جينا بوش تختار أوسكار دي لارونتا لتصميم فستان زفافها

وقع اختيار ابنة الرئيس الاميركي، جينا بوش، على المصمم اوسكار دي لارونتا ليبدع لها فستان زفافها المتوقع في العاشر من شهر مايو المقبل. التصميم لا يزال سرا من أسرار الدولة، كما هو الحال بالنسبة لفستان أي عروس لا تريد ان تفقد عنصر المفاجأة وما يتبعها من إبهار وانبهار على حد سواء، لكن ما كشفه المصمم انه سيكون فستانا انيقا بتصميم «بسيط وراق»، وأنه في الغالب سيكون من الأورغنزا ومطرزا بشكل خفيف مع ذيل صغير.


ويبدو ان السرية التي يحاط بها الفستان سببها ليس فقط إلى انه فستان يخص ابنة رئيس، بل أيضا إلى ان العريس المحافظ، أعرب عن رغبته في عدم رؤية الفستان قبل ان تطل عليه عروسه به في يوم زفافهما. وفي حوار اجرته معها مجلة «فوغ» كشفت جينا ان عدد المدعوين إلى الحفل الذي سيجرى في مزرعة العائلة بكروفورد بتكساس، لن يتعدى الـ 200، أغلبهم من الأصدقاء وافراد العائلة، وأن الاحتفالات ستبدأ في الساعة السابعة والنصف مساء (لتجنب حرارة الطقس) بحفل استقبال تليه وليمة عشاء قبل ان يبدأ الحفل الراقص في خيمة ستنصب في المزرعة.

واعترفت جينا ايضا للمجلة انها وخطيبها يفضلان حفلا حميما بعيدا عن الأضواء، ويشعران ان المزرعة هي المكان الأنسب للاحتفال بهذه المناسبة، لا سيما وأنهما يتقاسمان حبهما للطبيعة والفضاءات المفتوحة. ولم تنكر ان عرسا يقام في البيت الابيض سيكون له وقع اكبر من الناحية الإعلامية، إلا انها كما قالت، تتمتع بشخصية بسيطة ولا تحب الاضواء كثيرا، لذلك فهي تفضل مكانا واحتفالا يناسبان شخصيتها. اختيار أوسكار دي لارونتا لم يكن مستغربا، ايضا فهو المصمم المفضل لوالدتها لورا بوش، التي اختارته لتصميم الفساتين التي ارتدتها في حفل تنصيب زوجها الرئيس لولاية ثانية، وفي مناسبات أخرى ايضا.

لارونتا ايضا ينتمي إلى نيويورك، رغم انه لم يولد فيها، مما يجعله اختيارا ديبلوماسيا ووطنيا، إن صح القول.

فاختيار مصمم فرنسي لهذا الغرض قد يمنح جينا فستانا رائعا على الطريقة الباريسية، التي يعشقها الاميركيون، لكنه قد يثير بعض التساؤلات والاستهجان من قبل البعض. فهذا أول زواج لجينا، وأول زواج في عائلة بوش الرئيس الحالي، مما يعني ان والديها يريدان ان يفرحا بها على طريقتهما «التقليدية» ومن دون أي ضجة غير إيجابية.

فجينا ليست هي سيسيليا، مثلا، طليقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ذات الشخصية المتمردة على الاعراف والتقاليد، والتي تعمدت اختيار أزياء من بيوت إيطالية، مثل «برادا» و«فيرساتشي» حتى تسدد ضربة لطليقها، بل هي فتاة بسيطة ذات جذور ريفية، وليس في نيتها ان تفتعل جدلا من لا شيء، بل كل ما تريده ان تتألق كأي فتاة في يوم عرسها. نعم فما تلبسه العروس، إذا كانت في الواجهة السياسية، يمكن ان يقرأ منه المتصيدون في الماء العكر، الكثير، إذ بإمكانه ان يحسن من صورتها ومن معها، أو العكس، بدليل ان إقبال كارلا بروني الإيطالية الاصل على أزياء بيوت ازياء فرنسية عريقة مثل «هيرميس» و»ديور» بعد زواجها من ساركوزي أكسبها بعض الجماهيرية، ولو من قبل شريحة معينة.

لكن إذا طرحنا السياسة وديبلوماسيتها جانبا، فإن اسلوب دي لارونتا، كمصمم لا يستهان به، ومن الصعب انتقاده أو إيجاد مآخذ عليه، لاسيما عندما يتعلق الأمر بتصاميم مترفة. وإذا اخذنا بعين الاعتبار تشكيلته التي عرضها في اسبوع الموضة لأزياء العرائس الذي شهدته نيويورك في يوم 14 من الشهر الحالي، فإنها فعلا عز الطلب بالنسبة لأي عروس تحلم بالتميز في ليلة العمر. فقد قدم تشكيلة رائعة ومنوعة، تشمل ثلاثين فستانا، كل واحد فيها يضج بالأناقة والرقي، الذي يليق بابنة رئيس أو اميرة متوجة.

عن هذا التنوع، قال دي لارونتا: «أنا اصمم تشكيلة زفاف واحدة في السنة، لذلك يجب ان أقدم الكثير من الخيارات، فأنا حريص على ان اقدم تصاميم مختلفة حتى تناسب أماكن مختلفة». والحقيقة انه لم يكتف بمراعاة جغرافية الأماكن، بل راعى ايضا الحالات النفسية والاجتماعية، إذ كانت هناك فساتين لكل شخصية، أو بالأحرى تغذي طموح وأحلام أية واحدة منها. فقد كانت هناك تصاميم تناسب جميلات الجنوب الاميركي «الدلوعات»، وتصاميم أنثوية موجهة لذوات الاصول الاسبانية، واخرى كلاسيكية تدغدغ السندريلا بداخل الحالمات بعرس اسطوري، كما كانت هناك التصاميم البسيطة التي تخاطب المرأة الهادئة، وربما هذه ما ستناسب الآنسة جينا.

أوسكار غادر مسقط رأسه، جمهورية الدومينكان، منذ ان كان في الثامنة عشرة من عمره، حيث شد الرحال إلى مدريد لدراسة الرسم، لكنه سرعان ما بدأ يهتم بالتصميم والتعاون مع بعض بيوت الازياء الاسبانية. وجاءه الحظ عندما حصل على منحة للعمل مع العبقري كريستوبال بالنسياجا. بعد فترة توجه إلى باريس للعمل في دار «لانفان» كمساعد للمصمم أنطونيو كاستيلو، وفي عام 1963 شد الرحال إلى نيويورك لتصميم تشكيلة ازياء خاصة بإليزابيث آردن، وفي عام 1965 اطلق خطه الخاص، وبالتدريج توسعت داره لتصبح اشبه بالإمبراطورية، فيها كل ما يمكن التفكير فيه من وسائل الحياة، بدءا من العطور إلى الملابس الرياضية والاكسسوارات مرورا بقطع الديكور.