في دراسة استندت على بلاغات الشرطة والمستشفيات .. أكثر من ربع المصريات يضربن أزواجهن و85% من الرجال "قساة"

تزوجا بعد قصة حب استمرت طيلة أيام الجامعة. لكن يبدو أن الحال تغير بعد الزواج، إذ تفاقمت الأمور بين الزوجين ليصل لدرجة الاعتداء الجسدي، لكن على غير المعتاد، إذ أن الزوجة هي التي أقدمت على ضرب زوجها، ما دفعه لتطليقها. هذه باختصار قصة أحد الأزواج المصريين، الذين شاركوا في دراسة ميدانية للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية في مصر، نشرتها صحيفة "الرأي العام" الكويتية الثلاثاء 2-5-2006.


 خلصت الدراسة إلى أن نحو 30% من الزوجات المصريات يضربن أزواجهن، ويعاملنهم معاملة عنيفة. واستندت الأرقام على احصائيات شملت البلاغات التي تلقتها أقسام الشرطة والمستشفيات والقضايا التي تنظرها المحاكم، وانتهت بتعرض الأزواج للبطش من زوجاتهم.

 جاءت الدراسة لبحث المشاكل من كل جوانبها وسبل اتخاذ التعهدات الصادرة للحد من شراسة بعض الزوجات للم شمل الأسرة، وضمان ظهور جيل جديد من الأبناء لا يعاني من العقد النفسية وتقليل الصدام الذي أصبح كثيرا ما يحدث بين الزوجين وتكون نتيجته الطلاق وتشرد الأطفال.

 وقال الفريق إن الهدف منها المحاولة بقدر الإمكان أن تحد من شراسة تطلعات المرأة إلى المزيد من الحقوق وقد تضر بالأسرة أكثر مما تفيدها.

65% "عنيفات" مع أزواجهن
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 65% من الزوجات من مرتكبات جرائم العنف ضد أزواجهن، أرجعن ذلك لأسباب تتعلق بغيرتهن الشديدة عليهم. أما 45% منهن فأرجعن ذلك للبخل والحرص الشديد على أموالهم.

 وقالت إحدى الزوجات المشاركات إن "الزوج دائما هو الذي يدفع زوجته للقيام بأي فعل يراه الناس غريبا، مثل ضربه أو إهانته، فإذا كان حنونا معها ويؤدي كل واجباته نحوها، فما الذي يدفعها لضربه أو المشاجرة معه".

 كما أظهرت الدراسة أن 86% من النساء المتزوجات يتقبلن ضرب أزواجهن إذا ما أهملن في واجباتهن المنزلية وأن 96% من الأزواج يؤيدون ضرب الزوجة لأن الرجال قوامون على النساء.

 وأشارت الدراسة، التي أشرفت عليها الخبيرة في المركز ناهد رمزي، إلى أن عينة البحث ضمت 600 فرد من مختلف طبقات الشعب المصري، بداية بالباعة الجوالين وانتهاء بنخبة من أعضاء البرلمان وأساتذة الجامعات ورجال القضاء والإعلاميين والمحامين.

...و85% من الرجال "قساة" بتعاملهم
وسألت الدراسة عن السلوك الذي يسلكه الرجال ويعتبر عنفا ضد المرأة، فتبين أن 85% من الرجال "قساة في معاملتهن"، فيما اعتبر 8% أن الألفاظ البذيئة تعتبر عنفاً ضد المرأة، بينما رأى 11% أن خيانة الزوج لزوجته يعتبر بمثابة "السلوك العنيف".

 وتراوحت التفسيرات عن السلوك الذي يعتبره الرجال "عنيفاً" ضد زوجاتهن، بين 6%يتمثل بمنعها من السفر للعمل و9% بمنعها من الخروج من المنزل، وهي مواقف تتعلق بكيان المرأة واستقلالها بذاتها أو طموحها الذاتي.

 ومن النقاط المهمة في هذه الدراسة، هي حق الزوج في معاقبة زوجته، حيث أكدت ارتفاع نسبة الموافقين من أفراد الجمهور العام على المعاقبة بنسبة 92%، والذي يدعو للدهشة والتساؤل أن النساء يوافقن على حق المعاقبة بنسبة 86%.

 وتعليقا على هذه الدراسة يرى الطب النفسي أن الرجل الذي يتعرض للضرب من زوجته باستمرار ويرضى بهذا الوضع، قد يكون مريضا بتعذيب الذات وتكون شخصيته ضعيفة. كما أن عجز الرجل عن أداء وظيفته في الإنفاق على البيت يجعله مهزوزا أمام امرأته.