعنة الفراعنة التي رسخت في أذهان عاشقي الحضارة المصرية والباحثين والمنتظرين لانبعاث الأسرار المرتبطة بالكهنة والفراعنة القدامى من العالم الآخر.. فليس غريبا أن الناس كانوا قديما يخافون دخول الأهرامات أو الاقتراب من أبي الهول.. خوفا من الغموض الذي يكتنف حوادث الموت والهلاك والتي يشاع أنها أدت لوفاة عدد كبير ممن تجرؤوا علي فتح مقابر الفراعنة.
وقد بدأت الأسطورة عند افتتاح مقبرة توت عنخ آمون، ففي عام عام 1922 بعد سنوات من العذاب واليأس والعرق ذهب "هاورد كارتر" إلي "اللورد كارنار فون" ممول الحملة ليخبره بأنه اكتشف شيئا رائعا في وادي الملوك، وأنه قد أسدل الغطاء علي الأبواب والسرداب حتي يجيء بنفسه ليري ذلك، وعندما جاء اللورد بصحبه ابنته وجد هو وكارتر تلك العبارة علي المقبرة"سيضرب الموت بجناحية السامين كل من يعكر صفو الملك" وعلي الرغم مما تحمله تلك العبارة من تهديد صريح بالموت لمن ينبش في قبور الفراعنة .. إلا أن أحدا من علماء الآثار لم يعرها أي اهتمام على الإطلاق .. فلا يوجد في زمننا الحالي من يؤمن بمعتقدات الفراعنة الوثنية القديمة، والتي مضى عليها أكثر من أربعة آلاف عام .. ولأن اكتشاف تلك المقبرة الفرعونية كان ومازال أحد أهم اكتشافات القرن العشرين، وحديث الساعة في ذلك الوقت .. فقد كانت المقبرة هائلة الحجم وفي منتهى الفخامة وكانت أقرب إلى السرداب من كونها مقبرة عادية فهناك تماثيل كبيرة الحجم لحيوانات مختلفة مصنوعة من الذهب الخالص ومرصعة بالجواهر والأحجار الكريمة، كما توجد كمية ضخمة جدا من قطع الذهب الشبيهة بالسبائك موجودة في كل مكان بالمقبرة التي قدر العلماء عمرها بأكثر من ثلاثة آلاف عام، بل إن جسد الفرعون نفسه كان مكفنا بقماش فاخر جدا مرصع بالجواهر.
وقد استمد الملك الشاب توت عنخ أمون أهميته الكبري من أن مقبرته لم يمسها أحد من اللصوص.. فوصلت إلينا بعد ثلاثة وثلاثين قرنا سالمة كاملة، كما يعتبر هذا الملك هو مصدر اللعنة الفرعونية فكل الذين مسوه أو لمسوه طاردهم الموت واحدا بعد الآخر مسجلا بذلك أعجب وأغرب ما عرف الإنسان من أنواع العقاب، فقد مات حوالي أربعين عالما وباحثا بسبب تلك المقبرة، والشيء الغامض هو أن الموت كان لأسباب تافهة جدا وفي ظروف غير مفهومة.
وقد قيل أنهم عندما قاموا بنقل آثار المقبرة إلي الخارج هبت عاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في اليوم الذي فتح فيه وشوهد صقر يطير فوق المقبرة، ومن المعروف أن الصقر هو أحد الرموز المقدسة لدي الفراعنة.
وبدأت حكاية اللعنة بعصفور الكناري الذهبي الذي حمله كارتر معه عند حضوره إلي الأقصر .. وعندما اكتشفت المقبرة أطلقوا عليها أول الأمر اسم "مقبرة العصفور الذهبي" .. وجاء في كتابه "سرقة الملك" للكاتب محسن محمد .. بأنه عندما سافر كارتر إلي القاهرة ليستقبل اللورد كارنار فون، وضع مساعده كالندر العصفور في الشرفة ليحظي بنسمات الهواء، ويوم افتتاح المقبرة سمع كالندر استغاثة ضعيفة كأنها صرخة إشارة فأسرع ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانه إلي العصفور داخل القفص .. وقتل كالندر الثعبان ولكن العصفور كان قد مات .. وعلي الفور قيل أن "اللعنة" بدأت مع فتح المقبرة، حيث إن ثعبان الكوبرا يوجد علي التاج الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر، وهذه كانت بداية انتقام الملك من الذين أزعجوه في مرقده.
وفي يوم الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة .. أصيب اللورد ( كارنافون ) بحمى غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء تفسيرا .. وفي منتصف الليل تماما توفي اللورد في القاهرة .. والأغرب من ذلك أن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة دون أي سبب واضح في نفس لحظة الوفاة، وقد أبرزت صحف العالم نبأ وفاة اللورد .. وربطت صحف القاهرة بين وفاة اللورد وإطفاء الأنوار، وزعمت أن ذلك تم بأمر الملك توت، وقالت بعض الصحف أن إصبع اللورد قد جرح من آلة أو حربة مسمومة داخل المقبرة وأن السم قوي، بدليل أنه احتفظ بتأثيره ثلاثة آلاف عاما.. وقالت إن نوعا من البكتيريا نما داخل المقبرة يحمل المرض والموت، وفي باريس قال الفلكي لانسيلان .. لقد انتقم توت عنخ آمون.
وبعد ذلك توالت المصائب وبدأ الموت يحصد الغالبية العظمى .. إن لم نقل جميع الذين دنسوا المقبرة أو شاركوا في الاحتفال، وكأن التهديد بالموت الذي وجد في المقبرة كان صادقا. ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمى الغامضة مع هذيان ورجفة تؤديان إلى الوفاة .. بل إن الأمر كان يتعدى الإصابة بالحمى في الكثير من الأحيان .. فقد توفي سكرتير ( هاورد كارتر ) دون أي سبب على الإطلاق، ومن ثم انتحر والده حزنا عليه، وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير، داس الحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلا صغيرا فقتله .. وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في اكتشاف المقبرة بالجنون، وبعضهم انتحر دون أي سبب يذكر، الأمر الذي حير علماء الآثار الذين وجدوا أنفسهم أمام لغز لا يوجد له أي تفسير.. لغز أطلقوا عليه اسم (لعنة الفراعنة).
والجدير بالذكر أن العديد من علماء الآثار صرحوا بأن لعنة الفراعنة هذه مجرد خرافة وحالات الوفاة التي حدثت لا يمكن أن تتعدى الصدفة والدليل على ذلك هو "هاورد كارتر" نفسه صاحب الكشف عن مقبرة الفرعون "توت عنخ آمون" والذي لم يحدث له أي مكروه، وبالرغم من ذلك إلا أن الكثيرين منهم لا يجرؤون على اكتشاف قبور فرعونية أخرى.. ولا حتى زيارة الآثار الفرعونية.. كما قام معظم الأثرياء الذين يقتنون بعض الآثار والتماثيل الفرعونية الباهظة الثمن بالتخلص منها؛ خوفا من تلك اللعنة المزعومة.
ولكن الحقيقة التي يعتقدها بعض الناس هي أنه لا وجود للعنة الفراعنة بدليل أن المقابر التي تفتح ويموت بها أحد الناس تكون مغلقة لآلاف السنين فلا بد أن يفسد الهواء بها مما يسبب الاختناق ثم الموت عند تنشق هذا الهواء.
والبعض الآخر يزعم أن هذه الحوادث والانتحارات كانت بسبب الجن بدليل أنه من المعروف عن الفراعنة أنهم كانوا من أقوى سحرة العالم، فربما يكونون قد دافعوا عن المقابر بتسخير الجن للدفاع عنها، ولكن العلماء لم يجدوا إلى الآن تفسيرا علميا لهذة الظاهرة.
وبعد أربع سنوات من تلك الحوادث توفي عالم الآثار (والتر إيمري) دون سبب أمام عيني مساعده في نفس الليلة التي اكتشف فيها أحد القبور الفرعونية.. وهناك الطبيب (بلهارس) مكتشف دودة (البلهارسيا) الذي توفي بعد يومين من زيارته لآثار الفراعنة الموجودة في الأقصر.. 
والحديث عن أسطورة لعنة الفراعنة لا ينتهي ويحتاج إلى مجلدات كاملة لذكر جميع حالات الوفاة الغامضة وكتابة التقارير الكاملة بشأنها.. وفي أغلب الأحيان يكون الضحايا علماء أو شخصيات لها مكانة في المجتمع .. الأمر الذي لا يدع مجالات واسعا لقوانين الصدفة. 
وفي عام 1962 أعلن الدكتور عز الدين طه الأستاذ في جامعة القاهرة أمام عدد من الصحفيين أنه توصل إلى سر لعنة الفرعنة أو أنه على الأقل قد توصل إلى أحد أسبابها، وقد أوضح الدكتور طه في مؤتمر الصحفي عن وجود فطر مُعدٍ قادر على مواصلة البقاء في المومياوات وحجرات الدفن والأهرمات على مدى ثلاثة أو أربعة الآف سن، وهذا الاكتشاف قد وضع نهاية للخرافات التي سادت عن موت بعض المكتشفين الذين عملوا في المقابر القديمة، نتيجة لنوع من اللعنات، ذلك أنهم حسب رأيه كانوا ضحايا مرض لحقهم أثناء عملهم.
لكن الدكتور طه عاد فاستدرك قائلاً: إن اكتشافاته التي توصل إليها قد لا تكون الحل الكامل للغز لعنة الفراعنة. واعترف أنه من الممكن أن لا تكون هذه العدوى السبب الوحيد لوفاة العديد من الأثريين والعاملين في مجال الآثار، وقد تكون هذه النظرية صحيحة لولا أن الباحث نفسه لقي مصرعة بعد تصريحه هذا بأسابيع قليلة في الطريق بين السويس والقاهرة في حادث سيارة مروع، كما أثبت التشريح الذي أجري على جثمان الأستاذ الراحل أن سبب الحادث هبوط في القلب، وظلت أسطورة لعنة الفراعنة معلقة لا تجرؤ أي جهة مسؤولة على الاعتراف بها.
وقد اتضح فيما بعد أن أسطورة لعنة الفراعنة كانت متداولة على نطاق ضيق منذ مدة طويلة جدا.. إلا أنها لم تجد طريقها إلى وسائل الإعلام إلا في يوم الاحتفال الرسمي بافتتاح مقبرة ( توت عنخ آمون ) وبعد هلاك معظم من ساهم بهذا الاكتشاف.
و يقول العلماء أن هذه اللعنة ما هي سوى تخيلات بشر، بدليل أن من يفتح المقبرة يموت فورا بسبب أن المقبرة تكون مغلقه لمدة آلاف السنين فالطبيعي أن يكون بها هواء ملوث وميكروبات وغازات سامة، بسبب تحلل الجثث وفور أن يتنشق الإنسان هذا الهواء الملوث من الطبيعي أن يمرض وقد يموت في بعض الأحيان.
وفسر بعض العلماء "لعنة الفراعنة" بأنها تحدث نتيجة لتعرض الأشخاص الذين يفتحون المقابر الفرعونية لجرعة مكثفة من غاز الرادون، وهو أحد الغازات المشعة، فالرادون هو عنصر غازي مشع موجود في الطبيعة.
وهو غاز عديم اللون، شديد السمية، وإذا تكثف فإنه يتحول إلى سائل شفاف، ثم إلى مادة صلبة معتمة ومتلألئة، والرادون هو أحد نواتج تحلل عنصر اليوارنيوم المشع الذي يوجد أيضًا في الأرض بصورة طبيعية، وبالرغم من أن غاز الرادون غاز خامل كيمائيًا وغير مشحون بشحنة كهربائية، إلا أنه ذو نشاط إشعاعي؛ أي أنه يتحلل تلقائيًا منتجًا ذرات الغبار من عناصر مشعة أخرى، وتكون هذه العناصر مشحونة بشحنة كهربية، ويمكنها أن تلتصق بذرات الغبار الموجودة في الجو، وعندما يتنفس الإنسان فإنها تلتصق بجدار الرئتين، وتقوم بدورها بالتحلل إلى عناصر أخرى، وأثناء هذا التحلل تشع نوعا من الإشعاع يطلق عليه أشعة ألفا، التي تسبب تأين الخلايا الحية، وهو ما يؤدي إلى تلفها نتيجة تدمير الحامض النووي لهذه الخلايا، وتكون الخطوة الأولى التي تؤدي إلى سرطان الرئة.
ولكن لحسن الحظ فإن مثل هذا النوع من الأشعة "أشعة ألفا" عبارة عن جسيمات ثقيلة نسبياً، وبالتالي تستطيع أن تعبر مسافات قصيرة في جسم الإنسان، أي أنها لا تستطيع أن تصل إلى خلايا الأعضاء الأخرى لتدميرها؛ وبالتالي يكون سرطان الرئة هو الخطر المهم والمعروف حتى الآن الذي يصاحب غاز الرادون، وتعتمد خطورة غاز الرادون على كمية ونسبة تركيزه في الهواء المحيط بالإنسان، وأيضًا على الفترة الزمنية التي يتعرض فيها الإنسان لمثل هذا الإشعاع.
وحيث إن هذا الغاز من نواتج تحلل اليورانيوم؛ لذا فهو موجود في التربة والصخور، وبالذات الصخور الجرانيتية والفوسفاتية، وتكون نسبة تركيزه عالية جدًا في الأماكن الصخرية أو الحجرية المغلقة، مثل أقبية المنازل والمناجم، وما شابه ذلك مثل قبور الفراعنة المبنية في وسط الأحجار والصخور، وهذا بالفعل ما وجد عند قياس نسبة تركيز هذا الغاز في هذه الأماكن.
وهكذا يؤدي مكوث الإنسان فترة زمنية طويلة بها إلى استنشاقه كمية كبيرة من هذا الغاز الذي يتلف الرئتين، ويسبب الموت بعد ذلك، وهل بلغ العلم بهؤلاء الفراعنة ما جعلهم يعرفون ذلك، ويبنون مقابرهم بهذه الطريقة في هذه الأماكن؟ أم أن بناءهم المقابر بتلك الطريقة كان صدفة؟ أم أنه السحر كما فسره البعض؟ أم أنه لعنة الرادون؟
هناك نظرية أخري تعتمد علي السموم، فالسموم قديمة قدم الجنس البشري، وأول من عرفها فرعون مصر مينا الذي زرع النباتات السامة حوالي سنة 2000 ق.م كما عرف المصريون القدماء أنواعاً عديدة من النباتات السامة ومنها حامض البروسيك الذي كان يستخدمه الإغريق في أحكام الإعدام منذ 2300 سنة.
كان علم السموم سرياً جداً يتناقله الكهنة والسحرة فقط، وقد برع به قدماء المصريين وكانوا على علم بأنواعه وتأثيره على الجسم ففي أوراق البردى الطبية القديمة نجد تحذيراً من عواقب لدغة العقرب كما يوجد فيها علاجاً منها. 
كذلك توجد السموم في بعض الحيوانات كالذباب والنبات عند استنشاق الهواء القريب منها، ويقال أن المقابر قد تكون زوَّدت بمصادر للسموم تؤثر على الإنسان بمجرد استنشاق هواء المقبرة. 
لقد عرف المصريون بلا شك أساليب مواجهة السموم فعالجوها باستخدام مواد وأعشاب الطبيعة، وقد اعتمدوا للتخلص من السموم التي تنتشر في الجسم على الزيت والعسل وفضلات القطط وغيرها، ويبقى السؤال المهم في الموضوع، هل يمكن أن تحتفظ السموم التي في المقابر بمفعولها على مدى القرون؟ 
من المعروف أن السموم تفقد مفعولها بفعل الضوء والهواء والتعرض للشمس، لكن السموم القوية تحتفظ بمفعولها لعدة قرون، خاصة إذا كانت في فراغ محكم لا يتسرب إليه الهواء، ومقابر الفراعنة تعتبر أماكن مثالية لتواجد هذه السموم (البكتيريا) لكن كم يمكن ان يطول عمر البكتيريا؟ وهل تبقى محافظة على خصائصها المميتة القاتلة على مدى آلاف السنين؟. 
إن لعنة الفراعنة ناتجة عن هذا التلوث البكتريولوجي؟، وهناك أنواع من البكتيريا يمكن أن تعيش لعدة قرون تفرز سمومها التي تهدد الإنسان بالعديد من الأمراض، هذه السموم تشبه ما يسمى عندنا اليوم بقنبلة الجراثيم التي تصنع لمواجهة حرب الجراثيم المحتملة، وقد تكون كل هذه الأنواع من السموم التي من المحتمل أن يكون قد زرعها قدماء المصريين في مقابرهم هي مصدر هذه اللعنة التي راحت تلحق بكل من يقتحم المقابر الفرعونية.
وقد ذكر بعض الباحثين والعلماء المسلمين أن حالات الوفاة التي حدثت لا يمكن أن تفسر على أنها لعنة لأن هذا يتعارض مع العقيدة الإسلامية بشكل مباشر.. كما أنها ليست صدفة.. فالصدفة لا تتكرر بهذا الشكل.. ولكنهم يرون أن لكل هذا تفسيرا ما.. بدليل أن هناك علماء آثار لم يصبهم أي سوء، ومن ضمنهم زاهي حواس ولذلك نجد أن أسطورة لعنه الفراعنة بعد كل تلك الأبحاث التي أجريت عليها والتفسيرات التي وجدت لها مازالت أسطورة متأرجحة بين الحقيقة والخيال.
أسطورة نساء الأمازون:
هي المرأة المحاربة في الأسطورة اليونانية، ويقال في الملاحم اليونانية إن " بنتيسيليا " ملكة الأمازون جاءت على رأس فرقة من المحاربات لمساعدة " برياموس " ملك طروادة وأنها لقيت مصرعها على يد البطل أخيل.
كما تروي الأساطير أن هرقل أرسل حملة للحصول على سوار ملكة الأمازون " لايوريستيوس " وانتهت الحملة بالانتصار عليهن، وتزخر الملاحم اليونانية بوصف للمعارك التي دارت بين الإغريق وبين نساء الأمازون، وكانت هؤلاء النساء تستخدمن في القتال القوس والحربة والبلطة الخفيفة، ونصف درع على شكل هلال وخوذة.
وقد أكد الرحالة " فرانشسكو دي ادريلانا " أنه التقى بفريق من نساء الأمازون المحاربات في أثناء ارتياده أمريكا الجنوبية في القرن السادس عشر، وذلك عند نهر الأمازون فسمى هذا النهر باسم نهر الأمازون، وإن كان بعض الدارسين يرون أن الاسم مشتق من الكلمة الهندية " أماسونا " أي : محطة القوارب نظراً لشدة التيار في هذا النهر.
وهناك نوع من الأساطير التي لا يوجد لها أي أساس من الصحة فهي مجرد حكايات عن كائنات وأحداث لم تحدث بأي حال من الأحوال ولا تتعدي كونها مجرد حكايات تتناولها الأجيال واحدة تلو الأخرى ومن أشهرها:
أسطورة أبيب أو أبو فيس:
وهو عدو رمز التوحيد عند الفراعنة القدماء المعروف بـ (رع) ويرمز إليه برمز العاصفة والصراع بين الشمس والظلام، كما جاء في الأسطورة المصرية، وكان يصور في هيئة تمساح له وجه قبيح ومخيف أو في صورة ثعبان ملتف في عدة طيات أو ثعبان له رأس إنسان، ويقال أن الشمس أو (رع) حاربت "أبيب" وشياطينه طوال الليل في رحلتها من الشرق إلى الغرب وكانت تخرج من المعركة منتصرة في صباح كل يوم.
أسطورة أخيري:
مرض في الهند يصيب الأطفال من جراء تعرضهم لشبح فتاة صغيرة، تقول الأسطورة إنها تعيش فوق قمم الجبال لكنها تهبط إلى الوديان أثناء الليل لتفعل كل أنواع الشرور، كما ورد في الفولكلور الهندي، والأخيري لا يصيب من يرتدون ملابسا حمراء، ولهذا يحرص كثير من الآباء الهنود على ربط خيط قرمزي حول أعناق أطفالهم لوقايتهم من هذا المرض، وعند اعتلال صحة الأطفال يقال إن الأخيري ألقى عليهم بظله.
أسطورة آديري:
أرض الموتى في الأسطورة الماليزية، ولا تختلف الحياة عليها عن الحياة على ظهر الأرض وإن كانت أيسر. وكانت آديري في الأصل أرضاً جدبة لا يسكنها إلا رجل يدعى " آديري " وابنته " ديريفو "، وتقول الأسطورة أن آديري استطاع أن يشعل النار عن طريق حك أسنانه في الخشب، ثم بنى بيتاً طوله بضعة أميال أصبح مقراً للموتى بعد ذلك.
أسطورة أهل التراب:
يقال أنها كائنات خارقة تسكن عالماً تحت الصحراء الكبرى في إفريقيا، وتعتقد قبائل الطوارق أن هذه الأرواح تلحق بالناس الكثير من الأذى فهي تعرقل سير القوافل عندما تصيب الإبل بالأضرار، وتعمل على جفاف المياه في العيون قبل وصول المسافرين، وتُرى أحياناً في هيئة أعمدة من الرمال تتصاعد أثناء هبوب العواصف.
أسطورة باندورا:
ومعناها الحرفي: المرأة التي وهبت كل الصفات الحسنة ، وتذهب الأسطورة إلى أن " باندورا " أُعطِيت وعاء لتحمله وحُرم عليها أن تفتحه لكنها ضعفت أمام فضولها حتى غلبها على أمرها في بعض الأيام ففتحته ، فإذا بجميع الأمراض تنساب من هذا الوعاء لتتسلط على بني البشر، ولم يبق في الوعاء غير الأمل فكانت بذلك سبباً في تبديد الخير وانتشار جميع الآثام والشرور.
أسطورة ميدوسا:
تحكي الأسطورة أنها كانت فتاة إغريقية جميلة جداً، لكنها اغترت بجمالها واشتد غرورها وزعمت أنها أجمل امرأة في الكون، فتحولت إلى حيوان قبيح الخلقة وتبدل شعرها بثعابين وأصبح لها وجه بشع، وكان كل من يتطلع إليها يتحول إلى حجر، وقد تمكن " بيرسيوس " بفضل حذائه المجنح وخوذة هاديس ودرع أثينا وسكين هيرميس من قطع رأسها، واستخدم بيرسيوس رأسها ضد أعدائه.
أسطورة كاتشينا:
كائنات خارقة تعتقد بعض القبائل الهندية في جنوب غربي أمريكا أنها أسلاف البشر الحاليين وأنها تزور الأرض وتقضي بها نصف العام ثم تعود إلى عالم الأرواح لتقضي فيه بقية العام، وفي الفترة التي تزور فيها الأرض يشخصها رجال القبائل وهم يرتدون الأقنعة ويؤدون لها رقصات خاصة، ويعتقد أنها تجلب المطر والقمح، وتعد الكاتشينا من الأرواح الخيرة التي يحبها الناس.
أسطورة لانجسوير:
روح شريرة مؤذية لامرأة تموت وهي تضع وليدها كما يعتقد أهالي الملايو، وتعرف بأظافرها الطويلة وشعرها الطويل الفاحم الذي يصل إلى كاحلها ويغطي ثقباً في عنقها تمتص به دماء الأطفال وبثوبها الأخضر، ويلجأ الأهالي إلى وضع حبات من الخرز في فم جثة المرأة وإبرا في كفنها وبيضا تحت إبطيها، حتى لا تستطيع أن تصرخ أو تلوح بذراعيها لمساعدتها على الطيران، ولكي يحولوا بينها وبين أن تصبح لانجسوير، وهي مغرمة بالسمك وتجتمع مع رفيقاتها لسرقة السمك من الصيادين، وإذا قبض على اللانجسوير تقلم أظافرها وتحشر شعرها في ثقب موجود في عنقها وبهذا تصبح مثل أي امرأة عادية.