إكسسوارات الموسم .. كلما زاد الحجم زادت الأناقة

إذا لم تكن لديك الإمكانات لشراء قطعة مجوهرات مرصعة بالزفير او الماس أو الزمرد وما شابه من أحجار كريمة، تشعرك بالتميز والأناقة، عليك بقطعة مقلدة على شرط ألا تحاولي إعطاء الانطباع بأنها أصلية.


والمعنى هنا ان تختاريها بحجم كبير لا يترك أي مجال للشك بأنها غير أصلية وأنها لمواكبة الموضة أولا وأخيرا، وتأكدي ان هذا لن ينقص من مقدارك.

فالموسم الحالي والمواسم المقبلة هي زمن المجوهرات المقلدة بلا منازع، وإذا كان الذهب والمجوهرات النفيسة في أوقات الأزمات زينة وخزينة، فإنها في ظل الأوضاع المالية الحالية للزينة فقط، حتى وإن كان هناك بعض التناقض في الأمر إذا أخذنا بعين الاعتبار ان أسعارها قد تكون في بعض الأحيان أغلى من قطعة الماس التي لا تتمتع بالصفاء والجودة العالمية، لكن ما يحسب لها أنها أكثر ابتكارا وإثارة وجاذبية.

علاقة الموضة بالإكسسوارات، وبالذات مجوهرات الزينة، ليست بجديدة وإن أصبحت أكثر وضوحا وقوة في المواسم الأخيرة على يد مصممين كبار لم يستطيعوا مقاومة خوض غمارها ولو بالبلاستيك والخشب والعاج والريش، الفضل الكبير في انتعاشها الدائم، يعود إلى الآنسة كوكو شانيل، التي جعلتها موضة مرغوبة من قِبل كل الشرائح والفئات، وإن لم تكن أول من أطلقها، إذ تقول كتب تاريخ الموضة إن نساء العهد الإليزابيثي الأول كن مهووسات بالمجوهرات غير الأصلية والمقلدة، التي زينت بها ملابسهن ورؤوسهن.

كما تشير الصور إلى انهن كن يعشقن كل ما له صلة بلون الذهب مثل النحاس والقصدير.

وفي كتابها «مجوهرات الزينة لأزياء الهوت كوتير» أضافت المؤلفة فلورنس مولر أن هذه المجوهرات/ الإكسسوارات، لم تأخذ الأبعاد التي نعرفها اليوم سوى في عصر الجاز، وعلى يد الآنسة كوكو شانيل، التي غيرت مسار الموضة باستعمالها مجوهرات كبيرة الحجم عوض مجوهرات أصلية، فضلا عن مزجها بين المقلد والأصلي، لتبدأ موضة لا تزال تلقى إقبالا إلى يومنا هذا.

 لذلك ليس غريبا ان تصبح عروض الأزياء فرصة لتسويق هذا النوع من الإكسسوارات التي باتت تقدمها كبريات بيوت الأزياء بشكل موسمي، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر «لانفان»، «بالنسياجا»، «لوي فيتون»، «شانيل»، «كريستيان لاكروا»، و«هيرميس» وآخرين.

ونظرة سريعة على العروض، تؤكد أنها لا تناسب المرأة الهادئة او تلك التي تعودت على الناعم والأحجام الصغيرة.

فمثلا حقائب اليد التي كبر حجمها والأحذية التي وصلت إلى علو يفوق الـ12 بوصة، فإنها كلما كانت لافتة، حجما وتصميما وخامة، كانت على الموضة في المواسم المقبلة.

فالأساور أصبحت تغطي ربع المعصم، وأقراط الأذن تتدلى مثل عناقيد العنب لتدغدغ الأكتاف، لكن مع ذلك، فإن القلادات هي النجمة، بلا شك.

السبب أن التركيز هذا الموسم هو على العنق، عموما، سواء تعلق الأمر بتزيينه بقلادة ضخمة ومبتكرة، او بإيشارب أنيق، المهم ان تزيني عنقك بإكسسوار ما.

الجميل في القلادات المطروحة حاليا، أنها يمكن ان تغير من مظهر فستان كوكتيل قديم بشكل رائع، أما إذا كان بياقة مفتوحة جدا كانت تؤرقك، فإنها قد تكون الحل الأمثل للتمويه عن هذا الأمر وإخفاء ما يجب إخفاؤه بشكل أنيق وجديد.

كل ما عليك هو استعمال أكثر من صف من القلادات الكبيرة لتبدو وكأنها قطعة مستقلة بحد ذاتها. وحتى إذا كنت كلاسيكية ولست في عمر الزهور، فإن هذا المظهر سيناسبك، لأنه لم يعد يقتصر على العارضات والفتيات المهووسات بالموضة، بل وصلت إلى شريحة الرزينات أيضا، بدليل أن زوجة الرئيس الأميركي باراك أوباما، ميشال، وزوجة جون ماكين الذى كان مرشح الجمهوري الأميركي أما م أوباما، سيندي، أيضا شوهدتا بقلادات لؤلؤية كبيرة وبعدة صفوف، لا يعتقد أنها أصلية، على الأقل في حالة ميشال أوباما.

أما الأجمل في هذه الموضة انك لن تضطري إلى إخفاء حقيقة أنها غير أصلية، لأن حجمها الخيالي يفضح الأمر، من دون ان تنقص أناقتك أو قيمة ما تلبسين، لأن بعض هذه القلادات والأقراط والأساور، ليست رخيصة على الإطلاق، وليس أدل على ذلك ما تطرحه دار «شانيل» في هذا الشأن، منذ عهد الآنسة، ولا يزال لحد اليوم يتحفنا خليفتها كارل لاغرفيلد بالمميز.

وغني عن القول إن الإكسسوارات الكبيرة عموما، يمكن أيضا ان تجدد مظهرك من دون صرف مبالغ كبيرة على أزيائك.

فمظهر «سبور» يتكون من بنطلون جينز وقميص أو كنزة جميعها يتحول إلى مظهر عصري بمجرد إضافة قلادة ضخمة بألوان متوهجة.

كما ان تايورا كلاسيكيا يتكون من جاكيت وبنطلون يمكن ان يكتسب مظهرا أنثويا وشبابيا، خصوصا إذا نسقت القلادة مع قميص تترك بعض أزراره مفتوحة. المهم ألا تبالغي في التنسيق بين الكثير من الإكسسوارات، صحيح ان استعمال عدد من القلادات مع بعضها امر مقبول، لكن ما ليس مقبولا هو ان تُلبس مع أقراط أذن متدلية وأساور.

فالتركيز على جزء واحد هو المفضل. وتذكري دائما ان كوكو شانيل، التي كانت حكيمة زمانها في ما يتعلق بشؤون الأناقة، قالت في يوم من الأيام إنه «لا يفترض في المجوهرات أن تجعلك تبدين ثرية، بل المطلوب منها ان تجمّلك، وهذان أمران مختلفان تماما».