حلق الشعر .. موضة تنتشر في الغرب وتجد صعوبة في اقتحام العرب

يعتقد كثيرون أن الصلع سمة من سمات الرجل، بل قد يُحسب «للقرعة اللمّاعة» زيادة معدل وسامته. وليس أدل على هذا من حجم الإعجاب الذي يحظى به لاعب المنتخب الفرنسي الجزائري الأصل زين الدين زيدان، واللاعب البرازيلي رونالدينو والبريطاني ديفيد بيكام.


ولم يقف الإعجاب بصلعة الرجل عند لاعبي كرة القدم، بل تجاوزها عربياً، عندما دخل الإعلامي عماد الدين أديب، قالباً كل الموازين ومعايير النجم التلفزيوني، ليسجل أعلى نسبة حضور.

والطريف أن صلعته كانت أحد عوامل جاذبيته لدى الجنس اللطيف، فيما لا تزال ذاكرة المشاهدين حية بصورة صلعة أبو عصام في مسلسل باب الحارة.

كما جاء ظهور بعض نجوم الغناء العربي، من أمثال رامي عيّاش ومحمود العسيلي، عضو فرقة ام. تي. ام المصرية، برؤوس حليقة نوعاً من التقليد لنجوم الراب الأمريكي، الأمر الذي أُستثني منه النجم وائل كفوري، كون صلعته جاءت بقرار جمهوري، كفلته طقوس التجنيد بالجيش اللبناني.

وهذا ما يؤكّده سلام مرقص مصفف الشعر اللبناني بقوله: «حلاقة معظم الفنانين مرتبطة بالتقليد لنجوم غربيين». مضيفا إلى ان الصلع عند الرجال أمر طبيعي، لا يمكن أن يُشكل أزمة نفسية، كون الرجولة لا ترتكز في مجتمعاتنا العربية على مبدأ جمال أو وسامة الرجل.

وفي الوقت الذي يُبدو فيه الصلع، عاديا عند معظم الرجال، خصوصا بعد أن تم تصنيف الأصلع ضمن الأشخاص اللامعين وشديدي الذكاء ناهيك عن الحكمة، فإن الأمر يختلف بالنسبة للموضة في السعودية.

 ففي الوقت الذي هاجمته موضة الصلع من الغرب، لا يزال هو يعمل على تطويل، أو على الاقل الاستمتاع بما طوله لشهور وسنوات، الأمر الذي سيجعل انتشار موضة الصلع أو حلق الشعر تماما، أمرا صعبا، بل ومؤلما بالنسبة له.

وفيما يُعتقد أن الوصول المتأخر للموضة أحد الأسباب وراء استمرار الشباب في إطالة شعورهم، يأتي عالم الفضائيات، عاملا آخر من عوامل المساهمة في تعريف السعوديين بجديد الموضة، وهو الأمر الذي وصفه مراد الناصر أحد الحلاقين الذين صرفوا أكثر من خمس وعشرين عاماً في هذه المهنة، متنقلاً بين عواصم الموضة عربياً وعالمياً، بأن «موضة الشعر في السعودية لا تتعلق بآخر الصيحات في العالم، أو مواكبة الموضة، قدر ارتباطها بمزاجية الأشخاص، ورموز الفن، سواء على المستوى العربي أو الأجنبي، وهو ما يبدو جلياً فيما يتعلق بالصلع أو الرأس الحليق»، مشيراً إلى أن استمرار موضة الشعر الطويل بين شريحة عريضة من الشباب ترجع إلى كونها ترسخ ثقافة قديمة عند فئات كبيرة من المجتمع السعودي، مفادها ارتباط كثافة الشعر بالشكل الخارجي للرجل».

من جهة ثانية جاءت حلاقة المرأة لشعر رأسها نوعاً من الغرابة والجنون، على حد قول سلام. ويأتي ظهور مغنية البوب الأمريكية؛ بريتني سبيرز بشعر حليق أمر نشاز وغير مقبول، لأن الصلع لدى النساء ارتبط بصناعة الأفلام وبتقمصهن ادوارا تتطلب هذا الأمر، نذكر منهن على سبيل المثال، الأميركية ديمي مور والفنانة المصرية ماجدة في دور المناضلة الجزائرية جميلة بوحريد.

 ويضيف سلام ان الموضة تهتم بالدرجة الأولى بتجميل الشخص، والصلع لدى النساء ليس جذابا وبالتالي ليس امرا يجب على أي واحدة ان تسعى إليه، إلا أن عودة الصلع وانتشاره، وإن بشكل محدود، بين السعوديين في الآونة الأخيرة له علاقة بتغيير المظهر في المقام الأول، كما يرتبط بالطقس الحار على مدار السنة، حسب قول ناصر الذي اكد أيضا على رسوخ قواعد موضة الشعر الطويل في الداخل السعودي.