في تصنيف «فوربس» .. المستشارة الألمانية ميركل أقوى نساء العالم

تحتفظ باللقب للعام الثاني على التوالي أنجيلا ميركل.. أول سيدة وأول مواطنة من ألمانيا الشرقية تتولى منصب «المستشار» بعد الوحدة الألمانية (أ.ب)
 
وصف المرأة بالقوة يشبه تعبير «الرجل الجميل» في غرابته على الذهنية العربية، فالرجل الشرقي أحتفظ بصفة القوة لجنسه، معارضا الواقع الذي يبشر بمستقبل سيشهد منافسة حادة بينه وبين المرأة حول القوة التي ليس بالضرورة ان تكون قوة العضلات، فالنساء يملكن مصادر أخرى متعددة. وربما يأتي يوماً وتحكم فيه النساء العالم ـ فتصبح قوة المرأة رسمية ـ بحسب نبوءة الاديب اليوناني الشهير «سوفكليس» في واحدة من مسرحياتها المجهولة، التي أقتبسها المفكر المصري توفيق الحكيم في مسرحية «براكسا» أو ازمة الحكم.


وهي نبوءة تقترب من الحقيقة في حال وصول هيلاري كلينتون إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأميركية العام المقبل، بحكم أن اميركا هي سيدة العالم.

والحديث عن قوة المرأة، وجد صداه عند مجلة «فوربس» الأميركية، التي ابتكرت منذ أربعة اعوام تصنيفا جديدا لأقوى مائة امرأة في العالم، في إطار إدراكها لتصاعد نفوذ وقوة المرأة بشكل مكثف في السنوات الأخيرة، وجاء تصنيف هذا العام متوقعا فيما يتعلق بأقوى نساء العالم لعام 2007، حيث تربعت على القمة بجدارة للسنة الثانية على التوالي المستشارة الالمانية انجيلا ميركل.

فيما احتلت المرتبة الثانية، نائبة رئيس الوزراء الصينية وو يي، لتزيح بذلك وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عن هذا الموقع، الذي تراجعت إليه في العام الماضي بعد أن ازاحتها المستشارة الألمانية عن عرش القوة الذي كانت رايس تسيطر عليه منذ أول تصنيف للمجلة في عام 2004.

وحلت هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، في المرتبة 25، وتلتها رئيسة مجلس النواب الاميركية نانسي بيلوسي. كما احتلت وزيرة المال الفرنسية كريستين لاغارد المرتبة الثانية عشرة.

وقد نشرت المجلة في عددها الأخير الذي صدر قبل يومين، قائمة بأسماء أقوى مائة امرأة في العالم. وقد جاء من النساء العشر الاوائل، خمس أميركيات وثلاث آسيويات.

وبالإضافة الى الصينية وو يي، حلت آسيويتان أخريان هما هو شينغ، رئيسة مجلس ادارة مجموعة تيماسك السنغافورية العامة للاستثمارات، ورئيسة حزب المؤتمر في الهند سونيا غاندي، في المرتبتين الثالثة والسادسة. وحلت رايس في المرتبة الرابعة. و29% من النساء اللواتي وردت اسماؤهن في اللائحة هن اعضاء في حكومات، و66% هن نساء اعمال.

وظهرت اسماء ست عشرة امرأة للمرة الاولى منهن رئيسة مجلس ادارة مجموعة شانيل مورين شيكيه (المرتبة 80)، والمديرة العامة للمنظمة العالمية للصحة مارغريت شان (المرتبة 37) ورئيسة جامعة هارفرد درو فوست (المرتبة 47).

ومن الشرق الاوسط جاءت الشيخة موزة المسند «السيدة الاولى» في قطر في المرتبة 79، والشخية لبنى القاسمي وزيرة الاقتصاد في الامارات العربية المتحدة في المرتبة 99.

وفي قطاع وسائل الاعلام، احتلت اوبرا وينفري التي تتولى ادارة مجموعتها الخاصة من تلفزيون ومجلات وإذاعة، في المرتبة 21، فيما حلت زوجة بيل غايتس مليندا التي تعنى بالأعمال الخيرية في المرتبة الـ 24. وقد نشرت «فوربس» في عددها الخاص، الذي ضم هذه القائمة، صورة الفرنسية آن لوفرجون رئيسة مجلس ادارة مجموعة اريفا النووية على الغلاف.

وميركل سيدة العالم لهذا العام، امرأة تعشق الرقم 1، لهذا تجتهد دائماً في الصعود إلى القمة، وقد وصلت إلى منصبها في نوفمبر عام 2005، لتكون أول سيدة وأول مواطنة من ألمانيا الشرقية (بعد الوحدة الألمانية) تتولى هذا المنصب، وهي ابنة روحية للمستشار الألماني الأشهر هلموت كول، الذي عينها كوزيرة لشؤون المرأة والشباب في حكومته (90 ـ 1994).

وبعد هزيمة كول في انتخابات عام 1998 أمام الحزب الديمقراطي الاجتماعي بزعامة غيرهارد شرودر. استقال كول، وصعدت ميركل لتصبح أمينة عامة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.

وقد انتخبت في سابقة تاريخية في 10 أبريل (نيسان) 2000 كرئيسة للحزب، كأول امرأة وأول بروتستانتينية تتولى مثل هذا المنصب في حزب له جذور مسيحية كاثوليكية متشددة. والمستشارة الألمانية تحظى بتأييد شعبي كبير منذ وصولها للحكم، وهو ما تؤكده استطلاعات الرأي، التي كان اطرفها استطلاعا ضم أعضاء الحزب الديمقراطي المنافس لحزبها، حيث تمنى الأعضاء أن تقود ميركل حزبهم، وهو ما يؤكد نجاحها.. وقوتها!!