تهامي عربي .. مصمم سعودي ينادي بالسلام من خلال تصميماته

تهامي عربي، مصمم سعودي شاب، يستغل الموضة ليدعو إلى السلام من خلال مجموعة «تي ـ شيرتات» كتب عليها كلمة «سلام» بعدة لغات في إطار جهوده لطرح أفكار تعتمد على رؤية ذات بعد فلسفي.


ويقول تهامي عربي إنه يطمح إلى إعطاء أعماله قيمة تتجاوز التصميم المبتكر والتجديد والشكل الجذاب إلى ما هو أكثر من ذلك. البداية كانت مختلفة، حيث كان تفكيره منصبا على تصميم ثوب سعودي من الجينز، وعندما طرح الفكرة على أحد المستثمرين، أعجب بها ولم يتردد في شرائها وتنفيذها لحسابه الخاص وبطريقته الخاصة، إلا أن التنفيذ السيئ، وعدم ضبط القياسات أساء للفكرة وأدى إلى فشلها.

بعد ذلك، ومع تصاعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية، نفذ تصميما آخر يدين سيطرة القوة العسكرية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، من خلال «تي شيرت» بألوان عسكرية ومبطن بألوان الكوفية الفلسطينية. وتوالت ابتكاراته التي تحمل معاني ثورية، مثل قطع دبابيس البدل التي تحمل عبارة (ليس مهماً أن تكون صغيراً ما دام لك خطة وهدف)، وهي الدبابيس التي ظهر بها الداعية الشاب عمرو خالد.

إلا أن فكرة الجينز ظلت تلح عليه، فعاد إليها من خلال خط أطلق عليه «تهامي جينز» اعتمد فيه على تصميمات شبابية، وطرحها بشكل أوسع في الأسواق لحسابه الخاص، مؤكدا أن اعتماده على هذه الخامة وحبه لها، نابع من كونها واسعة الانتشار، وتستوعب كل المتغيرات التي تطرأ في عــــالم الموضة، فأي من تصميمات الجينز تناسب كل الأذواق وكل الأوقـات، فضلا عن انه من الصعب تجاهلها.

ويشمل خطه هذا مجموعة من الـ «تي ـ شيرتات» والأحزمة ودبابيس البدل، وبعض الخواتم والأساور، كونه توقف عن تصميم البنطلونات بسبب تكلفتها العالية ومردودها الضعيف.

ويشير إلى أنه ينفذ تصميماته في الصين ودول شرق آسيا، ولم تتح له الفرصة بعد لكي يفتتح محلات خاصة به، إذ يعتمد في عملية البيع على الانترنت، وإن كان ينوي تسجيلها قريبا كماركة يطرحها مع بداية العام المقبل في السوق المحلي على الأقل.

الجدير بالذكر انه لا يخص الرجل وحده بتصميماته، إذ له خط خاص بالمرأة ينفذ داخل السعودية في المشغل الذي يديره، ويركز فيه على إنتاج عدد محدود من فساتين النهار والمساء والسهرة، إلى جانب تنفيذ تصميمات حسب الطلب، يحرص أن تكون محدودة، لأنه يؤمن بأن المرأة التي تقبل على التصميم وتدفع مقابله مبلغا محترما من المال، ترغب في التفرد به، لا أن تبدو كغيرها من النساء، لهذا فهو يكتفي بثلاث أو أربع قطع كحد أقصى.

الداعية عمرو خالد يحمل دبوسا كتب عليه «ليس مهما ان تكون صغيرا ما دام لك خطة وهدف»ورغم كل المصاعب التي يواجهها، إلا أن همه الأكبر يبقى غياب ظاهرة حفظ الحقوق في عالم التصميم وازدهار قرصنة النماذج والأفكار. لتلافي هذه المشكلة والتغلب عليها، يحرص على بناء علاقة جيدة مع الزبائن، من منطلق أن الثقة قادرة على أن تحميه من القرصنة. فالزبون عندما يطمئن إلى المصمم ويثق به، يتوجه له رغم وجود النسخة المقرصنة في السوق وبسعر أقل.

ولا ينفي تهامي وجود شريحة ثرية تبحث عن الماركات الشهيرة وتدفع بسخاء على فستان أو أية قطعة موقعة باسم دار كبيرة أو مصمم عالمي، لكن يعرف تماما ان هناك شريحة أخرى لها سوقها وتبحث عن السعر قبل كل شيء.

والمهم، حسب رأيه، هو أن يعرف المصمم إلى أي الشريحتين يتوجه، فليس هنا أي مجال للخلط «فأنت لن تستطيع طرح فستان سهرة بـ15 ألف ريال للطبقة التي لا تبحث عن الماركات، كما لا يمكن أن تطرح تصميمات بسعر رخيص للشريحة الثرية، لأنها تعتبر السعر جزءا من مكانة الماركة وجودتها».

ويستدل على هذا القول بتجربة خاضها «عندما بدأت أجس نبض السوق لتحديد الطبقة التي سأتوجه لها، وجدت أن الشريحة الثرية ترى تصميماتي ممتازة، لكن سعرها رخيص جدا، فضلا عن أنني مصمم غير معروف على المستوى العالمي، بينما الشريحة الثانية ترى أن السعر مبالغ فيه وغير مناسب للقطعة، رغم جودة التصميم».

لكن هل تعب تهامي من هذا المجال أو أحبطته الصعوبات التي يواجهها؟
يؤكد أن السؤال غير مطروح. صحيح انه لم يدرس التصميم، لكنه لجأ إليه هربا من مهنة الصيدلة التي تخصص فيها، بعد أن جذبته ألوانه وجمالياته، فما كان منه إلا أن نمّى موهبته بالقراءة ومتابعة الجديد فيها.