الحصول علي «غذاء صحي» في الحياة اليومية.. ليست عملية معقدة

إذا ما أضفنا إلى هذا وذاك، عمل المريض بعد النجاة من النوبة القلبية، على ضبط عوامل الخطورة تلك وتخفيف تأثيرها في صحة قلبه وبقية أعضاء جسمه، نُدرك أن الكثير يُمكن فعله، حال فهم الجلطة القلبية، إزاء هذه المشكلة الصحية العميقة الأثر في حياة الإنسان وقدراته.


وأهم جانبي النمط الصحي في سلوكيات الحياة، هما الغذاء الصحي وممارسة الرياضة البدنية.

تقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في نشرتها الصادرة هذا الأسبوع، إن الغذاء الصحي وسلوك نمط صحي لعيش الحياة اليومية، هما أفضل الأسلحة في محاربة أمراض القلب. وتُؤكد أن كثيراً من الناس يستصعبون هذين الأمرين، أكثر مما يجب، وأكثر حقيقة مما هو عليه شأن نجاح تطبيقهما.

وتُضيف أن من المهم تذكر مجموعات الاختيارات التي يجب وضعها في الذهن واعتبارها في كل لحظة، كي يُصبح تصرف الإنسان طبيعياً وعفوياً لسلوك نمط صحي في عيشه حياته اليومية ومجريات ما يحصل فيها.

وفي جانب الغذاء اليومي، ثمة اختيارات واسعة من الأطعمة الصحية الشهية والمفيدة والمخففة من الإصابة بالأمراض والمساهمة في حفاظ المرء على وزن طبيعي لجسمه وعلى توازن في أدائه الذهني.

والواقع أن علينا أن نعود إلى أصل حاجتنا للغذاء، من دون التلهي به كوسيلة لتخفيف اكتئابنا أو توترنا أو إظهار قدراتنا المادية أو التفاخر على الغير أو غير ذلك مما لا علاقة له بحاجة الجسم الفطرية. ولأننا متى اعتبرنا غذاءنا اليومي كذلك، أصبحنا أسرى لديه وأسرى أضراره، ومتى ما اعتبرناه وسيلة لتلبية حاجة أجسامنا وعقولنا، أمسينا ضابطين لتأثيراته ومقيدين لأضراره، والأهم حاصلين لفوائده.

ووفق إرشادات رابطة القلب الأميركية للأسس السليمة للتغذية الصحية، فإن الاختيارات الواجب مراعاتها عند انتقاء الغذاء، تشمل:

ـ اختيار قطع اللحم «الهبر» المجردة و«المُشفاة» عن أجزاء الشحوم الملتصقة وربما المتغلغلة فيها. وهو ما يشمل اللحوم الحمراء ولحوم الطيور والدواجن، دون الأسماك. مع الحرص على إزالة جلد الدواجن قبل الطهي، والحرص على عدم إضافة الدهون المشبعة والدهون المتحولة.

ومعلوم أن الدهون المشبعة هي التي تُوجد بنسبة عالية في الشحوم الحيوانية والسمن الحيواني والزبد وفي زيت النخيل وزيت جوز الهند من الزيوت النباتية. وتعلو نسبة الدهون المتحولة في الزيوت النباتية الطبيعية حال خضوعها تعسفاً، من الناحية الصحية، لعملية الهدرجة الصناعية.

وهي عملية لا فائدة منها للإنسان العادي، اللهم إلا استفادة منتجي تلك الزيوت في تسويقها مدة أطول من دون تزنخها وفسادها، وإلا فإن الصحي والأفضل للإنسان تناول الزيوت النباتية من دون مرورها بتلك العملية التي لا تفقدها فقط محتواها من الفيتامينات والمواد المضادة للأكسدة وغيرها من العناصر الطبيعية، بل تُضيف إليها كمية من الدهون المتحولة كناتج جانبي لعملية الهدرجة.

ولنا أن نتخيل الفرق بين زيت ذرة طبيعي صاف وطازج، وزيت ذرة تم تسخينه لمدة ثماني ساعات عند درجة حرارة 400 مئوية وتم له أيضاً ضخ الهيدروجين ليتفاعل مع ذلك الزيت الطبيعي وفي وجود معادن النيكل والألمنيوم، لتسهيل هدرجة المركبات الطبيعية، وتحويلها إلى مركبات زيتية غير قابلة للتلف!.

ـ انتقاء مشتقات الألبان الخالية تماماً من الدسم، أو التي لا تتجاوز نسبة الدسم فيها 1%، أو أنواع قليلة الدسم منها على أقل تقدير.

ـ خفض أو قطع تناول المنتجات الغذائية المحتوية على الكوليسترول. ومعلوم أن الكوليسترول لا يُوجد إلا في المنتجات الغذائية الحيوانية والبحرية، ولا يُوجد مطلقاً في المنتجات الغذائية النباتية، أي أن جميع المنتجات النباتية، كالمكسرات والزيوت النباتية والحبوب والبقول وغيرها، خالية بالأصل من مادة الكوليسترول. كما أن من المعلوم أن ما يرفع من احتمالات امتصاص الأمعاء للكوليسترول هو وجود دهون مشبعة بصحبته في الطعام. لذا ثمة فرق بين تناول بيض مسلوق مع سلطة وخبز خال من الدهون، وتناول بيض مقلي بزبد.

ـ تقليل أو قطع تناول المشروبات، الغازية وغير الغازية، والأطعمة التي تمت إضافة سكر إليها، بأي صفة كان السكر ذلك، أي سكر الطعام ذو الحبيبات البيضاء اللون، أو دبس الذرة أو غيرها من المُحليات الطبيعية المُصنعة.

ـ اختيار تناول الأطعمة قليلة المحتوى من الملح، أو الخالية أصلاً من إضافة الملح إليها. والحرص على المنتجات الغذائية الطبيعية في إعداد وجبات الطعام وتقليل إضافة الملح إليها. ومعلوم أن أكثر من 70% من الملح الذي نتناوله يومياً لا يأتينا مما نُضيفه نحن على طاولة الطعام أو مما يُضيفه الطباخ إليه، بل هو مما يُوضع في المنتجات الغذائية لغايات حفظها. مثل اللحوم السلامي واللحوم الباردة وأنواع الجبن والمخللات والزيتون وغيره.

ـ الامتناع عن تناول الكحول.

ـ الحرص على عدم الإكثار من الأكل، عبر استخدام أطباق صغيرة وملاعق صغيرة وغيره مما يُعين على خفض كمية الغذاء المُتناول خلال الوجبة.