نائب أردني يطالب بمنع مصافحة الملكة رانيا وينصحها بارتداء الحجاب

جدل التَّصافُحِ مع النساء يتجدّد مع تصاعد نفوذ السلفيين
جدل التَّصافُحِ مع النساء يتجدّد مع تصاعد نفوذ السلفيين

تعود إشكاليّة (مصافحة) النساء الى الواجهة، بعدما طلب النائب في مجلس النواب الاردني عبدالهادي المحارمة، هذا الاسبوع، "منع مصافحة المواطنين، حرم العاهل الاردني الملكة رانيا العبدالله والأميرات في العائلة المالكة حفاظاً عليهن من (ضعاف النفوس)" على حد تعبيره. وطالب المحارمة بحظر "سلام الناس على الملكة والأميرات، ومصافحتهن".
 
وبرر المحارمة دعوته الى ( منع السلام على سيدات العائلة المالكة)، الى الحماية لهن (من ضعاف النفوس).
 
ولم تقتصر (النصائح) التي تلقتها الملكة رانيا على مجلس النواب، فقبْل ذلك، تقدَّم الداعية الإسلامي أمجد قورشة، ايضاً بدعوة ينصح فيها الملكة رانيا العبدالله ب"ارتداء الحجاب الإسلامي"، حين دوّن على حائطه الرقمي في فيسبوك" يا رب يا كريم، أفرح عيوننا، بأن نرى ملكتنا (أم حسين)، وقد ارتدت الحجاب الاسلامي وأكرمت شرع ربها وكانت قدوة لفتيات المسلمين، وعندها تكون حقاً من أروع الملكات".
 
وقاحة
وبينما يصف الكاتب عبد الله العتيبي في مدونة له على تويتر بانها " وقاحة ان توجه بعض التيارات السلفية (نصائح) للملكة رانيا العبدلله زوجة ملك الأردن، بأن ترتدي الحجاب وتمتنع عن مصافحة ضعاف النفوس"، فان علي العلياني ينبّه في مقال له في صحيفة (الوطن) السعودية الى"فتاوى يطلقها علماء لكنهم لا يلتزمون بها"، فيقول "يُحترم كل عالم شرعي و واعظ، يطبق كل ما يقول على نفسه و أهله، حتى وإن اختلفت معه في الرأي، وأحترمه أكثر عندما يصل إلى استنتاج فقهي عصري ولا يتهيب ولا يخاف من إشهاره حتى لو كلف ذلك خسارة الجماهير".
 
لكن الاشكالية بحسب العلياني ان "هؤلاء يحرمون السفر و يسافرون ، يحرمون الاختلاط و يختلطون، يحرمون مصافحة النساء و يصافحون ، يحرمون كشف وجه المرأة ويرون ذلك ولا ينكرون، بل يجالسون ويناقشون وعندما تسألهم لماذا تتناقضون؟ يقولون نحن لا نتناقض، ويفتون فوراً بفتوى تحلل ما كانوا يحرمون ".
 
وبالمقابل، فان الكاتبة ديانا أحمد تعتبر تحريم مصافحة اليد "مرضاً نفسياً Hand fetishism، حين يخشى الرجل الإثارة الجنسية نتيجة المصافحة أو رؤية اليد أو لمسها ".
 
و تسترسل: " اليد ليست عضواً تناسلياً ولا جنسياً ولا موضعاً طبيعياً للإثارة الجنسية، إلا عند مثل هؤلاء المعقدين نفسياً ، ولذلك يحرمون مصافحة النساء ويفرضون ارتداء القفازات السوداء عليها ، ويحرمون وضع طلاء الأظافر ، ويمنعون إطالتها لأظافرها، فيجعلون يديها كيدي الرجل ".
 
فتوى
وتشير فتوى تحمل رقم 2412 في الموقع الالكتروني ل (مركز الفتوى) الى ان "مصافحة النساء الأجنبيات من المنكرات التي تفشت بين الناس وأصبح المنكر لها ينظر إليه على أنه سيئ النية ومنزوع الثقة مع أن هذا أمر لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بل ورد عنه عليه الصلاة والسلام الوعيد الشديد على فاعل ذلك فعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له).. أخرجه الطبراني ورجاله ثقات".
 
وتتضمن الفتوى ايضا ما رواه البيهقي "عن عائشة رضي الله عنها قالت والله ما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء قط إلا بما أمره الله تعالى وما مست كف رسول الله صلى الله عليه وسلم كف امرأة قط". 
 
وتعزي الفتوى اسباب تحريم مصافحة النساء الى ان "المفاسد المترتبة على اللمس والمصافحة للنساء الأجنبيات كثيرة فمن ذلك تحريك الشهوة وضعف أو فقد الغيرة وذهاب الحياء، فإن من مدت يدها لمصافحة الرجال فلا تأمن أن تجرها المصافحة إلى الانبساط بالحديث وغيره".
 
وكتعبير عن الايمان بالعقيدة التي تحرم مصافحة النساء أحرج البطل الإيراني مهرداد كرم زاده الحائز على فضية (رمي القرص) خلال فعاليات دورة الألعاب البارالمبية في لندن في سبتمبر 2012، الأميرة كاثرين ميدلتون زوجة الأمير وليام، عندما تجنب مصافحتها أثناء مراسم توزيع الميداليات على الفائزين في المسابقة.
 
ورفض زاده مد يده الى الأميرة كيت، في الوقت الذي وقفت فيه دوقة كامبريدج في حالة ذهول شديد.
 
و برّر مسئول رياضي ايراني تصرف اللاعب، الى "ثقافة إيرانية تحرم مصافحة الرجل للمرأة ".
 
وكان امام وخطيب الجمعة في مدينة اصفهان الإيرانية انتقد في خطبة له مصافحة الرئيس الايراني احمدي نجاد للنساء الأجنبيات باعتباره "سلوكاً محرماً في الشريعة الإسلامية ".
 
 وفي مصر، ومع تزايد المد السلفي في ذلك البلد منذ سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك وزّع أعضاء سلفيون في المنيا ، منشورات تطالب " بعدم مصافحة النساء" ، تحت عنوان "حكم مصافحة المرأة بدون محرم ".
 
وفي ديسمبر 2012 ، اثارت مصافحة الرئيس المصري لرئيسة البرازيل ديلما روسيف ورئيسة وزراء إيطاليا جوليا جيلارد خارج مصر، الانتباه بعدما تجنّب مرسي في وقت سابق ، مصافحة السيدات اللواتي شاركن فى كتابة مسودة الدستور.
 
لكن دوافع الامتناع عن المصافحة ليست اعتقادية فحسب، بل لدوافع سياسية ايضاً.
 
فقد امتنعت زوجة رئيس شعبة المعلومات في الامن اللبناني الراحل، وسام الحسن في تشرين الثاني 2012، مصافحة سفير إيران في لبنان غضنفر ركن آبادي رافضة قبول التعازي منه، ما وضعه في حرج شديد. 
 
وفُسّر رفض الحسن مصافحة غضنفر إلى اتهامها للنظام الايراني وحلفائه في لبنان، باغتيال الحسن فيالتاسع عشر من أكتوبر العام 2012.