"ليلة البيبي دول" أضخم انتاج مصري يجمع نجوم العرب ويفشل بصنع فيلم مميز

على الرغم من كونه أكثر الأفلام كلفة في تاريخ السينما المصرية، إذ تجاوزت ميزانيته الـ40 مليون جنيه (نحو 7.5 مليون دولار)، إلا أن فيلم "ليلة البيبي دول"، للمخرج عادل أديب فشل بالفوز برضا النقاد، الذي رأوا فيه خلطة سياسية جنسية، أخلت بتماسكه الدرامي.


وعرض الفيلم في حفل خاص، حضره عدد كبير من نجوم السينما المصرية، خاصة وأن الفيلم نفسه يحشد مجموعة كبيرة من النجوم المصريين والسوريين، مثل نور الشريف ومحمود عبد العزيز وجمال سليمان ومحمود الجندي وليلى علوي وسلاف فواخرجي وغادة عبد الرازق والكثير غيرهم، الا انهم لم يظهروا قدراتهم الحقيقية "لانه لا يوجد مخرج لديه مقومات فن توجيه الممثل، حيث تباين ايقاع الاداء بين نجوم الفيلم ولم يكن اي منهم في افضل حالاته" كما يؤكد الناقد الفني طارق الشناوي، في عرض للفيلم نُشر الخميس 29-5-2008.

واعتبر الشناوي أن "هذه الخلطة السياسية والجنسية اقرب الى المثل المصري القائل "سمك لبن تمر هندي"، أي انه لا توجد صلة وصل بين كل ما قدمته على الشاشة" اخذا على الفيلم ايضا "الخطابات الحوارية المباشرة التي لا تصنع عملا فنيا متميزا".

أما الناقد السينمائي في صحيفة "الأهرام" المصرية نادر عدلي فرأى أن الفيلم "جمع زخما من الافكار وتمسك بالكثير من التفاصيل التي ضيعت على المخرج امكانية بناء فيلم جيد متماسك دراميا اذ ان كثرة مشاهده وطول مدة عرضه افقداه ترابطه".

ويصور "ليلة البيبي دول" أحداث 24 ساعة، تمتزج فيها مصائر شخصياته الرئيسية المرتبطة بقضايا متعددة مثل حرب العراق والصراع العربي الاسرائيلي والولايات المتحدة وايضا الهولوكوست في عرض طويل يستمر ساعتين ونصف ساعة.

وتدور القصة حول مرشد سياحي يعاني عجزا في حياته الزوجية، فيسافر الى الخارج لفترة، بحثا عن علاج، يعود بعدها الى زوجته مصطحباً فوجاً سياحياً امريكياً، جالباً لزوجته التي اشتاق اليها "بيبي دول"، ليقضي معها ليلة سعيدة.

لكن المجموعة تتعرض لعمل إرهابي، فتنقلب الاحداث ليذهب الفيلم الى انحاء شتى، راصداً تأثير سياسة العولمة على البشر في كل مكان، ابتداء من المرشد السياحي وحتى البسطاء في العراق وافغانستان.

هذه المشاهد كما وصفها الناقد عادل عباس "خلطت الرؤية السياسية بشكل فوضوي، وبلا ترابط بينها، سوى اتهامات توجه هنا وهناك دون ان تقدم توضيحا او رؤية تشمل الابعاد الحقيقية للوضع السياسي في المنطقة حيث ان العمل الدرامي لا يستطيع ان يتحمل كل هذه الابعاد والرؤى التي حاول تقديمها".

وانعكس ذلك على "البناء الدرامي التعسفي للشخصيات الرئيسية في الفيلم خصوصا شخصية عوضين (نور الشريف) الذي تحول من مراسل صحافي الى ارهابي بطريقة غير مفهومة بعد اعتقاله في سجن ابو غريب، حيث ينقذه من الموت مسؤول السجن الجنرال الامريكي (جميل راتب)، الذي تحول بدوره الى رجل يعمل في الاقتصاد دفعا للسلام في المنطقة رغم احتقاره للعرب" كما يقول نادر عدلي.

واتفقت غالبية النقاد، وبينهم الشناوي ونادر عدلي واشرف بيومي، على ان الفيلم "يفتقر الى مقومات فن السينما وان الدعاية الصاخبة التي قامت بها الشركة المنتجة ستتحول ضده عندما يشاهده الجمهور فوق شاشات دور العرض". الا ان عدلي اعتبر ان "الفيلم معقول في المادة التي يحاول تقدمها للجمهور العربي الذي عملت السينما على تسطيح عقليته من خلال افلام الاثارة والكوميديا وذلك بمحاولة تقديم حالة سياسية تستحق، رغم عدم نضوجها, الوقوف امامها كما فعلنا مع فيلم "حين ميسرة" لخالد يوسف".

يشار الى ان الفيلم الذي قام بتاليفه الكاتب الراحل عبد الحي اديب والد المخرج, عرض في سوق مهرجان كان السينمائي الدولي وسط دعاية كبيرة.