ريجيم مرض السكري .. يعني تناول كل عناصرالغذاء بما فيها السكريات والنشويات

خلافاً لما قد يعتقد الكثيرون، فإن إصابة إنسان ما بمرض السكري، وتطلب معالجته أن يضعه الأطباء وأخصائيو التغذية على برنامج للحمية، كما يُقال عادة، لا يعني أن على ذلك الإنسان أن يبدأ بتناول أطعمة مخصوصة أو أن ثمة برنامجا غذائيا معقدا عليه أن يلتزم به. كما أنه خلافاً لما يعتقد الكثيرون، فإن الإصابة بمرض السكري لا تعني تجنب تناول السكريات والنشويات، بل ان الأطباء يقولون بأن عليه أن يجعل عصب وعماد وجباته الغذائية هو السكريات والنشويات. وتحديداً أن تكون كمية طاقة الغذاء اليومي مصدرها بنسبة 55% من تلك السكريات والنشويات.


القصة ليست أمراً معقداً، وما يطلبه الأطباء ليس شيئاً مستحيلاً، بل هو ممكن وأكثر من ذلك هو الشيء الطبيعي الذي على كافة الناس إتباعه في شأن تغذيتهم للحفاظ على وزن طبيعي للجسم وللوقاية من أي اضطرابات في الدهون والسكريات وأيضاً لتزويد الجسم بما يلزم من المعادن والأملاح والفيتامينات.

خلل في الفهم من أين نشأ الخلل في الفهم؟، حقيقة لا يعلم لا الأطباء ولا أخصائيو التغذية سبب ذلك.

مشكلة مرض السكري أمران مهمان:
- الأول أن ثمة عدم قدرة على توفير الأنسولين الذي تحتاجه خلايا الجسم للتعامل مع السكريات، سواء كان عدم التوفر ذلك بشكل كامل أو بشكل جزئي. وهذا ما يُؤدي إلى اضطرابات في تعامل الجسم مع السكر وارتفاع نسبته في الدم كنتيجة لذلك.

- والثاني أن ثمة اضطرابات مصاحبة وتداعيات لمرض السكري تطال أعضاء وأنظمة كيمائية حيوية في الجسم. يُؤدي حصولها على المدى المتوسط والبعيد الى مخاطر صحية تُصيب الأوعية الدموية المتوسطة الحجم والكبيرة في القلب والدماغ والأطراف، والأوعية الدموية الصغيرة في شبكية العينين والأعصاب والكلى، وتُصيب الأعصاب نفسها وتصيب قدرات ضبط الدهون الثلاثية والكولسترول وغير ذلك.

أن التعامل الطبي مع مشكلة السكري تتم من جوانب عدة. والهدف منها هو ثلاثة أمور:
الأول : إعادة ضبط سلوكيات نمط الحياة اليومية نحو الوضع الطبيعي السليم والصحي.

والثاني : تزويد الجسم بما يلزم من أنسولين أو تزويد الجسم بما يلزم لتحفيز عمل ما هو متوفر من أنسولين في الجسم.

والثالث : منع حصول التداعيات على الأعضاء المستهدفة بالضرر جراء الإصابة بالسكري.

في جانب إعادة ضبط سلوكيات الحياة اليومية يجري الحديث حول التغذية التي يتناولها المرء يومياً، وعن النشاط البدني الواجب القيام به لتنشيط أعضاء الجسم المختلفة وضبط التفاعلات الكيمائية الحيوية فيه.

والنظام الصحي في تناول الطعام لكل الناس يشمل خمسة عناصر :
_ الحد من تناول السكريات الحلوة الطعم، أي السكريات البسيطة السهلة الهضم والسريعة الامتصاص. وأيضاً إعاقة امتصاص الأمعاء السريع لها إن أمكن.

_ أكل وجبات متعددة في اليوم، أي ست وجبات بدل ثلاث وجبات. لكن بكميات قليلة.

_ ضبط كمية طاقة كامل الوجبات الغذائية اليومية ضمن الكمية اللازمة للحفاظ على وزن طبيعي للجسم ولإمداد الجسم بكمية الطاقة اللازمة لأداء الأعمال اليومية وأنشطتها.

_ الحرص على الإكثار من تناول الحبوب الكاملة غير المقشرة والفواكه والخضار الطازجة، مع الحرص على جعلها الأساس دون المصادر الغذائية الأخرى وضمن كمية كامل الطاقة اليومية من السعرات الحرارية (الكالورى) لها.

_ تقليل تناول الدهون بشكل عام، والحرص على جعل الدهون النباتية غير المشبعة هي عماد الدهون اليومية.

هذه الجوانب هي أساس طريقة ومحتوى الوجبات الصحية في التغذية لمرضى السكري ولعامة الناس الطامحين للصحة والوقاية من السمنة أو الأمراض المزمنة.

وتقسيم كمية كامل طاقة وجبات الطعام اليومي يكون بتشكيل مكونات الوجبات لتحتوي بنسبة 55% منها على النشويات والسكريات، وعلى البروتينات بنسبة 20%. وعلى الدهون بنسبة 25%. وتختلف كمية الطاقة اليومية من الغذاء حسب عمر وجنس ووزن الشخص. وهذا ما يحدده الطبيب ليضع أخصائيو التغذية خيارات عدة من الأطعمة أمام المرء كي يُحقق ما يطلبه الطبيب.