وجه رينيه زيلويغير .. يفتح ملف عمليات التجميل بين التأييد والاستنكار

وجه رينيه زيلويغير يفتح ملف النقاش حول تأثيراتها السلبية والإيجابية
وجه رينيه زيلويغير يفتح ملف النقاش حول تأثيراتها السلبية والإيجابية

«أنا سعيدة لأن الناس يرون أنني مختلفة، فأنا أعيش بالفعل حياة مختلفة كلها فرح ورضا عن النفس.
 
ما يشعرني بالسعادة أن هذا يبدو واضحا للناس».
 
بهذه الكلمات ردت النجمة الهوليوودية رينيه زيلويغير على التعليقات الكثيرة التي أثارتها الصحافة العالمية أخيرا حول إطلالتها الجديدة، التي حملت تغييرات جذرية في ملامح وجهها جعلت من الصعب التعرف عليها للوهلة الأولى.
 
ما فعلته النجمة الحائزة على جائزة أوسكار أفضل ممثلة ثانوية عن دورها في فيلم «كولد ماونتن»، وأصبح الكل يحبها ويتعاطف معها بعد دورها في فيلم «بريجيت جونز»، أنها فتحت ملف الجدل حول أهمية عمليات التجميل في هوليوود تحديدا، وإلى أي درجة يمكن التمادي فيها. 
 
بعد أسبوع فقط من هذا الظهور، صرحت النجمة جوليا روبرتس بأنها ترفض الخضوع لإملاءات هوليوود والخضوع لأي عمليات تجميل، رغم أن الأمر محفوف بالخطر ويمكن اعتباره مجازفة لأي نجمة حسب قولها، لأن التقدم في السن ليس مستحبا في عاصمة السينما العالمية.
 
لكن يبدو أن رينيه زيلويغير ليست بشجاعة جوليا روبرتس، ولم تستطع أن تجازف بمستقبلها، رغم أن النتيجة خلفت عدة ردود فعل بين مستنكر ومؤيد، وبين مصدق ومكذب لها، حتى في أوساط جراحي التجميل ممن انقسموا إلى فريقين؛ فريق يؤكد إجراءها عمليات تجميلية، وفريق يرد التغيير إلى إنقاصها وزنها بشكل كبير، مما جعل وجهها من جهة الحنك يبدو نافرا للعين وذقنها يأخذ حجما أطول.
 
ولأن رينيه كانت تتميز بعيون صغيرة تغطيها جفون كثيفة، فإنها برزت أكثر بعد أن خسرت الكثير من وزنها.
 
جراح التجميل البريطاني باري وينتروب، واحد من المستبعِدين لأي عمليات تجميل، أشار إلى أن «السبب يعود إلى أن حاجبيها يبدوان مترهلين، مما قرب المسافة بينهما وبين العينين، كما أنهما (الحاجبان) أخذا شكلا مستقيما بدل المقوس».
 
وأضاف أن ما أبرز هذا التغيير أكثر هو غياب حقن البوتوكس ليس أكثر.
 
ما يؤكد نظرية هؤلاء، أن عمليات شد الوجه أو العينين، تحديدا، تمنح من يخضع لها مظهرا فتيا، تبدو فيه المرأة أصغر سنا، وهو ما لا ينطبق على النجمة التي تبدو أكبر من سنواتها الـ45.
 
وسواء كان الأمر هذا أو ذاك، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يعمد البعض إلى إجراء عمليات تجميل تضيع هويتهم الأصلية وتجعلهم مختلفين جذريا؟
 
يرد جراح التجميل اللبناني باتريك صنيفر: «هناك أشخاص غير مرتاحين في جلدهم كما يقول الفرنسيون، وباستطاعتنا تسميتهم (مرضى عدم الرضا)، وهي مشكلة نفسية ليس بالسهل حلها. عدم حبهم لأنفسهم يجعلهم يبالغون في تجميل أنفسهم، مما يعطي نتائج عكسية أحيانا، تتحول فيها عمليات التجميل إلى (عمليات تشويه)».
 
ويضيف الدكتور صنيفر: «هذا الأمر لا يعود فقط إلى المرأة وحدها، بل أيضا إلى الجراح الذي يوافقها الرأي وينفذ لها طلباتها دون الأخذ بعين الاعتبار حالتها النفسية، والنتائج السلبية التي قد تنتج عن المبالغة في إجراء العمليات».
 
وعن رأيه بالتغييرات التي تظهر على رينيه زيلويغير أجاب: «حسب رأيي، فإن التغيير يعود إلى أنها تخلت تماما عن كل التحسينات التي كانت تقوم بها في السابق لوجهها، إن بواسطة حقن البوتوكس أو بتعبئة الدهون (الفيلر) وما شابهها، أي إنها تركت حالها على طبيعتها فبدت مختلفة تماما.. وهذا ما يبدو على وجهها بوضوح؛ إذ ترهل حاجباها، وأخذت خدودها حجمها الطبيعي، إضافة إلى أن ظهور بعض التجاعيد حول عينيها يؤكد هذا الأمر».
 
وختم قوله: «كل ما في الموضوع أن النجمة خسرت الكثير من وزنها فغابت بعض ملامح وجهها، كأي شخص آخر كان سمينا وأصبح نحيفا، إضافة إلى اتباعها أسلوب البقاء على الطبيعة فيما يخص شفتيها وخدودها وعينيها، ولم تستعن بالبوتوكس أو الفيلرز لإنقاذ الموقف».
 
في خضم كل هذا الجدل، يشير البعض إلى أن هذا التغيير كان حركة ذكية من النجمة، التي يقال إنها قد تقوم بالجزء الثالث من فيلم «بريجيت جونز». فالكل يدلي بدلوه في هذا الموضوع، ويتساءل كيف يمكن تقبلها الآن بعد أن تعود عليها المشاهد بشكلها السابق، خصوصا المرأة التي تعاطفت مع عقدها وعيوبها وسمنتها في أول جزأين من الفيلم.
 
المدافعون يردون بأنها على الأقل يمكن أن تعبر عن مشاعرها لأنها لم تخضع لحقن البوتوكس التي تجعل الوجه متجمدا بلا تعبيرات، بينما يجد البعض الآخر صعوبة في تقبل وجهها الجديد.
 
المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، عبرت عن رأيها بالقول إنها ضد عمليات التجميل التي تشوه صاحبها عموما، وقالت: «لا يمكن أن أتقبل العمليات المبالغ فيها، وهذا يسري أيضا على موجة الاستنساخ التي نلاحظها على وجوه نسائنا أيضا، مثل طريقة وشم الحاجبين السائدة حاليا، التي تغير ملامحهن وتجعلهن نسخة من بعض». 
 
أما جنيفر جيرسون أفالومي، وهي صحافية في الـ «جارديان»، فكتبت بأن «العيب ليس في رينيه بل فينا، لأننا ما زلنا نهتم كثيرا بمظهر النجمات ونتناوله على أنه مادة دسمة لا نشبع منها، في حين نتجاهل مواهبهن الحقيقية».
 
واستدلت بنجمات، مثل ميريل ستريب وجيسيكا لانغ، من اللاتي حافظن على جمالهن الطبيعي وعانقن أعمارهن وعلامات السن التي رسمت أخاديدها على وجوههن، ومع ذلك حافظن على مكانتهن المرموقة، بدليل أنهن لا يزلن يحصدن النجاح تلو الآخر.
 
بين التشويه والتجميل
سواء خضعت رينيه زيلويغير لعمليات تجميل غيرت شكلها أم لا، فإن هناك تجارب كثيرة تشير إلى أن عمليات التجميل لا تكون دائما موفقة.
 
وهناك كثيرات من النجمات اللاتي تسببت لهن هذه العمليات بتشويه في ملامحهن ومسحت هويتهن الأصلية مثل جنيفر غراي بطلة فيلم «ديرتي دانسينغ»، التي كان من الصعب عليها إيجاد عمل لها بعد إجرائها عملية تجميل غير ناجحة لوجهها وأنفها.
 
وقد علقت على الأمر قائلة: «لقد دخلت غرفة عمليات التجميل وأنا ممثلة مشهورة وخرجت منها إنسانة مجهولة». نذكر أيضا مغنية الراب العالمية ليل كيم، التي أنفقت آلاف الدولارات على عمليات تجميل شملت تصحيح أنفها وزراعة خدودها وكانت النتيجة شكلا مشوها. 
 
كذلك الممثلة ميلاني غريفت، التي أجرت عملية لشد عينيها واستخدمت حقن البوتوكس لخديها وشفتيها، فتغير شكلها كليا مما أحبطها وجعلها تعلق على تغريدات منتقديها عبر «تويتر» بأنها صارت تبدو مثل الشريرة.
 
أما عارضة الأزياء الأميركية جانيس ديكنسون، فقد صرحت أكثر من مرة بأنها تعيش من أجل إجراء عمليات التجميل، رغم أن هذه الأخيرة ساهمت في تشويهها، خصوصا فيما يخص شفتيها.
 
لكن من الظلم الحديث فقط على سلبيات عمليات التجميل، لأن إيجابياتها كثيرة على شرط التعامل معها بحذر وبجرعات محسوبة، وهناك كثيرات من النجمات اللاتي يبدون أصغر وأجمل مما كن عليه في شبابهن، مثل المغنية العالمية مادونا، والممثلة هالي باري، وكذلك مغنية البوب بريتني سبيرز التي نجحت في تحسين شكل أنفها، والمغنية آشلي سمبسون.