درة بطلة فيلم يوسف شاهين الجديد " لن أتقرب لجمهوري بتعرية جسدي"

يبدو أن الحظ الجيد سيكون حليف الوجه الجديد "درة" التي سيراها الجمهور للمرة الأولى في دور البطولة بفيلم يوسف شاهين الجديد "هي فوضى" لكن هذا الحظ لن يجعلها تتنازل أو تتقرب إلى جمهورها بجسدها كما تقول.


وقالت درة نها تحاول تقديم فن حقيقي، وأكدت أنها تنتمي لمدرسة ترفض التقرب إلى الجمهور بتعرية الجسد".

وحول كيفية قدومها إلى القاهرة والتعامل مع شاهين، قالت درة "كنت أحلم بالتواجد في مصر منذ زمن بعيد وعندما حضرت إليها فكرت في زيارة الأستاذ يوسف شاهين، ولم أكن أعرف أنه يحضر لفيلمه الجديد "هي فوضى" وجلست معه بعض الوقت، وفوجئت به يستدعيني للقائه مرة أخرى، وأبلغني باختياره لي لدور سيلفيا، وقال إننى أقرب إنسانه للشخصية التي يريدها، وهو شيء جعلني أطير من الفرحة، وفتح لي بابا كبيرا لكتابة اسمي بحروف يقرأها الناس في لوحة السينما المصرية".

وقالت درة "إن مراحل العمل مع شاهين مختلفة وطويلة، بدأت ببروفات وجلسات مطولة مع الأستاذ ومع خالد يوسف" وأضافت "كنت قلقة من الدور، لكنني حاولت الاجتهاد في تقديمه، وأتمنى أن أكون قد وفقت في أداء الدور".

ورفضت البوح بأية معلومات عن دورها، وقالت "أنت تعرف الأستاذ، لن أتحدث عن الدور؛ لأنه يطلب منا ألا نكشفه؛ لرغبته في أن يعرفه الجمهور في السينما لا على صفحات الجرائد".

ومعروف أن أفلام شاهين تلقى نجاحا جماهيريا ونقديا كبيرا، فضلا عن عدد الجوائز التي يتوقع النقاد حصول الفيلم عليها، وكلها أشياء تفخر بها درة التي جاءت من تونس لتحترف التمثيل في القاهرة.

المهم التمثيل لا الاغراء
وعن الأقاويل التي ترددت بأدائها لدور إغراء في الفيلم، قالت درة "من قال هذا؟ هذا الكلام لم يحدث، وأنا لن أقدم أدوار الإغراء؛ لأنني قررت أن أصل إلى الجمهور بموهبتي، وليس عن طريق العري، فالمهم التمثيل والموهبة، والإغراء لم يقل أحد أبدا إنه فقط جسد عاري، الإغراء شيء ربما تصنعه نظرة أو ابتسامة، المهم ألا يصبح مبتذلا، هذا ما أرفضه".

أما كواليس العمل مع شاهين، التي وصفتها بالمنهكة والمتعبة فقالت درة عنها "الأستاذ لا يبحث إلا عن الإجادة، ولا يرضى بالدلع فكان ينهكنا كثيرا جدا، هو وخالد يوسف، ويطالبنا بالإعادة مرات كثيرة جدا جدا حتى نصل لمرحلة ترضيه، ولكنه في الوقت ذاته يداعبنا طوال الوقت ويضحك معنا، وعلى الرغم من جديته في التصوير، إلا أنه كان أكثرنا لطفا في التعامل، ويحاول أن يلغي الرهبة والحواجز التي يبثها فينا تاريخه الطويل".

وتنفي درة تخصصها في التعامل مع مخرجين كبار مثل شاهين أو خالد يوسف أو يسري نصر الله، الذي تقدم دورا في فيلمه الجديد "جنينة الأسماك"، وعن ذلك تقول "مصادفة بحتة، فالأستاذ يسري سمع عني وطلبني لأداء دور (مروة) خطيبة عمرو وأكد في (جنينة الأسماك) ووافقت وهو دور لن أتحدث عنه بالطبع لأنه دور صغير لكنه محوري جدا، ويكشف أشياء في السيناريو، وللعلم كنت مستمتعة جدا بالعمل مع شاهين ثم مع يسري، فأنا أحب الاثنين وأعشق أفلامهما، وأحب جدا باب الشمس ليسرى؛ لأنه يطرح رؤية مختلفة عن المألوف وبالتأكيد معظم أفلام شاهين".

وتعتبر درة نفسها مدمنة ثقافة، وأن ذلك يظهر خلال أدوارها، وقالت عن ذلك "هل الثقافة عيب؟ نعم أنا مثقفة وهذا لا يعيبني فأنا حاصلة على ماجستير في العلوم السياسية من بيروت وأحب القراءة، لا بد أن يعي الإنسان ما يحدث حوله من أشياء وأمور، وأن يكون له وجهة نظر".

ونفت درة تهمة انفصالها عن السوق، وقالت "هذا لا يعني بالطبع أنني منفصلة عن السوق، فأنا مثلت في فيلم الوريث مع الأستاذ وحيد حامد والمخرج محمد علي، وأيضا أمثل حاليا في فيلم (كلاشينكوف) مع رامي إمام وفيلم (هي كدة) مع حمادة هلال وإخراج أكرم فريد، وهؤلاء بعيدون تماما عن مدرسة شاهين، وهذا لا يعني أنهم ليسوا مثقفين، لكنهم متعاملون مع سينما السوق ومتواجدون بها، لذا فأنا لا أخاف، أنا ممثلة أحب كل أنواع الأفلام".

وعن رأيها فيما يعتبره البعض هجوما تونسيا على السينما المصرية في الفترة الأخيرة، بدأته هند صبري وإيناس النجار وساندي وسمية جويني وأخيرا درة، قالت "لكل منا ظروفه وكل ممثلة منا لها تجربتها المختلفة واختياراتها، وهو ليس هجوما تونسيا، إنه تمثيل وفن وهو لا يعترف أو يتحدث عن جنسيات، الفن يعترف بالموهبة فقط، ومصر طوال عمرها تفتح ذراعيها للمواهب العربية من جميع الأقطار، ولم يقل أحد صباح اللبنانية أو فريد الأطرش درزي أو من أية جنسية، وعندنا في تونس مطربنا الأول هو عبد الحليم حافظ، الذي نعتبره تونسيا أكثر من التونسيين، فقط يقال دوما: الفنان العربي فلان، وهو الأهم فكلنا أمة واحدة ولنا ثقافتنا المشتركة".