الإجهاض .. هل يؤدي الى العقم؟

تعتقد بعض النساء خطأ، أن التعرض للإجهاض يعني عدم إمكانية الحمل مرة ثانية وفقدان الأمل في الإنجاب. بينما تشير الحقائق العلمية إلى أن على الأقل 85% من النساء اللاتي تعرضن للإجهاض يمكنهن الحمل والإنجاب مرة أخرى وبشكل طبيعي، كما أن التعرض للإجهاض لا يعني أن تلك المرأة تعاني مشاكل في الخصوبة. 
أما في حالة التعرض للإجهاض بشكل متكرر، فإن الأمر يختلف، حيث تنصح هذه المرأة باستشارة الطبيب المتخصص بأمراض النساء لاستخدام إحدى وسائل منع الحمل حتى لا تتعرض للإجهاض من جديد.
وفي نفس الوقت، سوف يبدأ الطبيب البحث عن سبب أو أسباب هذا الإجهاض المتكرر، وذلك بإجراء مجموعة من الفحوص المتقدمة في هذا المجال. 
ومن تلك الفحوص، عمل تحاليل الدم، والفحوصات الجينية، وعمل خزعة لبطانة الرحم لفحص عينة صغيرة من أنسجة الجدار الداخلي المبطن للرحم ميكروسكوبيا، إضافة إلى عمل أشعة سينية وأخرى بالصبغة الملونة للرحم وقنوات فالوب للتأكد من سلامة الجهاز التناسلي وعدم وجود أي انسداد أو معوقات للحمل. وحديثا، يتم أيضا عمل فحص للرحم بواسطة المنظار الذي يتم إدخاله عبر المهبل وعنق الرحم. كما قد يرى الطبيب المعالج ضرورة عمل فحص للبطن بواسطة المنظار أيضا لرؤية جميع الأعضاء الموجودة في منطقة الحوض والتأكد من سلامتها.

ولعلاج هذه الحالة وتهيئة الرحم للحمل مرة ثانية، يقوم الطبيب المعالج بالآتي:

- إعطاء هرمون البروجستيرون الذي يفيد أيضا في تثبيت الحمل.
- اللجوء إلى العلاج الجراحي وفقا لنتائج الفحوصات لإصلاح أي سبب موجود في الرحم أو عنق الرحم أو في قناتي فالوب.
- أما إذا كان السبب عند الزوج كأن يكون عامل ريسوس (Rh) في فصيلة دمه إيجابيا وفي فصيلة دم الزوجة سلبيا، فإنه يتم إعطاء الزوجة أحد منتجات الدم المناعية لمنع تكون الأجسام المضادة التي من شأنها أن تؤدي إلى فقدان الطفل خاصة مع تكرار الحمل والولادة.
- الاستعانة بالعلاج السلوكي للزوجة، مع تجنب لوم النفس على حدوث الإجهاض، والتأكيد على أن ما حدث أمر خارج إرادة الإنسان.
- الاستعانة بمجموعات الدعم الخاصة بالنساء اللاتي تعرضن للإجهاض وفقدن أطفالهن.
- المتابعة الطبية المنتظمة قبل الحمل وبعد تأكيد حدوثه.