هل الإفراط في شرب المياه يؤدي للتسمم والوفاة؟

 هل الإفراط في شرب المياه يؤدي للتسمم والوفاة؟
هل الإفراط في شرب المياه يؤدي للتسمم والوفاة؟

يمكن لثمانية أو ستة أكواب من المياه يومياً أن تعمل على منح الطاقة، تحسين التركيز، القضاء تماماً على الجفاف، تخليص الجسم من السموم، جعل الجلد ليناً والتخلص من صداع الرأس تماماً وفوائد أخرى لا حصر لها أي أنها في المجمل تعمل على منحك صحة أفضل، ورغم ذلك فقد أبى الباحثون الاكتفاء بفوائد تناول الماء (للقدر الطبيعي) وظلوا يبحثون عما إذا كانت هناك مضار منها عند تناول مايزيد عن لترين من الماء يومياً، ونظرا لأن هناك من البشر من يدمنون شرب الماء وبالفعل يطلق عليهم (مدمنوا الماء) فقد اعتقد بعض الباحثين أن شرب هذا القدر الكبير من المياه يصيب الفرد بهوس الماء؛ أي تناول كميات كبيرة أكثر من اللازم وقد يتسبب في الإصابة بمشاكل صحية جسيمة قد تؤدي للوفاة.. وللتعرف أكثر على التفاصيل في شكل أسئلة وأجوبة.
 
 طالع ما يلي:
1- هل هناك أضرار من تناول قدر كبير من الماء؟ 
يقول البروفيسور مارك وايتلي Mark Whiteley أستاذ جراحات الأوعية الدموية أن تناول كم كبير من المياه (أكثر من لترين) يومياً أمر ليس جيداً أبداً، كما يعتقد أنه في حالة تناولك كما زائدا من الماء فأنت بذلك تعود دماغك على توقع استقبال نفس القدر يومياً.
 
2- ما القدر الذي يطلق عليه (قدر زائد) من المياه وما هي مشاكله؟
- يقول الخبراء أن مشاكل التعرق ترتبط أحياناً بكم المياه المستهلك، فيقول أحد خبراء مشاكل التعرق: "عندما يأتيني أحدهم ويخبرني أن لديه مشاكل في التعرق أي أنه شخص غزير العرق، فيكون سؤالي الأول الموجه إليه (كم تتناول من المياه في اليوم الواحد)؟ وفي الغالب تكون النتيجة أنه يتناول قدراً كبيراً وزائداً منها" 
 
وقد يستغرب الكثيرون هذ التحليل الذي يوضح أن التناول المفرط للماء ظاهرة وعادة غير صحية وعلى خلاف ما يعتقده البعض، وأنها ذات صلة وثيقة بالعرق الغزير إلى جانب مشكلة النوم المتقطع أيضاً، لأنك إذا تناولت قدرا زائدا من المياه يزيد عن حاجة جسمك، فالجسم يتخلص من هذا الفائض بشكل تلقائي عن طريق العرق ولذا فإن الفائض من المياه المتناولة يذهب في العرق.
 
- أما بالنسبة لمشكلة النوم المتقطع فهي تحدث كالآتي: قبل الذهاب للنوم ليلاً إذا تناول الفرد مياهاً كثيرة فستؤثر بالسلب على انتظام نومه لأن الإنسان عندما ينام يطلق دماغه هرمون  ADH وهو الهرمون المضاد لإدرار البول ويختص بإبطاء عمل الكليتين ليلاً لتقليل ذهابك للمرحاض واستيقاظك من النوم، ولكنك في حال تناول مقدار كوبين من الماء أو ما يزيد فأنت بذلك تعمل على التقليل من وظيفة هذا الهرمون وتعطيله وستستيقظ حتماً من نومك لتذهب للمرحاض وبذلك تكون قد تسببت في تقطع نومك وعدم تواصله، لذا تجنب شرب الكثير من السوائل (كوبين أو ثلاثة) بشكل عام قبل ذهابك للنوم.
 
3- ما القدر الذي ينبغي استهلاكه من الماء والسوائل يومياً؟
- يعتقد الخبراء أن تناول لترين من الماء يومياً يعد قدرا كافيا وجيدا للغاية وذلك للحفاظ على عمل الكليتين بشكل صحيح ومنع تعرض جسمك للجفاف، مع الإبتعاد عن تناول الكحوليات تماماً وتجنب العصائر المحملة بالكثير من السكريات.
 
- ووفقاً لدراسة أخرى أجريت في السويد ونتج عنها أنه ينبغي تناول لترين ونصف من السوائل كما ينبغي الحصول على مقدار 500 مللي من الفواكه والخضروات الطازجة وجميعهم بشكل يومي.
 
4- هل يمكن أن يتسبب تناول المياه في إحداث تسمم؟
في العام 2008 توفيت جاكلين هانسون في حالة تعرف بـ (التسمم الناتج عن الإفراط في شرب المياه) بعد أن شربت هانسون حوالي 4 ليترات من المياه في غضون بضع ساعات فقط تبعاً لتعليمات صارمة لها لحمية غذائية قاسية، وقد أكد الأطباء أن شيئاً كهذا ممكن الحدوث وفسروه بأن الشخص إذا تناول كمية هائلة من المياه في وقت قصير فإن الكليتان تعجزان عن استيعاب تلك الكمية الهائلة والتصرف فيها فينتج عنه ما يسمى بتسمم تناول المياه ويؤدي للوفاة.