سلوكيات هامة علميها لطفلك

بعد إنجاب طفلك خاصة لأول مرة تتساءلين مع نفسك عن السلوكيات الهامة التي يجب أن تؤسسي شخصية طفلك عليها، رغبة منك في تنشئة طفل مهذب حسن السلوك، وهذا بالطبع يبدأ من البيت.. وهنا بعض الأولويات التي عليك البدء بها.

يجب أن ينتظر دوره:

رغم أن مبدأ انتظار الشخص لدوره يعتبر شيئاً صعباً، ومع ذلك يمثل سلوكاً هاماً لابد من تعليمه للطفل منذ البداية لأنه جزء من الحياة اليومية، حتى لا يتصرف كالهمجيين الذين يضايقون الغير على الطرق وفي الأسواق وكل مكان ويسببون الأذى وعدم الانتظام.

عدم إطلاق الألقاب على الغير:

يعتبر نعت بعض الأشخاص بصفات غير إنسانية مأخوذة من سماتهم الجسدية مثل السمنة، النحافة، قصر القامة، إعاقة معينة أو عيب خلقي أو إطلاق بعض الألقاب عليهم شيئاً قاسياً جدا، وللأسف يكتسب الطفل ذلك من والديه، لذلك يجب أن يضع الوالدان حدا لهذا السلوك وتعليم طفلهما تجنبه تماما.
وتذكري عدد المرات عندما سمعك طفلك تتفوهين بكلمات سيئة عن شخص آخر أو تطلقين عليه اسماً وضيعاً فاشفقي على نفسك وعلى أطفالك وتوقفي عن ذلك حتى تكوني مثالا إيجابيا لأطفالك.

تحية الضيف والترحيب به:

رغم أن تحية الضيف من العادات التقليدية القديمة ولكنها ما زالت من أهم السلوكيات التي يجب تعليمها لأطفالك، لأنهم بحاجة إلى معرفة أهمية الترحيب بالضيف وحسن استقباله في البيت حتى لو كانت تحية بسيطة مثل "أهلا وسهلا".

كلمة "من فضلك":

عند سماع طفل يطلب شيئاً في صورة أمرية غير مهذبة يترك انطباعاً سيئاً جدا لدى الجميع ويلقون باللوم الكامل على والديه، والأسوأ من ذلك أن يتصرف الشخص هكذا بعد النضوج مما يسيء علاقته بالغير، لذلك على الوالدين تعليم طفلهما أن يسبق أي طلب يطلبه بعبارة "من فضلك، أو "لوسمحت" ليكون الطلب بطريقة راقية يتقبلها الجميع ويبادرون بتحقيق طلبه.

الشكر:

علمي طفلك أن كلمة "شكرا" يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع عبارة "من فضلك" وأخبريه أن يشكر أي شخص يقدم له أي خدمة مهما كانت بسيطة لأن الشكر دليل على الاحترام والتقدير.

التنظيف والتعاون: 

التنظيف والتنظيم من السلوكيات التي يجب أن يتعلمها الطفل؛ فعليه أن يعلم كيف يضع طبقه في حوض المطبخ بعد تناول الطعام، وأن يضع ملابسه المتسخة في سلة الغسيل، وترتيب ألعابه فهذا يصنع منه شخصاً قادراً على الاعتماد على النفس، كما يخفف أعباءك المنزلية كأم، وإذا ذهب عند صديق أو قريب سوف يتعاون معه مما يعبر عن حسن تربيته وسلوكه.

الروح الرياضية:

هل لعبت ذات مرة مع شخص ما لا يعرف كيف يستقبل الفوز أو الخسارة بروح رياضية، فمن السخيف جدا رؤية طفل يلقي بكل شيء عند خسارته للعبة أو التصرف بتبجح عن الفوز، لتجنب كل هذا علمي طفلك أن الفوز شيء جيد ويجب التواضع فيه وكذلك الخسارة شيء لابد من تقبله بروح رياضية مادام أنه بذل كل ما بوسعه.

الرد على المجاملة بأسلوب صحيح:

أحيانا يكون رد الشخص على مجاملة سمعها يدل على الغرور أو يسبب الإحراج لمن يقدمه، كأن تقول لفتاة "أنت جميلة" ثم تجيب عليك قائلة "أعلم أني كذلك"، أو أن تقول لشخص "أنت ذكي" ثم يكون رده "أحسن منك" فهذه كلها طرق سخيفة للرد على كلمة المجاملة، فعلمي طفلك أن يشكر كل من يوجه له كلمة حسنة أو مجاملة فليس هناك أفضل ولا أرقى من أن يكون رده: "أشكرك بشدة" وما يساويها من عبارات الامتنان.

فتح الباب: 

فتح الأبواب للضيف أو للوالدين لا يقتصر على الصبية وحدهم إنما يجب أن تتعلمه البنات أيضا، ففتح الباب للضيف عند قدومه وعند مغادرته والإمساك بالباب مفتوحا حتى يغادر الضيف يعتبر لمسة مؤدبة وأخلاقية.

احترام الاختلافات:

الاختلافات بين البشر من أعظم الهبات التي منحها الله لهم، فعلى الوالدين تعليم أطفالهم كيف يحترمون هذه الاختلافات، وإذا لاحظوا شخصاً مختلفاً في الشكل أو في طريقة حديثه أو في أي جانب آخر يجب الامتناع عن:
- عدم الإشارة بأصابعهم.
- عدم التحديق.
- عدم التفوه بلفظ بذيء. 
وإخباره أن فعل ذلك يعتبر سلوكاً وقحاُ وغير ضروري لأنه يؤذي مشاعر الغير كما يغضب الله.

العدل:

العدل من السلوكيات الهامة التي يجب أن يتعلمها الطفل، وتوضيح ذلك بأن يتعامل مع أصدقائه وكل من يعرفهم بالتساوي بدون أن يفضل البعض على البعض الآخر لأنه يحبهم أكثر.

المشاركة:

المشاركة مفهوم صعب الفهم، ويجب التفكير فيه على أساس تعاوني، بمعنى أن يشترك الطفل مع أصدقائه في اللعب، الأنشطة حتى في المناسبات السعيدة والحزينة بحيث يكون بجانبهم، وفي البيت مع أخوته بحيث يكون إنساناً اجتماعياً.

احترام ممتلكات وأشياء الغير:

مع المشاركة ينشأ الاحترام، إذا كان صديقك لطيفاً معك وشاركك في اللعب بألعابه فعليك أن تكون لطيفاً جدا وتتعامل مع أشياء وممتلكات الغير بنفس الاهتمام الذي يتعامل به مع أشيائه الخاصة أو يفوق عنها.

احترام وتقديرالنفس:

هل احترام الشخص لنفسه سلوك يجب تعليمه لطفلك؟ بالطبع هو كذلك، فلا نتوقع أن يظهر الطفل احترامه للغير وممتلكاتهم إذا كان يفتقد إلى احترامه لنفسه، لذلك من الضروري جدا تعليمه تقدير قيمة نفسه وأهميته وعدم التقليل من أنفسهم أو التحدث عنها بازدراء.

القاعدة الذهبية:

دائما هناك قاعدة ذهبية لكل شيء، فعلى الأطفال معرفة أهمية أن يتعاملوا مع الغير بالطريقة التي يريدون الآخرين أن يعاملوهم بها، وهذا أفضل من أن تعاملهم بنفس الطريقة التي يعاملونك بها حيث يجب دائما أن نقدم الأفضل.

آداب المائدة وتناول الطعام:

بالطبع تعلمنا جميع الأديان والتقاليد الإنسانية أن للمائدة وتناول الطعام آداباً يجب الالتزام بها وهذا ما عليك تعليمه لطفلك ويشمل:

- عدم التحدث وفمه ممتليء بالطعام.
- تناول الطعام باستخدام الأدوات الخاصة بذلك مثل الملعقة، الشوكة والسكين وليس بالأيدي مباشرة.
- الامتناع عن التجشؤ على المائدة أو أمام الغير حتى لا نثير اشمئزازهم.
- تناول الطعام بهدوء.
- عدم إسقاط الطعام على الطاولة أو على الفم وغير ذلك.

آداب العطس والسعال:

نعم هناك طريقة مؤدبة يجب اتباعها عند السعال أو العطس، وهذا أمر ضروري أن يتعلمه الطفل حتى لا يثير ضيق وقرف الغير من الرذاذ المتناثر من أنفه أو فمه وحفاظا على صحتهم، لذا على الأطفال تعلم تغطية الأنف عند العطس والفم عن السعال بمنديل أو باليد إذا كان الأمر مفاجئاً وبعد ذلك غسل اليدين بالماء والصابون وهذا سيكون تصرفاً يعبر عن الذوق والنظافة في آن واحد.

مساعدة الآخرين:

وأخيرا، آخر سلوك تعلميه لطفلك هو تقديم المساعدة دائما للآخرين، لأن ذلك شيء عظيم يصنع منهم أناساً متعاونين يحبهم الجميع، ويبدأ ذلك بمساعدة الجد والجدة في غسل الأطباق، إطعام الحيوان الأليف، القراءة لأقرانهم الصغار، مساعدة الأم في إعداد الطعام وتقديمه وغير ذلك من الأشياء التي تعبر عن روح التعاون.
عزيزتي الأم.. عزيزي الأب.. هناك بالتأكيد العديد والعديد من السلوكيات والآداب التي عليكما تعليمها لأطفالكما، ولكن ما تم طرحه في هذا الموضوع هو الأساسيات التي عليها سيتم بناء شخصية الطفل، واعلموا أنه كلما قمتما بتعليمهم إياها مبكرا، كلما كانت أسهل عليكم في توصيلها وغرسها بعقولهم وقلوبهم، أتمنى لكم التوفيق.