نصائح لشراء وتناول الفسيخ والرنجة .. وهذا تاريخ عيد "شم النسيم " عبر الزمان

يستعد الشعب المصرى بكافة طوائفه للإحتفال بعيد الربيع "شم النسيم"، ويحرص المصريين خلالة على تناول الفسيخ والرنجة، بالإضافة إلى فرحة الأطفال بتلوين البيض والرسم عليه، والخروج إلى المتنزهات بصحبة العائلة، فهذه الاشياء أصبحت من الطقوس الثابتة والسنوية التى إعتادوا عليها.


ونقدم لك سيدتى نصائح هامة عند شراء الفسيخ والرنجة وكيفية تناولهما دون الإصابة بالتسممم او الإعياء، كما نستعرض تاريخ الإحتفال بعيد شم النسيم، وأسباب تلوين البيض وتناول الفسيخ والرنجة ولماذا سمى بهذا الاسم؟

نصائح عند الشراء- يجب أن تكون من منافذ مصرح بها أو محلات معروفة، وبالنسبة للأسماك المملحة كالملوحة والفسيخ والسردين، أن تكون مملحة جيدا وليست قليلة الملح ومحفوظة فى أوعية من الستانلس ستيل أو أوعية خشبية وليست صفائح معدنية، وأن يكون الفسيخ رائحته مقبولة وليست كريهة ولحمه أحمر ويكون قوامه متماسك وجلده يكون به بريق مقبول ولا يوجد به بقع أو متهتك الأنسجة أو منتفخ.

- الرنجة يفضل المغلفة ومدون عليها تاريخ الصلاحية، ويتم اختيار الرنجة ذات القوام المتماسك واللون الذهبى اللامع وغير المملحة وغير المعروضة للهواء، ويراعى عند شراء الأسماك المملحة وضعها فورا فى الفريزر للتجميد مباشرة، ويجب أن يكون ذلك فى مدة لا تقل عن 48 ساعة، وقبل الإعداد لتناول الأسماك المملحة، فمن المفضل أن تتعرض لدرجة حرارة 100 درجة مئوية كالقلى أو الغمر فى ماء مغلى لبضع دقائق، ولكن ذلك غالبا قد يكون غير مقبول للكثيرين، فلذلك يكتفى بتنظيف الأسماك جيدا وإزالة الرأس والأحشاء وينقع فى الخل والزيت وعصير الليمون لمدة 24 ساعة.

أضرار الفسيخ والرنجةـ تحتوي على كمية كبيرة من الملح الذي يساعد على احتباس المياه داخل الجسم.

ـ الإصابة بالانتفاخ والشعور بتقلصات في المعدة بالإضافة إلى الإصابة بالإسهال.

ـ المعاناة من العطش الشديد لمدة يومين خاصة خلال فترات متأخرة من الليل.

ـ تتعرض للهواء الطلق والتلوث مما يزيد من احتمالية تراكم البكتيريا والفيروسات عليها.

ـ الشعور بضيق في التنفس، والرغبة في النوم.

ـ رفع معدل ضغط الدم بصورة مفاجئة.

نصائح عند تناول الفسيخ والرنجة  - شرب كمية كافية من الماء مضافا إليها الليمون قبل وبعد تناول الفسيخ والرنجة .

- أكل كمية كبيرة من الخضروات الورقية عند تناول الفسيخ والرنجة, حيث تعمل علي خروج الماء من الجسم مثل البصل الأخضر, الكرفس, الخس, الجرجير.

- أكل هذه الوجبة مستقلة لا يصاحبها أي بروتين آخر حتي لا تؤثر علي الكلي ويسهل هضمها.

- تناول الخبز الأسمر المحتوي علي الردة معها يعطي الإحساس بالشبع. 

- عدم شرب مياه غازية معها حتي لا تساعد علي احتباس الماء بالجسم لاحتوائها علي بيكربونات الصوديوم.

- يفضل شرب الماء والشاي الأخضر والكركديه والينسون.

- كما يمكن تناول الكرفس والبنجر وبعض أوراق المقدونس أو ثمرة برتقال أو عمل عصير منه أو عصير مكون من الجزر والكرفس والتفاح والكزبرة الخضراء.

- تناول البرتقال والموز والكنتالوب الغني بالبوتاسيوم ليساعد علي إخراج الملح الزائد من الجسم، كما يفيد تناول الكركديه والبقدونس في إدرار البول، وكذلك تناول الأعشاب التي تساعد في تطهير المعدة ومقاومة التلوث مثل الشاي الأخضر مع النعناع أو الزعتر أو القرفة.

طرق الاحتفال بشم النسيم تتمثل طرق المصريين في الاحتفال بشم النسيم في الخروج منذ الصباح إلى الحدائق والمتنزهات، وبتأكيد تناول الطعام التقليدي في هذا اليوم من فسيخ وبيض ملون ورنجة، مجموعة من الأطعمة الممتعة التي لن تجدها إلا في مصر، ويستمتع الجميع بيوم شم النسيم في جو عائلي رائع، والبعض يفضل قضاء اليوم بالمنزل، والخروج في المساء للاحتفال.  

أسباب تناول البيض والفسيخ في شم النسيمأنها عادة قديمة منذ عهد الفراعنة، كانوا يحتفلون بشم النسيم بأكل البيض والفسيخ، وذلك لأن البيض يرمز لديهم وفقا لمعتقداتهم بأن الجماد سوف تبعث الحياة به من جديد، وأكل البيض من الشعائر الأساسية لدي الفراعنة وكانوا يرسمون نقوش علي البيض بأمنيتهم التي يتمنون أن تتحقق في العام الجديد، وبعد ذلك يضعون البيض في النوافذ على أمل تحقق أمنياتهم، وكانوا يأكلون الفسيخ أيضا في شم النسيم وكان يبرعون في تلميح السمك وتجفيفه.

بداية عيد شم النسيم  عيد شم النسيم من أعياد الفراعنة، ثم نقله عنهم بنو إسرائيل، ثم انتقل إلى الأقباط بعد ذلك، وصار في العصر الحاضر عيداً شعبياً يحتفل به كثير من أهل مصر من أقباط ومسلمين وغيرهم.

كانت أعياد الفراعنة ترتبط بالظواهر الفلكية، وعلاقتها بالطبيعة، ومظاهر الحياة، ولذلك احتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل.

ويقع في الخامس والعشرين من شهر برمهات -وكانوا يعتقدون- كما ورد في كتابهم المقدس عندهم - أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم. وأطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم "عيد شموش" أي بعث الحياة، وحُرِّف الاسم على مر الزمن، وخاصة في العصر القبطي إلى اسم (شم) وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع التي تعلن وصوله.

يرجع بدء احتفال الفراعنة بذلك العيد رسمياً إلى عام 2700 ق.م أي في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة، ولو أن بعض المؤرخين يؤكد أنه كان معروفاً ضمن أعياد هيليوبوليس ومدينة (أون) وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات.

عيد الفصح وشم النسيم نقل بنو إسرائيل عيد شم النسيم عن الفراعنة لما خرجوا من مصر، وقد اتفق يوم خروجهم مع موعد احتفال الفراعنة بعيدهم.

واحتفل بنو إسرائيل بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح، والفصح كلمة عبرية معناها "الخروج" أو "العبور"، كما اعتبروا ذلك اليوم – أي يوم بدء الخلق عند الفراعنة- رأساً لسنتهم الدينية العبرية تيمناً بنجاتهم، وبدء حياتهم الجديدة.

وهكذا انتقل هذا العيد من الفراعنة إلى اليهود، ثم انتقل عيد الفصح من اليهود إلى النصارى وجعلوه موافقاً لما يزعمونه قيامة المسيح، ولما دخلت النصرانية مصر أصبح عيدهم يلازم عيد المصريين القدماء –الفراعنة- ويقع دائماً في اليوم التالي لعيد الفصح أو عيد القيامة.

كان الفراعنة يحتفلون بعيد شم النسيم، إذ يبدأ ليلته الأولى أو ليلة الرؤيا بالاحتفالات الدينية، ثم يتحول مع شروق الشمس إلى عيد شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب كما كان فرعون، وكبار رجال الدولة يشاركون في هذا العيد.

أطعمة هذا العيد  كان لشم النسيم أطعمته التقليدية المفضلة، وما ارتبط بها من عادات وتقاليد أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الاحتفال بالعيد نفسه، والطابع المميز له والتي انتقلت من الفراعنة عبر العصور الطويلة إلى عصرنا الحاضر.

وتشمل قائمة الأطعمة المميزة لمائدة شم النسيم: "البيض- والفسيخ-والبصل- والخس" وقد أخذ كثير ممن يحتفلون بأعياد الربيع في دول الغرب والشرق كثيراً من مظاهر عيد شم النسيم ونقلوها في أعيادهم الربيعية.

بيض شم النسيم:  يعتبر البيض الملون مظهراً من مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع، واصطلح الغربيون على تسمية البيض (بيضة الشرق).

بدأ ظهور البيض على مائدة أعياد الربيع –شم النسيم- مع بداية العيد الفرعوني نفسه أو عيد الخلق حيث كان البيض يرمز إلى خلق الحياة، كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد "أخناتون الفرعوني".

وهكذا بدأ الاحتفال بأكل البيض كأحد الشعائر المقدسة التي ترمز لعيد الخلق، أو عيد شم النسيم عند الفراعنة.

أما فكرة نقش البيض وزخرفته، فقد ارتبطت بعقيدة قديمة أيضاً؛ إذ كان الفراعنة ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات ويجمعونه أو يعلقونه في أشجار الحدائق حتى تتلقى بركات نور الإله عند شروقه –حسب زعمهم- فيحقق دعواتهم ويبدأون العيد بتبادل التحية "بدقة البيض".

أما عادة تلوين البيض بمختلف الألوان وهو التقليد المتبع في جميع أنحاء العالم، فقد بدأ في فلسطين بعد زعم النصارى صلب اليهود للمسيح –عليه السلام- الذي سبق موسم الاحتفال بالعيد، فأظهر النصارى رغبتهم في عدم الاحتفال بالعيد، حداداً على المسيح، وحتى لا يشاركون اليهود أفراحهم. 

ولكن أحد القديسين أمرهم بأن يحتفلوا بالعيد تخليداً لذكرى المسيح وقيامه، على أن يصبغوا البيض باللون الأحمر ليذكرهم دائماً بدمه الذي سفكه اليهود. وهكذا ظهر بيض شم النسيم لأول مرة مصبوغاً باللون الأحمر، ثم انتقلت تلك العادة إلى مصر وحافظ عليه الأقباط بجانب ما توارثوه من الرموز والطلاسم والنقوش الفرعونية. ومنهم انتقلت عبر البحر الأحمر إلى روما، وانتشرت في أنحاء العالم الغربي النصراني في أوربا وأمريكا، وقد تطورت تلك العادة إلى صباغة البيض بمختلف الألوان التي أصبحت الطابع المميز لأعياد شم النسيم والفصح والربيع حول العالم.

الفسيخ ظهر الفسيخ، أو السمك المملح من بين الأطعمة التقليدية في العيد في الأسرة الفرعونية الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل: نهر الحياة، "الإله حعبى" عند الفراعنة الذي ورد في متونه المقدسة عندهم أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع –حسب زعمهم-.

وقد كان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك، وتجفيفها وتمليحها وصناعة الفسيخ والملوحة واستخراج البطارخ –كما ذكر هيرودوت، "هو مؤرخ إغريقي اعتنى بتواريخ الفراعنة والفرس، وفاته كانت 425 قبل الميلاد كما في الموسوعة العربية الميسرة 2/1926" فقال عنهم:"إنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم، ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة، وكانوا يفضلون نوعاً معيناً لتمليحه وحفظه للعيد، أطلقوا عليه اسم "بور" وهو الاسم الذي حور في اللغة القبطية إلى "يور" وما زال يطلق عليه حتى الآن.

بصل شم النسيم:  ظهر البصل ضمن أطعمة عيد شم النسيم في أواسط الأسرة الفرعونية السادسة وقد ارتبط ظهوره بما ورد في إحدى أساطير منف القديمة التي تروى أن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد، وكان محبوباً من الشعب، وقد أصيب الأمير الصغير بمرض غامض عجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه، وأقعد الأمير الصغير عن الحركة، ولازم الفراش عدة سنوات، امتُنِع خلالها عن إقامة الأفراح والاحتفال بالعيد مشاركة للملك في أحزانه.

وكان أطفال المدينة يقدمون القرابين للإله في المعابد في مختلف المناسبات ليشفى أميرهم، واستدعى الملك الكاهن الأكبر لمعبد آمون، فنسب مرض الأمير الطفل إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه، وتشل حركته بفعل السحر.

وأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الأمير في فراش نومه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ، ثم شقها عند شروق الشمس في الفجر ووضعها فوق أنفه ليستنشق عصيرها.

كما طلب منهم تعليق حزم من أعواد البصل الطازج فوق السرير وعلى أبواب الغرفة وبوابات القصر لطرد الأرواح الشريرة.

وتشرح الأسطورة كيف تمت المعجزة وغادر الطفل فراشه، وخرج ليلعب في الحديقة وقد شفى من مرضه الذي يئس الطب من علاجه، فأقام الملك الأفراح في القصر لأطفال المدينة بأكملها، وشارك الشعب في القصر في أفراحه، ولما حل عيد شم النسيم بعد أفراح القصر بعدة أيام قام الملك وعائلته، وكبار رجال الدولة بمشاركة الناس في العيد، كما قام الناس –إعلاناً منهم للتهنئة بشفاء الأمير- بتعليق حزم البصل على أبواب دورهم، كما احتل البصل الأخضر مكانه على مائدة شم النسيم بجانب البيض والفسيخ.

ومما هو جدير بالذكر أن تلك العادات التي ارتبطت بتلك الأسطورة القديمة سواء من عادة وضع البصل تحت وسادة الأطفال، وتنشيقهم لعصيره، أو تعليق حزم البصل على أبواب المساكن أو الغرف أو أكل البصل الأخضر نفسه مع البيض والفسيخ ما زالت من العادات والتقاليد المتبعة إلى الآن في مصر وفي بعض الدول التي تحتفل بعيد شم النسيم أو أعياد الربيع.

الخس كان الخس من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقد عرف ابتداء من الأسرة الفرعونية الرابعة حيث ظهرت صوره من سلال القرابين التي يقربونها لآلتهم من دون الله –تعالى- بورقه الأخضر الطويل وعلى موائد الاحتفال بالعيد، وكان يسمى الهيروغليفية (حب) كما اعتبره الفراعنة من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود (من) إله التناسل، ويوجد رسمه منقوشاً دائماً تحت أقدام الإله في معابده ورسومه.