منة شلبي : اتهامي باهانة الذات الالهية كان مرعبا .. وهذه حقيقة "فلوسي الحرام"

منة شلبي الموهوبة .. هذا هو العنوان الذي تصدر صفحات الفن في الجرائد المصرية بعدما شاهد النقاد فيلم " الساحر " في عام 2001، فوقتها اختار المخرج الراحل رضوان الكاشف لبطولته وجها يجدد دماء السينما المصرية، ومن هنا كانت انطلاقة منة شلبي ابنة الفنانة المعتزلة زيزي مصطفى.
بعد ذلك توالت اعمال منة شلبي مع كبار المخرجين مثل محمد خان ويوسف شاهين، وخالد يوسف، ومحمد فاضل، واخيرا كان لها الحظ في العمل مع يسري نصر الله حيث كانت بطلة فيلمه "بعد الموقعة" المعروض في دور العرض المصرية والعربية حاليا .. أسرار الفيلم وأسرار تصريحات منة شلبي المثيرة للجدل دائما .. تجدونها في هذا الحوار الخاص مع " النشرة ".

لماذا قلت أنك أحيانا تشعرين أنك تتقاضين أموالا حراما، ألم تخافي أن يساء فهمك في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الفن في مصر؟هل ندمت على هذا التصريح؟

 بالطبع لم أندم ولن اندم على شيء قلته، وعموما انا اتعرض لكم كبير من الافتراءات والشائعات سواء قلت تصريحا او حتى التزمت الصمت واختفيت عن الساحة.
 
عموما لا أحد يمكنه ان يهزم الفن المصري، وعلى من يطالبون بتحريمه ان يقولوا لنا لماذا يتابعون السينما ويخافون منها طالما انهم يعتبرونها شيئا تافها ومؤذيا.
 
عموما ما قلته هو أنني اشبه نفسي دوما بعسكري المرور الذي يعمل ليل نهار وفي اوقات البرد وفي اوقات الشمس الحارقة. أنا أؤدي مهمتي غير عابئة بأي تعب يعتريني.
 
لذا فأنا دوما اعمل على الدور واتعب جدا واجتهد، وان شعرت انني قصرت في التحضير او التجهيز أو ان المهمة كانت سهلة بعض الشيئ يأتيني شك بأنني تقاضيت أجرا حراما، اذن فهذا ما قلته وهذه هي فكرتي عن الفن والعمل عموما، قد اكون مخطئة، ولكنني اقول ما أشعر به، واقتل نفسي تعبا ومجهودا.
هذه هي وجهة نظري التي اؤمن بها، ولكل منا قناعاته واراءه التي يعتنقها، لكنني لن اتنازل عن هذا الرأي إطلاقا.

أنت اتهمت أخيرا بالاساءة للذات الالهية عندما وشمت لفظ الجلالة "الله" على ذراعك، كما تم اتهامك بالتكبر والتعالي عندما صرحت أن عدم حصول "بعد الموقعة " على جائزة ضمن مهرجان الأقصر سببه انك لا تجاملين أعضاء لجان التحكيم .. كيف تجدين هذه المواقف؟                                                                                                      

أولا يجب أن أشير الى انني صدمت من اتهامي بإهانة الذات الالهية، فلم اتوقع ابدا ان يصل تفكير من ينتقدني لمثل هذا الاتهام البشع والمخيف، فأنا قد وشمت اسم الخالق على ذراعي طلبا لحمايته، وطلبا منه ان يقف بجانبي، فأنا ادعو الله ليل نهار ان يوفقني الي ما يحب ويرضى، وقد بكيت وساءت حالتي النفسية كثيرا، ووالدتي حاولت تهدئتي بصعوبة. الأمر كان مفاجئا ومرعبا، فكيف يتحول حبي لله سبحانه وتعالى في نظر البعض الى محاولة للتطاول؟!
أما فيما يتعلق بالمهرجانات، فقد أكون قلت هذا التصريح، لكنني عموما غير قلقة من عدم حصول الفيلم سواء على جائزة في مهرجان كان السينمائي الدولي او في مهرجان الأقصر، فلكل لجنة تحكيم وجهة نظرها التي تجدها جيدة، كما انني لم اشاهد جميع الافلام التي عرضت في المهرجانين، لكن طبعا تكفيني الحفاوة التي حصل عليها فيلم " بعد الموقعة " ويكفيني انني عملت مع مخرج مبدع بحجم يسري نصر الله الذي علمني كثيرا واعتبر نفسي محظوظة بعملي معه.
التجربة كانت مثيرة فعلا ومميزة وثرية ومختلفة تعلمت منها الكثير والكثير وسعيدة ان اسم يسري نصر الله اضيف لقائمة المخرجين الذين تعاملت معهم.
كما اعتبر نفسي محظوظة بمشاركتي في مهرجان كان السينمائي الدولي، فهذا شيئ سوف يضاف الى تاريخي واحمد الله عليه، ومع ذلك فكما قلت سابقا لن أفعل مثلما يفعل غيري واظل اتباهي بهذه المشاركة واردد ليل نهار انني كنت بفيلمي في مهرجان عريق ومهم مثل كان.

قدمت في الفيلم دور ريم التي تشارك في الثورة، البعض وجد انك قدمت هذا الفيلم فقط من اجل محاولة تبييض وجهك بعدما وصفك كثيرون بأنك كنت من ضمن المعاديين لثورة 25 يناير، فهل تجدين هذا التفسير سليما ام فيه مبالغة؟

الحقيقة أن من قال هذا الكلام خياله واسع كثيرا تماما مثل من اتهمني باهانة الذات الالهية، فكلاهما خياله ينشط في الجانب السيئ وغير الحقيقي وغير المنطقي، أولا لأنني لم أدل بأية تصريحات سياسية سواء اثناء الثورة او بعدها تشير الى انني كنت ضد ثورة 25 يناير، ومن لديه تسجيل يدينني بهذا الشأن فليأتيني به، ويمكننا ان نتحاسب وقتها.
 
ما حدث هو انني فضلت الصمت، ولم أدل بأي تصريح سياسي لسبب بسيط هو انني لا أفقه شيئا في السياسة، وهذا ليس عيبا، ولكن العيب هو ان افتي فيما لا افهم.
 
هؤلاء مثل من اتهموني بدعم نظام حسني مبارك حينما حضرت اللقاء الذي جمعه بالفنانين في عام 2010 واتهموني بأنني صديقة عائلته، وهو امر اضحكني من فرط سذاجته فكثيرون ذهبوا ومن يعيبون علي لو وجهت لهم الدعوة كانوا سيذهبون حتما، فوقتها كان رئيسا، وليس معنى حضوري اللقاء رضاي عن سياسته بشكل كامل.
 

لكن بماذا تفسرين كل هذا الهجوم عليك انت بالذات رغم انك قليلة الظهور، وحينما بدأت بالحديث للاعلام حول فيلمك الأخير "بعد الموقعة" اصبح الهجوم عليك هو من يحرك الاقلام وليس الحديث عن فيلمك؟                                        

لا أعرف، رغم انني لا أظهر الا حينما تكون هناك مناسبة، ورغم انني اغضب احيانا من الاتهامات المجحفة، لكن دع الكل يحتكم لضميره.
أنا كما قلت لا أفهم في السياسة ولم أرغب ان اركب الموجة مثلما فعل غيري وانجر بموقفي.
كل ما يعنيني هو البشر ومعانتهم، واهتم كثيرا برفع الظلم عنهم، فلو وجدت رجلا فقيرا في الشارع او طفلا بائسا يمكنني ان ابكي اياما واظل افكر بهذا المشهد ليل نهار.
عموما يجب ان اقول انني وافقت على العمل في الفيلم منذ البداية فقط لأنني مع مخرج بحجم واهمية يسري نصر الله، كما انني اريد ان اقول انني لم اكن اعرف كيف كان سيسير الفيلم ولا ما هي احداثه ببساطة لأنه لم يكن هناك سيناريو من الاساس فتقريبا كنا نكتب الاحداث على الهواء مباشرة اثناء التصوير وفقا لما يحدث على الساحة السياسية وهذا امر برع فيه المؤلف عمر شامة ويسري نصر الله الذي شارك كذك في كتابة سيناريو العمل، ومثل هذا النوع من السينما كان جديدا جدا علي، فنحن أمام قصة غير مرتب لها من البداية، لكنها خرجت بشكل جميل للغاية.

نعود للحديث عن الفيلم، هناك مأخذ على العمل انه يبدو تسجيليا اكثر منه روائيا كما ان تطور العلاقة العاطفية بني البطلة ريم والبطل جاء بشكل مرتبك وغير مفهوم، وكلها اشياء جعلت المشاهد يشعر وكأن هناك فجوة ما بينه وبين الفيلم .. ما تعليقك هذا الأمر؟

من البداية والفيلم يصنف على انه روائي يحمل بعدا تسجيليا وهذه كانت وجهة نظر مخرجه فهو وجد أن هذا الأمر يخدم فكرة الفيلم بصورة أكبر، كما انني اجده شيئا مميزا ومختلفا في دور العرض المصرية.
بخلاف ذلك فالعلاقة بين ريم ومحمود أيضا وجهة نظر المخرج ولا يمكن لأحد ان يفرض رأيه عليه، فليس من المنطقي ان اطلب منه ان يضيف مشهدا او يحذف اخر، ففي النهاية الكلمة الأولى والاخيرة له.
واريد هنا ان اقول كلمة اخيرة، وهي انني كنت اتمنى ان يكون في العمل مشهد معين لي قمت بتصويره بالفعل واعتبره من اهم المشاهد ولكن للأسف لم يتم الاستعانة به ضمن الاحداث بعد المونتاج النهائي للفيلم ، لكنني مع ذلك لم اراجع المخرج بالطبع لأن لا أحد يمكنه ان يراجع يسري نصر الله.