أهالي برشلونة يحتجون ضد سياحة الخمور والجنس

بعد تجول ثلاثة إيطاليين عراة في سوقها.. شهدت برشلونة احتجاجات غاضبة، مطالبة السلطات البلدية بوضع حد لما سماها المتظاهرون "سياحة الخمرة"، التي ابتليت بها المدينة، كما ابتليت مدن أخرى بسياحة الجنس.
 
طفح الكيل بسكان برشلونة، عندما نزل ثلاثة سياح ايطاليين للتجول في المدينة، والتسوق من متاجرها وهم عراة، فيما وقف أهل المدينة يحملقون غير مصدقين، وحين انتشرت صور العراة الثلاثة على مواقع التواصل الاجتماعي، أعلن كثيرون أنهم لم يعودوا يطيقون السكوت على مثل هذه الممارسات التي تجرح الحياء.
 
وقال المصور فيسنس فورنر لصحيفة ايل بايس: "ان السياح يفعلون في برشلونة ما يحلو لهم"، وكان فورنر هو الذي التقط صور السياح الايطاليين اثناء تجوالهم عراة لمدة ثلاث ساعات، حتى دخلوا أحد المتاجر للتسوق من دون أن تمنعهم الشرطة.
 
سجال محتدم:
وكان السياح العراة القشة التي قصمت ظهر البعير، بعد شكاوى عدة بسبب أعمال أخرى مخلة بقواعد السلوك المقبول اجتماعيًا، وأطلقت هذه الشكاوى سجالًا محتدمًا حول أعداد السياح، الذين يتوافدون على المدينة ونوعيتهم.
 
وشهدت السنوات الأخيرة زيادة حادة في عدد السياح الذين يزورون برشلونة، من 1,7 مليون سائح في العام 1990 إلى أكثر من 7,4 مليون في العام 2012، ومع تزايد عدد السياح الذي يفوق في غالب الأحيان عدد سكان برشلونة، البالغ 1,6 مليون نسمة، تزايدت المنغصات التي تعتري حياتهم اليومية، بسبب الضوضاء وعري المخمورين وعربدتهم في الشوارع والأماكن العامة، ورميهم النفايات فيها.
 
وضع لا يُحتمل:
وقال البرشلواني اندريس انتيبي: "تخيل نفسك في بيت صغير مع ثلاثة أطفال، من دون عمل ولا مال لقضاء الإجازة، وعليك أن تتحمل ضوضاء السياح وحفلاتهم الصاخبة في البيت المجاور لبيتك، إنه وضع لا يُحتمل".
 
وقال برشلونيون يسكنون في حي لا برشلونيتا، الذي يسكنه انتيبي، إن السلطات البلدية كانت بطيئة في تحركها لمعالجة الوضع، وأعلن اوريول كاسابيا، رئيس جمعية الحي: "مل السكان من سياحة المخمورين الرخيصة، فهي تقتل حيِّنا وتطرد منه السياح المحترمين".
 
ونزل متظاهرون في احد الاحتجاجات الأخيرة إلى الشوارع، مسلحين بخريطة تحدد مواقع الشقق والبيوت السياحية المعروضة للايجار، ثم توجه المحتجون إلى اصحابها لمطالبتهم بغلقها من اجل راحة السكان.
 
لا تسامح بعد الآن:
وقال مسؤولون بلديون إن هناك 72 شقة وبيتًا مرخصًا بإيجارها للسياح في الحي، لكن عملية بحث سريعة على الانترنت اسفرت عن وجود أكثر من 600 بيت وشقة متوافرة لإيجار السياح، بحسب صحيفة غارديان.
 
واستجابة لاحتجاجات السكان، تعهدت ميرسي اومس، عضو مجلس بلدية لا برشلونيتا، بأن لا تسامح بعد الآن مع أي السلوك الشائن، واكدت في تصريح للصحفيين أن السلطات البلدية ستدعم السكان لمعالجة الوضع، واشارت اومس إلى زيادة اعداد رجال الشرطة في الحي خلال الأيام الماضية، وعمل السلطات لانهاء مصادر ازعاج السكان من البيوت السياحية.