فضائح المشاهير دائما «سلعة رائجة ».. لماذا تطارد الصحافة نجوم التمثيل والغناء !!

هذه بعض عناوين غلاف العدد الاخير من مجلة «ستار» المتخصصة بأخبار و«فضائح» المشاهير: «ساندرا بولوك لا ترفض مطاردها» و«هيثر لوكلير مع جاك واغنر في أوضاع ساخنة» و«برتني سبيرز مع رجل جديد». أما غلاف العدد الاخير من مجلة «ناشونال انكوايارار» فجاءت عناوينه على الشكل التالي: «كيم باسنجر واليكس بولدوين يتقاتلان على بنتهما ايرلند» و«ادريان غرينير يريد والده الذي تبرأ منه».
وهذه بعض عناوين غلاف العدد الاخير من مجلة «بيبول»: «كايل مينوغ في اجازة مع رجل متزوج» و«لنسي لوهان تقتل نفسها بالمخدرات والخمر» و «باريس هلتون تستنجد بحاكم كليفورنيا» حتى الرئيس بوش وصله «رصاص» صحف الفضائح. ومؤخرا، نشرت مجلة «ناشونال انكوايارار» العنوان الآتي على غلافها: «بوش يعود الى الخمر». وقالت: «وهو يواجه تدهور الاوضاع في العراق، واعاصير، وفيضانات، وحرائق تجبره على ان يتنقل من ولاية الى اخرى، عاد الرئيس بوش الى الخمر، بعد ان كان تركه يوم عيد ميلاده الاربعين (عمره الآن 60 سنة)».


قال البيت الابيض ان الخبر لا يستحق حتى التعليق عليه. لكن، مجرد ان يسأل صحافي المتحدث الرسمي للبيت الابيض عن خبر نشر في مجلة فضائح يوضح ان مجلات الفضائح ربما ليست اقل اهمية من المجلات المحترمة.

الجدير بالذكر ان هناك ثلاثة انواع، على الاقل، لمجلات الفضائح:

اولا، مثل «بيبول»، وهي من اكثرها «رصانة» ان صح التعبير (وهي مجلة شقيقة لمجلة «تايم» الإخبارية الأسبوعية الشهيرة). لكنها، مؤخرا، انغمست في الفضائح، ربما لتنتصر على المجلات الاقل «رصانة».

ثانيا، هناك نوع مثل «ناشونال انكاوايارار» التي تبالغ احيانا، لكنها تنفرد بأخبار حقيقية من وقت لآخر. مثل اخبار عشيقات الرئيس السابق كلنتون (دفعت لهن ليكشفن اسرارهن، واحدة بعد الاخرى).

ثالثا، مثل «غلوب» التي تبالغ و«تُبهِر» بشكل كبير. وتكتب عناوين مثل: «رجل من الفضاء في سرير برتني سبيرز» و«تؤام سرى للرئيس بوش» و«طبق فضائي خطف مايكل دوغلاس ثم اعاده».

ولكن انصافا للمشهورين والمشهورات والممثلين والممثلات، ليس كل ما ينشر في مجلات الفضائح صحيحا. لكن، بنفس المقياس، ليس كل ما ينشر كذبا. غير ان المشكلة الاساسية هي ان هذه الصحف إما ألا تسأل المشاهير عن آرائهم او ان سألتهم، يرفضون الحديث، لأنهم يعرفون ان التشهير هو هدف مثل هذه الصحف.

مثلا: خبر «بوش يعود الى الخمر». كتبته جنفير لوس ودون جنتل، ونشر اسميهما يمكن ان يعتبر دليلا على المصداقية. لكن، في الخبر معلومات لا يمكن ان تؤكد: مثل: «صرخت فيه زوجته لورا، السيدة الاولى، وقالت له: «بحق السماء لا تشرب الخمر». ومثل: «قالت لورا له انها ستسافر معه الى كل مكان يذهب اليه» (لم تكن تفعل ذلك). ومثلا: «قبل عشرين سنة، لم يتوقف بوش عن الخمر الا عندما انذرته لورا: «إما جيم بيم (صنف كحولي)، او انا».

لكن هناك اشياء لا تحتاج المجلة لأن تؤكدها من مصدر موثوق به. مثل: «اثرت عليه حرب العراق، وقتل الجنود الاميركيين، خاصة لأنه يعتقد انه مسؤول عن كل جندي مسؤولية مباشرة».

ومؤخرا برزت قصة أخرى، بدايتها تعود لست سنوات انفصل الممثل اليك بولدوين والممثلة كيم باسنجر، واختلفا حول مصير بنتهما «ايرلند» (عمرها الآن 11 سنة). واستأجرا محامين، ووقفا امام قضاة، وتحدثا لصحافيين. ولم يحسم الموضوع. واستمرت البنت تعيش مع والدتها في منزلها في هوليوود. في الشهر الماضي، اتصل الاب تلفونيا ببنته، وعندما لم ترد على التلفون، ترك لها رسالة غضب وصفها فيها بأنها «خنزيرة قليلة ادب». ويبدو ان الام سربت الرسالة التلفونية الى الصحافيين. ثم عقدت ما يشبه «مؤتمرا صحافيا»، وهاجمت زوجها، وقالت: «ظل كل هذه السنوات يريد من «ايرلند» ان تعيش معه، وقال انه يقدر على ان يرعاها احسن مني، ووصفني بأني ام غير مناسبة. لكن، كيف يصف اب بنته بمثل هذه الاوصاف؟ هل هذا اب مناسب؟».

وصار واضحا ان كثيرا من مشاكل الممثلين والممثلات سببها اما عدم الزواج، او تأجيل الزواج، او التذرع بالزواج. واشارت مجلات الفضائح مرات كثيرة الى زيجات القصد منها «ضباب الحب»، اي اخفاء علاقات جنسية جانبية. وصار واضحا، ايضا، ان الاطفال هم اكثر الذين يتأثرون بالزواج والطلاق (مثل قصة «ايرلند» السابقة). ولهذا، يشتكي كثير من رجال الدين، وعلماء النفس، بأن هوليوود لم تشجع كثرة الزواج والطلاق فحسب، بل، ايضا، صارت مثالا يجب الا يحتذى لتفكك الاسرة، واهمال الاطفال. وغنت فرقة «آوتكاست» اغنية «الطلاق على طريقة هوليوود». وبدايتها: «كان الزواج بسيطا، مثل زواج في قرية. زوجة، وطفل، وعربة طفل. الآن صار الزواج مثل زواج نجوم هوليوود. سيارات وانجازات. وصار الطلاق، ايضا، على طريقة هوليوود».