علي عكس الاعتقاد الخاطيء .. ماذا نعرف عن فوائد الزائدة الدودية

أثارت إحدي الدراسات التي أجرتها  أكبر المستشفيات في أيسلندا عن فوائد الزائدة الدودية الموجودة بالمصران الأعور اهتماما كبيرا من جانب العلماء والمتخصصين في علم الجهاز الهضمي للإنسان، حيث أكدت الدراسة أن الزائدة الدودية لها فائدة مهمة ولا تستحق أن توصف بالزائدة، وذلك لأنها مخزن مهم" للبكتيريا الصديقة" التي تساعد على تطهير البطن من البكتريا المعادية.
 
ومن جانبها ذكرت مجلة "لوبوان" الفرنسية أن هذه الدراسة التي أجراها مجموعة من كبار الجراحين في مستشفى "لونج إيسلند" أكدت أن "الأعور" يقوم بدور مهم في تطهير المصران من البكتريا المعادية بعد تعرضه للإصابة، حيث يقوم الجهاز المناعي للجسم باللجوء للبكتريا الصديقة المخزنة في الزائدة الدودية لاستخدامها كسلاح لتطهيرالمصران من البكتريا المؤذية.
 
وأضافت الدراسة أن الأشخاص الذين يحتفظون بالأعور يصابون بنسبة تقل بمعدل النصف بمشاكل جديدة في المصران بفضل الدور الدفاعي المهم الذي قامت به بكتريا الزائدة الصديقة في تنظيف المصران بشكل جيد بعد الإصابة الأولى.
 
تغير الأعتقاد السائد
تغير الاعتقاد السائد بأن الزائدة الدودية ليست لها فوائد وأنه يمكن استئصالها، وذلك بعد أن قدم علماء المناعة دراسة تفيد أن الزائدة الدودية ماهي إلا مكان تعيش فيه أنواع من البكتيريا المفيدة في عملية الهضم، وإن لها وظيفة مرتبطة بمكانها وبتنظيم كم البكتيريا التي يجب أن تكون في جهاز هضم الإنسان، كونها تمد جهاز الهضم بهذه البكتيريا بعد الإصابة بالأمراض الطفيلية والكوليرا والزحار والإسهالات، بعد أن تكون هذه الإصابات ومعالجتها قد قلًصت أعداد البكتيريا في الأمعاء.
 
فريق طبي أمريكي
وكان فريق طبي أمريكي قد اكتشف الدور الحقيقي للزائدة الدودية التي تحير العلماء، وأنها مسئولة عن إنتاج وحفظ مجموعة متنوعة من البكتيريا والجراثيم التي تلعب دوراً مفيداً للجسم وللمعدة، وتوازن بعض الفيتامينات الضرورية جدا للجسم، ولفت الفريق التابع لجامعة ديوك الأمريكية إلى أن هذا الاكتشاف قد يحسم الجدل حيال الدور المفترض للزائدة الدودية، بعد أن اعتبرت مدارس الطب الرسمية لعقود طويلة أنها عضو فقد دوره مع تطور الإنسان وبات من الممكن إزالته دون ارتدادات سلبية.
 
فقد كانت الزائدة دليلاً من الأدلة المزعومة لنظرية التطور الهالكة فانقلب السحر على الساحر وأصبحت دليلاً على وجود التقدير في الخلق، وأصبحت من الأدلة الهامة التي تدحض نظرية التطور والصدفة في الخلق.
 
عدد الجراثيم يفوق عدد الخلايا
 ووفقاً للدارسة التي أجراها الفريق فإن عدد الجراثيم والبكتيريا التي يحويها جسم الإنسان تفوق عدد خلاياه، لكن السواد الأعظم من هذه الكائنات الدقيقة يمارس دوراً إيجابياً داخل الجسم، 
وتشير الدراسة إلى أن أمراضاً معينة، مثل الكوليرا أو الإسهال الشديد، قد تؤدي إلى إفراغ الأمعاء من هذه البكتيريا والجراثيم المفيدة.
 
وهنا يبدأ دور الزائدة التي يتوجب عليها في هذه الحالة العمل على إعادة إنتاج وحفظ تلك الجراثيم أصلاً، والإنسان مع كل التجهيزات والعلوم التي يمتلكها لم يكن يعرف ما فائدة هذا العضو "الزائدة الدودية" ولا الجراثيم المفيدة إلا مؤخراً.
 
ومن جانبه يقول بيل باركر أستاذ الجراحة وأحد العلماء أن أهمية الزائدة الدودية مرتبطة بكم البكتيريا التي تعيش في الجهاز الهضمي.