الأزياء الباكستانية .. لماذا تغزو الأسواق الهندية؟

تستمد شهرتها من تصاميمها المريحة وأقمشتها الخاصة
تستمد شهرتها من تصاميمها المريحة وأقمشتها الخاصة

رغم كونهما خصمين رئيسين في شبه الجزيرة الهندية منذ عام 1947، فإن الهند وباكستان تشتركان في ثقافتين متشابهتين، ألا وهما شغف بالكريكت، وحب الأفلام التي تنتجها سينما بوليوود، وأخيرا ولد عنصر آخر تشتركان فيه معا؛ وهو الأزياء، الأمر الذي اتضح بشكل كبير في العام الحالي مع مشاركة مصممين باكستانيين في أسبوع لاكمي الهندي للأزياء.
 
من الأسماء الباكستانية المشاركة نذكر: فايزة سميع، ورضوان بايغ، وزارا شاهجهان، وسانيا ماسكاتيا، الذين أضافوا ذوقا جديدا على أسبوع استمر لمدة 4 أيام.
 
منذ عام 2012، بعد نجاح معرض "أسلوب حياة باكستان"، وهو أول معرض من نوعه يقام في نيودلهي في ذلك العام، والهند تهتم بالأزياء الباكستانية، وإن كان البعض يعيد ذلك أيضا إلى ساهيبجيت سينغ بيندرا المقيم في دلهي، الذي لعب دورا كبيرا في تقديم المصممين الباكستانيين إلى الهند، فأجداد بيندرا نشأوا في لاهور وروالبيندي، عندما كانت المدينتان جزءا من الهند قبل الانقسام؛ مما جعله يقوم برحلات متكررة إلى باكستان لكي يحافظ على صلته بأرض أجداده، وفي الوقت ذاته شراء ملابس لمتجر أزياء في دلهي يبيع الأزياء الباكستانية الراقية.
 
لم يكن ساهيبجيت، الذي تخرج في معهد لتصميم الأزياء بميلانو الإيطالية، يرغب في أن يحرم الهنود من فرصة استكشاف المزيج الانتقائي الذي تقدمه باكستان من خلال بدلات سالوار قميص والبدلات القطنية التي يقبل عليها الكثير من نجوم بوليوود وشخصيات بارزة في المجتمع، بالإضافة إلى هذا، اكتشف أن أصول الكثير من صيحات الموضة المنتشرة في الهند مصدرها باكستاني، مثل الفساتين، والقرطق الطويل الذي يتم ارتداؤه مع سراويل فضفاضة (بالازو) أو ضيقة بأقمشة مطبوعة أو مزركشة.
 
يقول المصمم الباكستاني رضوان عن هذه الخطوة الجديدة التي يشهدها أسبوع لاكمي الهندي والحضور القوي للباكستانيين فيه، إن: «الأزياء تتمتع بلغة عالمية ولا تعترف بالحدود»، وبالفعل تميزت تشكيلته بألوان صارخة وعناصر جمالية مؤثرة رغم بساطتها.
 
أما في أعمال كل من سانيا وزارا، فتجلت المظاهر الاحتفالية في البريق السخي، والمزج الذكي بين التصميمات التقليدية والحديثة؛ مما جعلها مثيرة للاهتمام.
 
وتجدر الإشارة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الأزياء الباكستانية إقبالا في الهند، فعلى مدار الأعوام، كانت المرأة الهندية تتحمس لها، سواء لناحية تفصيلها أو لناحية الأقمشة المستعملة فيها، ويمكن القول إن "ارتداء السلوار أصبح يجمعها بالمرأة الباكستانية، وهو زي تقليدي في شبه الجزيرة، يتكون من سروال فضفاض يشبه البيجاما وقميص أو تونيك طويل، ولكن تطرأ في بعض الأحيان تعديلات على السالوار، فيأتي ضيقا ومعه قميص أو قرطق فضفاض.
 
هناك أيضا الزي المكون من السلوار المطرز ولهينغا، وهي تنورة هندية تقليدية طويلة، غنية بالألوان، تصنع في باكستان.
 
بيد أن أحد المميزات الفريدة في الملابس الباكستانية هي اللمسات النهائية الدقيقة بالإضافة إلى التطريز والأقمشة الناعمة، وجميعها يكثر عليها الطلب في المعرض التجاري الدولي السنوي الذي يقام في الهند؛ حيث تمتلئ المتاجر الباكستانية بأعداد كبيرة من الهنديات، من جميع الأعمار، يقتنينها بأعداد كبيرة، والسبب بالنسبة لهن أن السالوار الباكستاني مريح للغاية، بينما تشكل الأقمشة المصنوعة من الحرير الناعم مكونا أساسيا فيه، بالإضافة إلى القطن.
 
صرح مدير «لباس لمبكس»، وهو متجر للملابس في لاجبات نجار، أحد أكبر أسواق السالوار في البلاد، بأن "الأزياء الباكستانية تشكل حاليا نحو30 في المائة من نسبة المبيعات، وهي حصة كبيرة في سوق تسودها تصميمات الشوريدار والقرطق، ويعيدون السبب إلى تصميماتها المتنوعة وجودتها، وأيضا انخفاض أسعارها".
 
وتعلق فاتيما بيغ، وهي صاحبة متجر في دلهي متخصص في بيع الملابس الباكستانية، بأن "أحد الأسباب التي أدت إلى انتشار الأزياء الباكستانية في الهند إضافة إلى تصميماتها، أن السالوار يناسب أي حجم ولا يكشف عن الجسم، فضلا عن أنه يواكب الموضة، على العكس من الأزياء الهندية التقليدية".
 
ويلاحظ أن هناك دائما إضافات وتطويرات تأتي من باكستان مثل البنطلونات الواسعة المستوحاة من البيجاما، وتكون في الغالب مصنوعة من الدانتيل، وتشهد هذه البنطلونات إقبالا كبيرا من قبل المشاهير، ونجمات بوليوود، ومواكبي الموضة على حد سواء.
 
تقول هيمداري، التي تعمل مهندسة اتصالات، وكانت ترتدي قرطقا طويلا من القطن يصل إلى الكاحل وبه فتحة حتى الركبة ومزين بتطريز يدوي أزرق اللون ومعه سروال باكستاني فضفاض، إن "الجميل في الفساتين الباكستانية أنها ليست دائما للحفلات، بل تأتي في تصاميم بسيطة وأنيقة تلبي الاحتياجات اليومية، ويمكنها في تلك الصورة البسيطة أن تمنح مظهرا أنيقا للغاية".