أسماء بنت عميس .. تزوجت من "خليفتين" و"طيار"

أسماء بنت عميس بن معد بن الحارث بن تيم بن كعب، وأمها هند، تزوجها جعفر بن أبي طالب فولدت له في الحبشة عبد الله وعونا ومحمدا، فلما استشهد بمؤتة تزوجها أبو بكر الصديق رضي الله عنهما فولدت له محمدا، ثم توفي عنها فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى وعونا وفي رواية: ومحمدا، فهي تدعى أم المحمدين. وكانت تخدم فاطمة الزهراء رضى الله عنها إلى أن توفيت.
 
أسلمت رضى الله عنها قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بمكة وبايعت وهاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب.
 
وقد تزوجت أسماء بجعفر بن أبي طالب وذلك قبل هجرة الحبشه بأيام ودام زواجهما حتى رجعت مع جعفر وأبنائهماعبد الله ومحمد وعون للمدينة سنة 7 هـ، وبعدها بعام استشهد زوجها جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة بعد أن تقطعت يداه وهو يحتضن راية الإسلام، وقال النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله قد أبدل جعفراً عن يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء.
 
ثم انكفأت أسماء على نفسها وعلى أبنائها ترعاهم وتربيهم تحت سمع وبصر ويد النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى كان يوم حنين فقد توفيت “أم رومان الكنانية” زوجة أبي بكر الصديق، فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر من أسماء بعد أن أبدى رغبته في الاقتران بها، ورزقت منه بولدها محمد بن أبي بكر، وعندما مرض الصديق مرض الوفاة أوصى بأن تقوم أسماء بغسله.
 
وتزوجها بعد الصديق من علي بن أبي طالب وأنجبت منه عون ويحيى وظلت معه حتى وفاته.
 
وكانت أسماء من المقربين للسيدة عائشة وقالت عن يوم زواج السيدة عائشة بالنبي الكريم: "كنت صاحبة عائشة التي هيأتها فأدخلتها على النبي في نسوة فما وجدنا عنده قرى إلا قدح من لبن فتناوله فشرب منه ثم ناوله عائشة فاستحيت منه فقلت: لا تردي يد رسول الله ؛ فأخذته فشربته ثم قال: ناولي صواحبك، فقلت: لا نشتهيه فقال : لا تجمعن كذبًا وجوعًا. فقلت: إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه لا أشتهي أيعد ذلك كذبًا؟! فقال : "إنَّ الكذب يكتب كذبًا حتى الكذيبة تكتب كذيبة"
 
وقد حجت رضى الله عنها مع الرسول صلي الله عليه وسلم فى حجة الوداع.
 
وقد تفاخر يوما ابناها محمد بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، فقال كل منهما: أبي خير من أبيك، فقال علي علي بن أبي طالب ، وكان حينئذ زوجها : يا أسماء اقضي بينهما، فقالت: ما رأيت شابًا كان خيرًا من جعفر، ولا كهلاً خيرًا من أبي بكر، فقال : ما تركت لنا شيئًا، ولو قلت غير هذا لمقتك. فقالت: والله إنَّ ثلاثة أنت أخسهم لخيار.
 
وتوفيت رضى الله عنها سنة ثمان وثلاثين للهجرة.