إيلي صعب يختزل خبرته في فستان عروس رائع باللون الفضي

إيلي صعب قدم 45 تصميما للسهرة والمساء تحسبا لموسم الأعراس منهم فستان زفاف يختزل وهج المناسبة بجمعه الفخامة والرومانسية في تطريزاته فستان العروس باللون الفضي وثلاث وصيفات بتصاميم ناعمة بنفس اللون
إيلي صعب قدم 45 تصميما للسهرة والمساء تحسبا لموسم الأعراس منهم فستان زفاف يختزل وهج المناسبة بجمعه الفخامة والرومانسية في تطريزاته فستان العروس باللون الفضي وثلاث وصيفات بتصاميم ناعمة بنفس اللون

من تقاليد عروض الأزياء، خاصة الهوت كوتير، أن يتوج كل مصمم عرضه بفستان زفاف يختزل فيه كل معاني الترف والحرفية والجمال، ويصب فيه كل ما يجود به خياله من حلم وفانتازيا. ولا شك أن عرض إيلي صعب من أكثر العروض التي تحضرها زبونات الكوتير بنية الحصول على فساتين الزفاف والسهرات، فهو لا يخيب الآمال أبدا كما أكد عرضه الأخير.
من تابع مسيرة هذا المصمم في باريس منذ البداية إلى الآن، لا بد أن يلاحظ بأن أسلوبه تغير بشكل كبير في الخمس السنوات الأخيرة تقريبا، وشهد تطورا وضعه في مصاف الكبار والمؤثرين على ساحة الموضة، كأحد أساتذة المدرسة الرومانسية والإبهار. 
اختفت من أسلوبه التطريزات المبالغ فيها، التي كان الهدف منها إضفاء البريق والترف على فساتينه في محاولة لإرضاء زبوناته العربيات قبل إغراء الغربيات.
اليوم غير الاتجاه، وبتنا نستمتع بتطريزات محسوبة تخدم التصميم وتقاطيع الجسم بإكسابه رشاقة بصرية لا يتقنها سوى مهندس ماهر أو فنان متمكن من ألوانه وخطوطه. فقد زادت هذه الخطوط نعومة وأصبحت أكثر عصرية، تتوجه للغرب وتفهم لغته أكثر رغم عبقها الشرقي الذي يحكي ألف قِصة وقَصة.
ورغم ترويضه للتطريزات والتصاميم التي أصبحت تخاطب امرأة عملية بهدوئها، لا يزال إيلي صعب يحب الدراما.
فهي جزء من تركيبته، كما أكد عرضه الأخير في باريس لخريف 2013 وشتاء 2014.
فبينما خفف معظم المصممين الكبار من عدد أزيائهم للمساء والسهرة، وركزوا على أزياء النهار، ربما لسهولة تسويقها، ارتأى صعب أن يسبح ضد التيار، وخصص كل العرض، 45 تصميما، لمناسبات المساء والسهرة والكوكتيل وأي مناسبة تحتاج فيها المرأة إلى الكثير من التألق والبريق.
وكأن هذا العرس من الفساتين الزاهية بألوان المجوهرات لم تكن كافية لتزيد من تسارع دقات قلوب الحاضرات من الشرق والغرب على حد سواء، أنهى العرض بفستان زفاف أراده أن يكون لعروس لا تحلم بأن تكون أميرة متوجة في ليلة العمر فحسب، بل إن تكون إمبراطورة بكل المقاييس.
فستان مطرز بحبيبات الكريستال بسخاء شديد ذكرنا بإيلي صعب أيام زمان، حين كان يتوجه إلى سوقه العربي الشرقي. سوق يقدر الحرفية العالية ولا يتردد في دفع الآلاف من الدولارات لقاءها لأن الأعراس بالنسبة له مناسبة لا تتكرر. 
والأهم من كل هذا، أنها سوق تقدر أسلوبه وتربطها بالمصمم علاقة ود لا يمكن قطعها بشكل جذري مهما حاول أن يطور نفسه ويغير اتجاهه.
محررة الأزياء بصحيفة «دايلي تلغراف» ليسا آرمسترونغ كانت من بين من لاحظت هذه العلاقة، وأكثر من أسهب في وصفها، وإن من وجهة نظر غربية، إذ كتبت أن للزبونات اللواتي تسابقن خلف الكواليس بعض العرض لتهنئة المصمم في طقس حميم، لسن من المعجبات أو المؤمنات بمفهوم القليل كثير.
بخدودهن وتسريحاتهن المنفوخة وأسلوب ماكياجهن الذي يقول: إنهن يعتبرنه وسيلة فنية للتعبير وليس مجرد وسيلة للحصول على مظهر طبيعي. 
هؤلاء الزبونات يردن أن يظهرن بشكل أجمل مما هن عليه، ولأن الغاية تبرر الوسيلة، فإن أي شيء يساعد للوصول إليها جائز.
وعندما يتعلق بالأزياء، فإن إيلي صعب هو الساحر الذي يُمكنهن من التميز ويمنحهن تلك الحالة من الزهو والثقة. وكما لم يخيب آمال الأمهات، فهو لم يخيب آمال البنات لحد الآن، والفضل يعود إلى أنه لا يتوقف عن تطوير نفسه من جهة، ويفهم بيئتهن وثقافتهن من جهة ثانية. 
ثقافة لا تقبل بأنصاف الحلول في المناسبات المهمة، على الأقل، بل ربما تكون فيها العروس طماعة بشكل غير واقعي في بعض الأحيان. بمعنى أنها تريد الفخامة التي تتطلبها بيئتها، والرقي غير استعراضي الذي تنادي به الموضة حاليا، وهذا ما نجح صعب في ترجمته على شكل عرس ملكي في عرضه الأخير.
بدأ بإرسال العارضات مثنى وثلاث في إيحاء جميل بأنهن مدعوات إلى حفل زفاف كبير يتخايلن فيه بأجمل الفساتين. ظهرت كل واحدة بتصميم مختلف، وبألوان تتباين بين الأحمر الياقوتي والأخضر الزمردي والفضي والكحلي والبيج الغامق المائل إلى الوردي.
لم يضاهي تنوع الألوان وعمقها سوى ترف الأقمشة التي تنوعت بين الحرير والجيبور والتول والموسلين والدانتيل. ولأننا بصدد الحديث عن إيلي صعب، كان لا بد من رشات سخية من الترتر والخرز والأحجار على هذه الفساتين حتى يزيد من بريقها. كل هذا من دون أن يصيب بالتخمة، إذ بدت هذه التطريزات وكأنها ضرورية تخدم التصميم وتكمله
ولمزيد من الإثارة واللعب بعواطف الحاضرات، اللواتي كانت نسبة كبيرة منهن في باريس لاختيار أزياء الأعراس والحفلات الجانبية التي ترافق حفل الزفاف، أرسل ثلاث وصيفات لمرافقة العروس ومساعدتها على حمل الطرحة الطويلة التي كانت تجرها وراءها، ليؤكد أن إحساسه بالترف والفخامة لا حدود له.
وما لن تختلف عليه أي أم وابنتها أن التصميم الذي اقترحه عصري يخاطب عروسا شابة، وفي الوقت ذاته يقطر بالفخامة التي تحلم بها أي أم لابنتها. والنتيجة أنه نجح في إرضاء كل الأطراف، وجعل الكل يتفق على ما يصعب الاتفاق عليه ومن الجولة الأولى.