أسبوع لندن للموضة .. بداية متواضعة لا تزال تشكل شخصيته حتى الآن

من عرض اليونانية ماريا كاترانزو، التي تعتبر من أهم مصممات لندن حاليا. فقد تخرجت من معاهد العاصمة البريطانية وفازت فيها بعدة جوائز بفضل خيالها الخصب ومهارتها في توظيف الأشكال المعمارية والرسومات ذات ال
من عرض اليونانية ماريا كاترانزو، التي تعتبر من أهم مصممات لندن حاليا. فقد تخرجت من معاهد العاصمة البريطانية وفازت فيها بعدة جوائز بفضل خيالها الخصب ومهارتها في توظيف الأشكال المعمارية والرسومات ذات ال

في عام 1971 شعر توني بورتر، الذي كان يبلغ من العمر 80 عاما، أنه من الظلم وغير المعقول أن يكون لباريس وميلان أسبوعهما الخاص، وأن لا يكون للندن، مهد الابتكار وتفريخ المواهب الشابة، أسبوعها. المسألة بالنسبة له لم تكن مسألة استعراض هذا الإبداع أمام العالم، بل إتاحة الفرصة للشباب لاستعراضه أمام المتخصصين حتى يستطيعوا الوصول إلى المتاجر والمحلات.


أول محاولة قام بها كلفته ألف جنيه إسترليني وشارك فيها خمسة مصممين فقط. أما الضيوف العالميون الذي قبلوا الدعوة لحضوره، فاستضافهم في بيته الخاص. 

قصة هذه البداية المتواضعة وتاريخ الأسبوع يرتبطان ارتباطا وثيقا بشخصية هذا الرجل وتاريخه. فقد قام بعدة أعمال، نذكر منها بيع مواد الصباغة في كينيا، وبيع منتجات «بيبا»، ثم راء جزيرة صغيرة على ساحل ديفون البريطانية وترميم فندق تاريخي فيها. 

ورغم زحمة أعماله وتنوعها، وجد الوقت أن يؤسس وكالة علاقات عامة في الستينات أتبعها بتأسيس أسبوع لندن للموضة. لم تكن هناك منظمة معنية بالأزياء سوى منظمة تصدير الملابس في بريطانيا، لهذا توجه إليها واقترح على المسؤولين فيها فكرته.

كانت فكرة وجيهة لم يستطيعوا رفضها رغم أنهم لم يكونوا يتمتعون بميزانية كبيرة. 

رئيس المنظمة وافق لكن على أساس أن يساهم بالمبلغ نفسه الذي سيجمعه هذا الأخير من المصممين المشاركين.

وبالفعل توجه بورتر للمصممين المتحمسين لفكرة أسبوع موضة لندني، مثل زاندرا رودس، وجين موير وبروس أولدفيلد، واستطاع أن يجمع 500 جنيه إسترليني ليصبح المجموع ألف جنيه إسترليني.

يقول بورتر إنه استعمل هذا المبلغ لطباعة بطاقات دعوة لوسائل الإعلام العالمية.

في عام 1971 شهد الأسبوع مشاركة خمس مصممين فقط، زاد عددهم في المواسم التالية، مثل كارولاين تشارلز، بيتي جاكسون، وخلال خمس سنوات فقط، وصل عددهم إلى 25 مشاركا، خصوصا وأنه نجح في إقناع محررين من نيويورك تايمز و«إنترناشيونال هيرالد تريبيون» و«لوس أنجليس تايمز» تغطيته.

كان يستقبلهم بنفسه في المطار وطول الطريق إلى فنادقهم، يشرح لهم كل شيء عن المصممين والفعالية وما يمكن أن يتوقعوه.

كان حماسه معديا وأعطى نتائجه بسرعة، خصوصا وأنهم كانوا يشعرون وهم معهم وكأنهم مع صديق. فقد كان يتعمد أن يدعوهم إلى بيته خلال إقامتهم بلندن لتتوطد صداقته معه.

في ذلك الوقت كانت التكنولوجيا غير متوفرة، وكانت الوسيلة الدارجة هي اتصال المحررين بجرائدهم مساء وإملاء القصة على شخص في الخط الآخر.

كانت العملية عضوية، إذ لم يكن مطروحا أن يدفع أي مصمم لشخص كي يحضر عرضه، وكانت المقاعد الأمامية مخصصة لهم حسب أهمية مطبوعاتهم كما كانت مخصصة لزبونات يلبسن تصاميمهم. الهدف هو أن تنشر صورهم في اليوم التالي.