القفز على الحبل .. رشاقة وطاقة بأقل تكلفة

انسي الأدوات الرياضة الحديثة، وانسي النادي الرياضي إذا كانت الفكرة تصيبك بالكسل، فأنت لا تحتاجين لأي منها. لكن هذا لا يعني انه يمكنك الاستغناء عن الحركة والرياضة تماما، بل يعني فقط انه بإمكانك تحسين لياقتك البدنية والتخلص من الشحوم الزائدة في الوقت ذاته من خلال ممارسة تمارين القفز على الحبل، هذه الرياضة التي كنت تمارسينها في الصغر كجزء من لعبك مع رفيقاتك. في السنوات الاخيرة تبنتها نوادي كاليفورنيا، التي يعرف عنها هوس الرشاقة وكونها مصدر كل الصرعات التي تتعلق بهذا الامر.


الجميل فيها أنه بإمكانك ممارستها في أي مكان وفي أي وقت يناسبك، على ان تبدأي بعشر دقائق يوميا تزيدينها كلما تحسنت لياقتك البدنية إلى ان تصلي إلى 30 دقيقة في اليوم. وتأكدي أنها طريقة مثالية ليس فقط لإنقاص الوزن، بل لمنح جسمك وذهنك الحيوية التي تحتاجينها، كونه يحفز الأوعية الدموية وحركات القلب، ويساعد على تقوية العظام، فضلا عن أنه أحسن تمرين لعضلات الساق والفخد والورك، وتقوية الذراعين والأكتاف إذا تمت ممارسة القفز بطريقة سليمة.

لكن إذا كنت تعانين من آلام الظهر أو ضعف في المفاصل، وبالذات الركبة، فمن المستحسن تجنبها، أو القيام بها بشكل خفيف بعدم النط عاليا حتى لا يحصل ضغط على المفاصل. وتشير دراسة أجرتها جامعة نوتنغهام للطب أن القفز على الحبل عشرين مرة بنسبة خمس مرات في اليوم من شأنها أن تُحرك العمود الفقري ومفاصل الورك بقوة تكفي للوقاية من التعرض إلى هشاشة العظام في المستقبل.

لكن قبل ان تتحمسي، من المهم ان تختاري الحبل بطريقة عقلانية تتناسب مع طولك على ان يكون بمسكات تُمكِن الحبل من الدوران بمرونة حتى تسهل عليك عملية التحكم فيه. أما كيف تعرفين إن كان طوله يناسبك ام لا، فهناك طريقة بسيطة وهي ان تقفي ورجلاك في وسط الحبل، إذا وصلت المسكات إلى تحت إبطيك، فهو مناسب، وإن كان أطول أو أقصر، فإنها ستتعبك، ومن الأفضل تغييرها. وعند ممارستها تأكدي أن ظهرك مستقيم وأن عضلات بطنك مشدودة إلى الداخل خلال القفز، وحافظي على رأسك عاليا على نفس خط العمود الفقري. إذا كنت مبتدئة، احرصي على استعمال نفس القدم للنزول في المرحلة الاولى، ثم غيِريها بعد ان يتحسن مستواك. أما كيف ستعرفين ان مستواك تحسن فعندما تتمكنين من استعمال قدميك معا في آن واحد.

المشكلة التي قد تواجهك هي ان تحمسك قد يدفعك للاعتقاد انها رياضة سهلة ولا تحتاج إلى جهد كبير، وبمجرد ان تبدأي في ممارستها حتى تشعري بالإحباط والملل، وهو ما يجب عليك تجنبه بان تتحلي بالصبر والإرادة حتى تتعودي عليها وتحسني من مستوى قدرتك على الاستمرار اطول فترة ممكنة.

وحتى لا تشعرين بالملل يفضل ممارستها امام شاشة التلفزيون خلال بث مسلسلك المفضل، أو أنت تستمعين إلى بعض الموسيقى. أما إذا كنت أما، فأنت محظوظة لأنه بإمكان ضرب عصفورين بحجر، ممارسة هذه الرياضة كجزء من لعبك مع أطفالك، الأمر الذي سيشعرك بالمتعة وليس بالملل، كما ان أطفالك سيستمتعون بالتجربة. أما إذا لم يكن هناك أطفال، فأفضل طريقة هي القفز من 30 إلى 40 مرة ثم التوقف حوالي 30 ثانية، قبل معاودة الكرة، بشرط أن لا تتعدى الفترة التي تتوقفين فيها عن الثلاثين ثانية.

إذا شعرت ان أنفاسك اصبحت متقطعة، قاومي الرغبة في التوقف وتمشي في مكانك او قومي بتمارين التمدد خلال هذه الثلاثين ثانية. مع الوقت ستلاحظين أن نفسك لم يعد يتقطع بنفس السرعة وأن حيويتك قد زادت، كما ان جسمك اكتسب الرشاقة والمرونة اللتين كنت تحلمين بهما.