البنطلونات المطاطية تصيب الجوارب في مقتل

النجمات الشابات شجعن عليها والفتيات يرينها أكثر عملية : سوق الموضة تنعى هذا الموسم مصير الجوارب، التي تصل إلى الفخذ، بعد ان انخفضت مبيعاتها بشكل يثير القلق. فحسب دارسة قامت بها «مينتيل»، وهي شركة متخصصة في دراسة أحوال السوق في بريطانيا، أن مبيعات هذا النوع بالذات انخفضت العام الماضي إلى 272 مليون جنيه استرليني مقارنة بـ319 مليون جنيه استرليني في عام 2002.


أما الضربة القاسية فكانت هذا العام، حيث انخفضت فيه النسبة بمعدل 50%، والسبب يعود إلى تغير اسلوب الحياة ككل ونظرة المرأة إلى دورها في المجتمع، إلى جانب تغير اسلوب حياتها. فبعد أن كانت هذه الجوارب رمزا للأنوثة الطاغية، ووسيلة إغراء استعملتها المرأة عموما، وهوليوود، وليس أدل على هذا من فيلم «الخريج» بطولة داستن هوفمان في عام 1967، التي مثلت فيه آن بانكروفت دور الغاوية «مسز روبنسون»، في مشهد كانت فيه هذه الجوارب وسيلة من وسائل الإغراء القوية في الفيلم.

لكن شتان بين قوتها آنذاك وبينها اليوم، فقد أصبحت تمثل اكسسوارا غير عملي على الإطلاق بالنسبة لصغيرات السن. البديل العملي كان الجوارب السميكة من اقدام، التي تلبس بدل بنطلون ضيق تحت فستان أو تنورة قصيرة، كما تظهر بها شهيرات مؤثرات على الشارع من مثيلات النجمة سيينا ميللر والعارضة كايت موس. وهي تناسب النهار وسهرات المساء على حد سواء، كما تظهر صورهن. ما أشعل فتيل هذه الموضة ايضا، إلى جانب النجمات، تأثير الثمانينات السائد حاليا في مجال الأزياء، فضلا عن إقبال الفتيات على البنطلونات، خاصة الجينز.

المتشائمون يرددون أن هذه الجوارب المثيرة، من حيث تاريخها وما تتضمنه بالنسبة لاي رجل عاش في الخمسينات من القرن الماضي من أنوثة وجاذبية، قد تتوارى بشكل يجعلها خبرا من الماضي، فيما يرى المتفائلون انها لن تختفي تماما، بل ستصبح فقط خاصة بمناسبات معينة، لاسيما مع ظهور شركات متخصصة في الملابس الداخلية، مثل «أجو بروفوكاتور»، التي لا تغيب هذه الجوارب في أي من عروضها.

لكن رغم محاولات هذه الاخيرة استقطاب شريحة الفتيات الصغيرات وضمهن لقائمة زبوناتهن، باستعانتها بالعارضة كايت موس للدعاية لها، ورغم محاولات شركة «بريتي بولي» المتخصصة في الملابس الداخلية ايضا، بالاستعانة بكل من رايتشل ستيفنس وفتيات «شوغر بايبيز» للظهور بها، إلا ان نسبة المبيعات لم تشهد أي تحسن، لسببين بسيطين، الأول انها معقدة بعض الشيء عند ربطها، والثاني ان الربطات قد تظهر على شكل تجعدات عند ارتدائها تحت تنورة ضيقة. ما تجدر الإشارة إليه ان الجوارب التي تغطي نصف الفخذ، كانت جزءا مهما من خزانة أية انيقة في القرن الماضي، وإن كان البعض يعيدها إلى القرن السادس عشر، مع ظهور ماكينة غزل الصوف.

 في ذلك الوقت كانت مصنوعة من الصوف والحرير والقطن، أما اليوم فهي من خامات متعددة تشمل حتى الكشمير، لكن اشهرها تلك المصنوعة من النايلون.

ويقال ان هذا النوع عندما ظهر لأول مرة في نيويورك في مايو 1940، بيعت منه 780.000 قطعة في اليوم الاول من طرحه في السوق. وسرعان ما اصبحت مرادفا للاناقة، ولا يمكن لأية امرأة ان تواجه العالم الخارجي من دونها. ويشار إلى ان تسويقها تعرض لأول مشكلة خلال الحرب العالمية الثانية، حيث اصبحت عملة نادرة في زمن التقشف الحربي.

وفي الستينات ومع ظهور التنورة القصيرة جدا الـ«ميني والمايكرو جيب»، بدأ هذا النوع من الجوارب يتوارى لصالح الجوارب العالية إلى الخصر، وهو الأمر الحاصل حاليا، ففي أغلب أنحاء العالم، بات ينظر لهذه الجوارب على انها «دقة» قديمة ولا تجاري الزمن إلا في حالة واحدة: كجزء من ملابس العروس.