أزهريون غاضبون .. يطالبون بتحويل "حين ميسرة" إلى النيابة

طالب عدد من علماء الأزهر والدعاة الإسلاميين بتحويل الفنانتين غادة عبد الرازق وسمية الخشاب ومخرج فيلم "حين ميبسرة" -خالد يوسف- إلى النيابة العامة للتحقيق معهم جميعا، بتهمة الإساءة إلى المعتقدات والقيم والآداب العام في المجتمع المصري، وذلك من جراء أداء مشهد "سحاق" يجمع بين غادة وسمية.


يأتي هذا التطور في ظل حال من الاستياء تنتاب بعض أطياف الشارع المصري حاليا، وعبر عنها من قبل احتجاج عدد من نواب البرلمان على هذا المشهد.

لكن الفنانة غادة عبد الرازق -التي جسدت شخصية السيدة الشاذة في المشهد- قالت  "إنها لا تكترث كثيرا بكل الاتهامات التي يتلقاها الفيلم، خصوصا مشاهدها التي قدمتها كونها لا تعدو مشاهد لشخصية موجود مثلها نماذج في الحياة، ويعرفها الجميع جيدا".

وأضافت "على الفن أن يطرح كل ما يدور في المجتمع، ويلقي الضوء عليه سواء أكان إيجابيا أم سلبيا.. وخالد يوسف عرض عليَّّ دورين في الفيلم لأختار بينهما ووجدت واحده مساحة دورها أكبر على الورق لكنها كانت بالنسبة لي تقليدية ومكررة وليس بها جديد، وبعدما قرأت دور الشخصية الأخرى، فكرت لمدة 10 دقائق بالضبط ووافقت على القيام بالدور، وأبلغت خالد بقراري وقال لي "إنه كان واثقا من اختياري والتحدي الذي سوف أضع نفسي فيه"، وبالفعل قدمت المشهد دون أي إسفاف أو ألفاظ خارجة".

غضب أزهري عارم
في المقابل وصف الداعية يوسف البدري المشهد المذكور بأنه انحدار وتدني أخلاقي وربط ما بين المشهد ووصف وزير الثقافة فاروق حسني للحجاب قبل فترة بالتخلف.

وبحسب ما ذكره البدري لصحيفة "صوت الأمة" المصرية المستقلة في عددها الأسبوعي الصادر اليوم "الإثنين" فقد تساءل "ماذا ننتظر من هذه الثقافة التي اعتبرت التعفف والاحتشام تخلفا؟ وبالتالي أصبح الخروج عن الآداب والتعاليم والدين أمرا مطلوبا؟".

ودعا البدري الأزهر إلى مراقبة الإبداع والفن، وقال "يجب على الأزهر أن يتحرك ويراقب كل وسائل الإعلام ويقوم بكتابة التقارير، وهذا عمله الآن ودوره الذي تخلف كثيرا عنه مبتعدا عن حماية الأخلاق والدين والقيم والمثل".

مخطط تخريبي بأصابع صهيونية
أما د. عبد الصبور شاهين فاعتبر ما حدث "حرام اقترفته الدولة في المقام الأول قبل الذين قاموا بهذا العمل لأنه يذاع في وسائل الدولة، وللأسف وصلنا إلى حد التبجح بنشر الشذوذ والسحاق الجنسي بين الرجال والنساء".

ووصف سمية الخشاب وغادة عبد الرازق "بأنهما امرأتان مفضوحتان لا يمكن أن نتصور أن السحاق وصل عندنا إلى هذا الحد، وأتمنى أن يحال الأمر إلى النيابة العامة وأن يتم التحقيق مع هاتين الممثلتين لنشرهما هذه الدعوة للشذوذ والسحاق، والمهم في الأمر أن ما حدث هو دعوة للتخريب الأخلاقي، والأزهر ينبغي أن يكون له موقف في هذه الكارثة الأخلاقية".

وأشار د. شاهين إلى أنه يرى أن مثل هذه الأعمال تأتي في نطاق مخطط تخريبي لتدمير المجتمع المصري بأصابع أمريكية صهيونية، وطالب بتحويل المؤلف ناصر عبد الرحمن والمخرج خالد يوسف وكل المشاركين في العمل إلى النيابة العامة للتحقيق معهم، دون النظر إلى مبرراتهم وحججهم الواهية.

وكان علي عطوة -عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني- شن هجوما حادا في مداخلة تليفونية أثناء استضافة سمية الخشاب في إحدى القنوات الفضائية مؤخرا واتهم النائب الفيلم بأنه يسعى للإساءة لسمعة مصر، وأن العالم كله يعاني من مشكلة السحاق ولكن لا أحد يطرحها علنا.

وفي الحلقة نفسها، قال النائب البرلماني محسن راضي -الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين- "إن استغراق الفيلم في وصف بعض الظواهر الشاذة يزيد من الأزمة، وإن وصف المجتمع دون الحفاظ على القيم يجعلنا نخجل كعائلات من الذهاب لمشاهدة بعض الأفلام السينمائية".

حكاية المشهد المثير
المشهد المثير للجدل تجسد فيه الفنانة غادة عبد الرازق شخصية الشاذة جنسيا التي تخترق بنظراتها جسد "ناهد" سمية الخشاب، ويصل الأمر إلى ملامسة جسدها بشكل مثير لم يعتد الجمهور المصري على رؤيته في الأفلام السينمائية خصوصا الجملة التي رددتها "ناهد" "انتوا ماوركوش غير جسمي تطمعوا فيه رجالة وستات".. ثم ترد غادة عليها "وإنتي حيلتك غيره!".

ومن المتوقع أن يثير الفيلم المزيد من الجدل خلال الأيام المقبلة، لكن يبقى السؤال الأهم؛ لماذا انصرف الجميع عن الكوارث وحياة البؤس التي يحياها الملايين في العشوائيات في مصر ليتوقفوا فقط عند مشهد السحاق؟