رهاب المدرسة .. كيف نقلل أثاره عند الأطفال؟

مع موسم العودة إلى المدارس تتعرض بعض الأسر إلى حالات يرفض فيها طفلهم الذهاب إلى المدرسة، سواء كان طالبا مستجدا أو منتظما من السابق. وهنا يقع كثير من الآباء في حيرة كبيرة في كيفية إقناع هذا الطفل بقبول الذهاب إلى مدرسته، فيلجأون إلى معاقبته بالضرب والشتم والإهانة.
وهذا سلوك خاطئ من الوالدين من شأنه أن يزيد الحالة سوءا وتعقيدا.
إن مشكلة الخوف من المدرسة أو «رهاب المدرسة» (School Phobia) ليست حالة نادرة، وإنما هي مشكلة مألوفة. ويمكن في غالبيتها التوصل إلى السبب بمجرد الحديث الحاني إلى الطفل وطمأنته ومكافأته، والوصول إلى الحل من دون الحاجة لاستشارة استشاري مهني.
وإذا تم استبعاد حدوث أي ضرر من ذهابه إلى المدرسة، وجب على الأسرة أن تحاول إقناع الطفل بالعودة إلى المدرسة في أقرب وقت ممكن.
هذا بالنسبة للطفل المستجد، أما إذا كان الطفل منتظما في الدراسة ثم تعرض للشعور بالخوف من الذهاب إلى المدرسة، فغالبا ما تبدأ المشكلة بالبكاء والشكوى من شعوره بالصداع أو ألم بالبطن. وهنا يجب التأكد أولا ما إذا كان الطفل بالفعل مريضا، أم أنه يرفض الذهاب فقط لمجرد عدم رغبته في الدراسة، أو أنه مهمل في أداء واجباته الدراسية ويخشى من الإحراج والعقاب. 
وقد تكون لديه مشكلة أخرى حقيقية مثل القلق أو الاكتئاب أو الإجهاد النفسي لعدم القدرة على التعامل مع بيئة المدرسة، أو يعاني من قلة النوم. إن واحدا من بين العديد من هذه العوامل يجب التوصل إليه وتحديده كمسبب لرفض الطفل الذهاب إلى مدرسته.

وضع المتخصصون في هذا المجال مجموعة من النصائح لكيفية التعامل مع الطفل الذي لديه حالة سيئة أو متقدمة من رهاب المدرسة، نذكر منها الآتي:

- عدم الخضوع لرغبة الطفل في البقاء المنزل طويلا، لأنه ثبت أن المشكلة تزداد تعقيدا كلما طالت فترة انقطاعه عن الدراسة.
- عدم اللجوء للعنف والشدة، فقد ثبت أنهما يعوقان إمكانية النجاح في التغلب على الخوف.
- مرافقة الطفل إلى المدرسة، والبقاء معه قليلا حتى يشعر بالأمان ويتقبل ترك والدته.
- عرض الطفل على طبيب متخصص في الطب النفسي (psychiatrist) وآخر في السلوك النفسي عند الأطفال (psychologist) يكون من ذوي الخبرة في المشاكل المدرسية، والأخذ بنصائحهما.
- الاستفادة من مرئيات الإخصائي الاجتماعي أو المستشار المدرسي حول سلوك الطفل في المدرسة، وكذلك الاطلاع على تقارير المعلمين حول أي سلوك متغير طرأ على الطفل.
- عرض الطفل على طبيب الأطفال المتابع له في مرحلة الطفولة، والاهتمام بتقديم تاريخ بداية الحالة، التقارير المدرسية، وأي أسباب قد تكون لها علاقة بالموضوع في الأسرة (الآباء - الأشقاء.. إلخ).
- الاهتمام بتغذية الطفل وتصحيح نظامه الغذائي بإضافة بعض الفيتامينات التي يكون بحاجة لها وفقا لرأي الطبيب.