تطور تاريخي في طب القلب .. لقاح لخفض ضغط الدم يغني عن الأدوية

أعلن الأطباء السويسريون، عن توصلهم إلى لقاح جديد من شأنه تخليص مرضى ارتفاع ضغط الدم من تناول الأدوية المعالجة له. وبهذا اللقاح الجديد يتوجه أطباء القلب نحو جهاز مناعة الجسم لحثه على المشاركة في الحد من الارتفاع المرضى لضغط الدم، بدلاً من الاعتماد فقط على الأدوية اليومية والسلوكيات الصحية في نمط الحياة.


الفارق الجوهري الذي يُميز اللقاح الجديد هو عمله على إنتاج أجسام مضادة تعمل لوقت طويل على تحقيق ما تقوم به الأدوية المتناولة يومياً. وقال الباحثون إنه في حال نجاح التجارب اللاحقة، يكون كل ما هو مطلوب من المريض تلقي جرعات اللقاح ثلاث مرات في السنة، بدلاً من تناول الأدوية المتنوعة عدة مرات بشكل يومي.

والأمر وإن كان لا يزال في طور الدراسة والتجارب، وقد يستغرق عدة سنوات لوصوله إلى المرضى، إلا أن التوجه الطبي إلى اللقاح كوسيلة لعلاج ارتفاع ضغط الدم نقلة نوعية مهمة في معالجة ارتفاع ضغط الدم، بل ومحطة تاريخية في تطور طب القلب.

وضمن فعاليات المؤتمر السنوي لرابطة القلب الأميركية المنعقد هذه الأيام في أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية، عرض الباحثون من المستشفى الجامعي، لمقاطعة فو بلوزان في سويسرا، نتائجهم الأولية المشجعة جداً لدراسة تطبيق فكرتهم استخدام لقاح يضمن حال أخذ جرعاته وقف نشاط نوعية عالية الأهمية من المواد الكيميائية التي تعمل على رفع ضغط الدم.

واعتمد الباحثون في فكرة اللقاح الجديد على ما هو معلوم من وجود مواد كيميائية في الجسم تُسمى أنجيوتينسن ـ2 angiotensin II، من مهماتها في الجسم حث الأوعية الدموية على الانقباض، وهو ما بالتالي يرفع من مقدار ضغط الدم فيها. والواقع أن العمل على تعطيل تأثيرات مواد أنجيوتينسين ـ2 هو ما تستهدف تحقيقه مجموعات من أدوية خفض ارتفاع ضغط الدم التي يتناولها غالبية المرضى، والتي منها فئات قديمة تعمل على وقف نشاط الأنزيم المساعد على إنتاج مواد أنجيوتينسين ـ2 (ACE) inhibitors ، مثل رينيتك وكابوتين وستاريل.

وفئات أخرى أحدث تُسمى «أربس» ARBs، وتعمل على تعطيل تلك المستقبلات لتأثيراتها على الخلايا، مثل دايوفان وأتكان وكوزار. وما قام به الباحثون في تطويرهم، النوعية الجديدة من لقاح خفض ضغط الدم، هو العمل على علاج ارتفاع ضغط الدم من خلال تنشيط جهاز مناعة الجسم.