التدخين .. ما اضراره على الأنف والأذن والحنجرة؟

القطران والنيكوتين أهم المواد الضارة في التبغ:
لم يكن التدخين معروفا في العالم القديم، وإنما عرف بعد اكتشاف أميركا، ثم نقل المستوطنون هذه العادة السيئة إلى أوروبا، حيث انتشرت في العالم بشكل واسع.
 
تركيب دخان السجائر:
دخان السجائر يتركب من نحو 4 آلاف نوع من الغازات والمواد العالقة، وأن أهم هذه الغازات هو أول أكسيد الكربون وهيدروجين السيانيد والنشادر والاكرولين وأكسيد النيتروجين والمركبات المسرطنة التي تدعى "أمينات النتروز".
 
أما عن المواد العالقة، فهي النيكوتين (وهو الذي يسبب التعود والإدمان على التدخين) والبنزين والقطران والمركبات المسرطنة مثل البنزوبيرين والبولونيوم.
 
والأبحاث الطبية أجمعت على أن 3 من تلك المواد المذكورة تمثل خطرا داهما، بوجه خاص، وهي:
- القطران:
وهو خليط من المواد الهيدروكربونية التي تتحول إلى مادة لاصقة داخل الرئتين وتحتوي على العديد من المركبات المسببة للسرطان.
 
- النيكوتين:
وهو مادة كيميائية مسببة للإدمان، وعندما تمتص هذه المادة داخل الرئتين فإنها تؤثر على الجهازين الدوري والعصبي، وعادة ما يدخن الشخص المدخن السجائر بهدف الاحتفاظ بمستوى معين من النيكوتين في دمه.
 
- أول أكسيد الكربون:
يقوم بسرقة الأكسجين من الجسم عن طريق الإقلال من مقدار الأكسجين الذي يمكن لكريات الدم الحمراء حمله إلى جميع أرجاء الجسم.
 
حجم المشكلة:
التدخين يعد أكبر وباء اجتاح العالم على مر الزمان، ويقضي على ملايين الأشخاص سنويا منذ بدء انتشاره وحتى الآن، ومن الحقائق المخيفة عن التدخين ما صدر عن المنظمات والجمعيات العالمية، ومنها التالي:
- تقرير منظمة الصحة العالمية، الذي يوضح أن عدد الذين يلاقون حتفهم أو يعيشون حياة تعيسة بسبب التدخين يفوق الذين يموتون بسبب الطاعون والكوليرا والجدري والسل والجذام والتيفوئيد كل عام.
 
- تقرير الكلية الملكية للأطباء، الذي يبين أن من بين كل 10 مدخنين، فإن 3 أو 4 منهم سيلاقون حتفهم نتيجة التدخين، كما أن شركات التبغ تنتج سيجارتين يوميا لكل إنسان على ظهر الأرض، ولو أخذت هذه الكمية من النيكوتين دفعة واحدة لاستطاعت السجائر أن تبيد الجنس البشري بأكمله في ساعات.
 
- تقرير المجلة الطبية لخريجي كلية الطب الأميركية Medicine Journal Post Graduate يفيد بأن السجائر التي تباع في البلدان النامية تحتوي على ضعف كمية القار والنيكوتين الموجودة في مثيلاتها في أوروبا التي تصدرها الشركة نفسها وبالاسم نفسه، والسبب في ذلك هو أن الرقابة مخففة أو معدومة في البلاد النامية، بينما هي مشددة في البلاد المتقدمة.
 
مضاعفات التدخين:
- تأثيرات التدخين على الأنف والجيوب الأنفية:
تغطي الأغشية المخاطية الأنف والجيوب الأنفية، وهي تحتوي على أهداب تقوم عادة بحمل الإفرازات من الأنف والجيوب الأنفية إلى الحلق، وحيث إن التدخين يدمر تلك الأهداب، فإنه ينتج عن ذلك جفاف هذه الأغشية المخاطية وتجمع الإفرازات بالأنف والجيوب الأنفية، مما ينتج عنه التهابات وإفرازات صديدية، التي تؤدي بدورها إلى السعال المزمن، كما تؤدي كذلك إلى ظهور رائحة كريهة في الأنف.
 
- تأثيرات التدخين على الأذن:
تتصل الأذن الوسطى بالأنف عن طريق قناة استاكيوس التي بدورها تحافظ على الضغط متعادلا بالأذن الوسطى، ويسبب التدخين خللا في جهاز الأهداب المخاطية التي تتحرك لتحمل المخاط الذي قد يتجمع داخل تجويف الأذن الوسطى مما ينتج عنه الأذن الصمغية، أي الأذن الممتلئة بالسائل الصمغي الذي ينتج عنه ضعف السمع وبالذات عند الأطفال.
 
- تأثيرات التدخين على الحنجرة:
تساهم المئات من المواد الكيميائية المؤذية الموجودة في دخان التبغ في الإصابة بمعظم حالات سرطان الحلق والحنجرة.
 
- تأثيرات التدخين على الجهاز التنفسي:
إن المواد السامة الموجودة في دخان السجائر تعود بالضرر المباشر على البطانات الحافظة للجهاز التنفسي العلوي والسفلي، وهذا يسهل على الجراثيم غزو هذا الجهاز وإصابته بالعدوى، يتعرض المدخنون المزمنون (لفترة طويلة) إلى احتمال تدمير رئاتهم، وهي حالة تعرف بـ "داء الرئة الانسدادي المزمن COPD".
 
ووجد أن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة والالتهاب الشعبي المزمن وانتفاخ الحويصلات الهوائية (الإمفزيما).
 
علاج التدخين:
ينقسم الدخان الناتج عن احتراق التبغ خلال عملية التدخين إلى قسمين:
- دخان يستنشقه المدخن نفسه، وهو يُكَوّن 15% من كمية الدخان، ويحتوي على مواد احترقت احتراقا سريعا على درجة حرارة مرتفعة (في وجود لهب) لذا يكون تركيزها قليلا نسبيا.
 
- دخان يستنشقه كل من يشارك المدخن المكان نفسه، وهو يمثل 85% من كمية الدخان، ويحتوي على مواد احترقت ببطء على درجة حرارة منخفضة (دون وجود لهب) لذا يكون تركيزها عاليا وضررها أشد، وهذا الدخان هو المصدر الرئيس للتدخين السلبي، إذ يستنشقه الآخرون المجاورون - رغما عنهم - وقد ثبت أنه مُمرض ومسرطن خاصة لمن يتعرضون له لفترات طويلة وبكثافة عالية مثل أطفال المدخن وزوجته ورفقاء عمله، ويمكن إثبات هذا التعرض بقياس مادة النيكوتين في لعاب مخالطي المدخن.
 
ونظرا لأن الدراسات العلمية والطبية قد أثبتت أن تدخين التبغ هو السبب الرئيس للعديد من الأمراض الخطيرة والمؤدية للوفاة المبكرة بما يحتويه التبغ من آلاف المواد الكيميائية المسرطنة والكاوية والغازات السامة الضارة المدمرة للخلايا، فقد جرى افتتاح عيادات متخصصة لتقديم برامج مختلفة تساهم في الإقلاع عن التدخين بما تقدم من علاجات وبرامج فعالة ومطورة، وجميعها قد ثبتت علميا فعاليتها في تسهيل عملية التوقف عن التدخين دون أعراض أو معاناة.