جامعة هارفارد .. تحذر من الوثوق التام بالتطبيقات الإلكترونية الصحية

انتفاء قواعد لتنظيمها يشكك في قدراتها على التشخيص أو اقتراح العلاج
انتفاء قواعد لتنظيمها يشكك في قدراتها على التشخيص أو اقتراح العلاج

ينبغي أن تتوخى الحذر عند استخدام تطبيقات الهواتف الجوالة أو الأجهزة اللوحية أو الكومبيوتر، إذا كانت تعدك بالكثير! من ضمن العدد الذي لا يحصى من التطبيقات المتاحة لجهاز الكومبيوتر أو الجهاز اللوحي أو الهاتف الذكي الخاص بك، هناك ما يقدر بـ 40 ألف تطبيق عن الصحة للمستهلكين والأطباء. ولكن، ومع ذلك، كيف تعرف ما إذا كانت تلك التطبيقات آمنة ودقيقة أم لا؟ 
 
يقول دكتور ناثان إيغل، الخبير في تكنولوجيا الصحة عبر الأجهزة الجوالة والأستاذ المساعد بكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد: «إنك لا تستطيع معرفة ذلك. في الوقت الذي تخضع فيه أكثر تطبيقات الهواتف الجوالة إلى مراجعة المتاجر لضمان عدم اختراقها لخصوصية المستخدم، فإنه لا توجد مراجعة دقيقة للتأكد من أن التطبيق يقدم فعلا ما يعد به».
 
تطبيقات صحية جوالة
تأتي التطبيقات الخاصة بالصحة كجزء من ثورة في مجال الرعاية الصحية تعرف باسم «الصحة الجوالة» mobile health. إنه مفهوم بسيط، فالأجهزة الجوالة خاصة الهواتف تكون مع الناس دائما الذين يتصلون من خلالها بالإنترنت. وتشمل خدمات «أي وقت في أي مكان»، التي يقدمها الجهاز الجوال، معلومات عن الصحة. 
 
وتشمل أيضا معلومات للمستخدم من الإنترنت ومن طبيب المستخدم، سواء كان ذلك رسائل، أو بالاطلاع على ملف المستخدم الطبي، أو بيانات من المستخدم إلى طبيبه مثل وزنه وضغط دمه اليوم.
 
عادة ما يتم تنزيل التطبيقات على الجهاز من الإنترنت من خلال مواقع إلكترونية مثل «آي تونز» أو «جوجل بلاي»، والكثير من تلك التطبيقات مجانية، لكن تلك التي تشترى أكثر ويتراوح سعرها بين جزء من الدولار والألف دولار. 
 
وبعض التطبيقات بسيطة مثل تطبيق لحساب عدد السعرات الحرارية والمسافات ولتنظيم العقاقير، ومقاطع مصورة عن اللياقة البدنية، وتطبيقات لرصد وتحليل الوقت الذي تقضيه في الركض. 
 
وهناك تطبيقات أخرى أكثر تعقيدا مثل تلك التي تقيس معدل ضربات القلب أو مستوى السكر في الدم أو ضغط الدم. ويمكن للكثير من هذه التطبيقات تحويل هاتفك الجوال إلى جهاز مراقبة أو رصد مع وجود كماليات تساعد في إنجاز المهمة مثل سوار ضغط الدم الذي توصله بالهاتف.
 
مخاطر محتملة
للأسف لا توجد قواعد تنظم التطبيقات الخاصة بالصحة. ويعني هذا أنه لا توجد وسيلة للتمييز بين التطبيق الصحيح الدقيق والضار. وتعمل إدارة الغذاء والدواء حاليا على وضع قواعد تتيح الحكم على تلك التطبيقات التي تقدم معلومات طبية تزعم أنها صحيحة.
 
واكتشف تحقيق أجراه مركز نيو إنغلاند للتقارير الاستقصائية أن الكثير من تطبيقات الصحة تزعم قدرتها على تشخيص أو علاج بعض الأمراض.
 
ويقول الدكتور إيغل إن مثل هذه المزاعم مثيرة للمشكلات، حيث يوضح قائلا: «إنك لا تريد أن تعتمد على هاتفك في تشخيص أو علاج أي حالة مرضية لأنك لا تستطيع أن تركن إلى ذلك. وعندما يتعلق الأمر بالتشخيص لا ينبغي أن يكون الهاتف الذكي بديلا لطبيب متخصص».
 
وقد كشفت دراسة نشرت في دورية «جاما ديرماتولوجي» عدم نجاح ثلاثة من بين كل أربعة تطبيقات خاصة في تحديد ما إذا كانت الشامة طبيعية أم شكلا من أشكال سرطان الجلد. وفرضت لجنة التجارة الفيدرالية العام الماضي غرامة مالية على صانعين اثنين للتطبيقات لزعمهما قدرة التطبيقات على علاج حب الشباب. 
 
نصائح من الطبيب عند استخدامك للتطبيقات الصحية:
- اختر تلك التي تكون مصادرها معروفة مثل الهيئات الحكومية والجامعات البحثية.
 
- استخدم التطبيق كوسيلة مراقبة ورصد.
 
- لا تعتمد على التطبيق في تشخيص أو علاج حالة مرضية.
 
من جهة أخرى يقول دكتور إيغل إن من الآمن استخدام هذه التطبيقات كوسيلة للقياس أو المتابعة.
 
ويوضح: «تساعدك أكثر التطبيقات الصحية على جمع بيانات عن نفسك، وتبين لك نسق التمرينات الرياضية التي تمارسها، وترصد تحركاتك وتخبرك بعدد السعرات الحرارية التي حرقتها. وتلك التطبيقات الرائعة آمنة جدا، فهي تستخدم الهاتف كجهاز استشعار، لكنها لا تتطرق إلى التشخيص».
 
وينصحك الدكتور إيغل بمعرفة مصدر التطبيق وإلى أي مدى يتم تحديثه وما إذا كان للمعلومات التي يقدمها مرجعية أم لا. استخدم التطبيقات ذات المصادر الموثوق فيها مثل الهيئات الحكومية والجامعات البحثية. 
 
بمعنى آخر، يمكنك المشاركة في ثورة «الصحة الجوالة» والاستفادة من المعلومات المتاحة أمامك بسهولة طالما أنك تتحقق من المعلومات التي تجدها على الهاتف الجوال كما تتعامل مع المعلومات التي تحصل عليها عن طريق الإنترنت بحذر وحرص.