صائغ فرنسي يخترع خاتما لإنقاذ الأصابع من البتر

ظهر في فرنسا تحالف من نوع جديد يضم الجراحين والصاغة وصناع المجوهرات لوضع حد لتنامي حالات بتر وقطع أصابع اليد جراء اقتناء الخواتم بأصابع اليدين.


 وأطلق أحد صناع المجوهرات الفرنسيين نبأ سعيدا بعد أيام من انتهاء مؤتمر اختتم أعماله الجمعة الماضية بالعاصمة باريس ضم خبراء من مفوضية أمن المستهلكين والاتحاد الأوروبي لأقسام الطوارئ، لبحث هذه المشكلة.

 وسجل الرجل اختراعه تحت اسم خاتم أدليف الذي يساهم في وضع حد لمشكلة بتر الأصبع التي يذهب ضحيتها شخص واحد كل يوم في البلاد.

 وتعهد صاحب الإختراع بتسجيل الخاتم باسم مشتريه بكل أنحاء العالم. وهو لا يختلف عن غيره سوى أن هناك تجويفا صغيرا بثنايا الخاتم يحمل جسماً إسطوانياً من نفس الخامة ينفصل عن بقية الخاتم في حال تعرضه لصدمة.

 حملة الوقاية
ويساعد الإختراع الجديد على التعامل مع الأصبع بسهولة أكبر عند تعرض اليد لأي حادث دون اللجوء إلى البتر أو تعريض أنسجة الأصبع للتهتك بسبب الخاتم اللصيق، فضلاً عن أنه يحول أصلاً دون انحشار الخاتم في الأصبع.

 وبعد انتهاء التعامل طبياً مع الشخص المصاب، تتم إعادة الجسم الإسطواني إلى مكانه مع لحامه وصقله وكأن شيئاً لم يكن.

 ويعتقد الفرنسيون والأوروبيون عامة أن اللجوء لقطع خاتم الزواج يحمل رسالة سيئة لحياتهم الزوجية ممّا يصعّب عليهم اتخاذ قرار بقطع الخاتم، الأمر الذي يبدو في لحظة ما خياراً وحيداً.

 ويقدم اختراع أدليف حلاً للمشكلة مقابل 30 يورو زيادة بسعر بيع الخاتم، الأمر الذي يقترحه صاحبه على كل عريسين جديدين يزوران محله في قلب العاصمة الفرنسية لشراء خاتم الزواج.

 وقد خرج المؤتمر بالعديد من التوصيات من بينها دعوة السلطات العامة إلى تنظيم حملة للوقاية من إصابات الصابع التي تنتهي في أحيان كثيرة بالبتر، وتنتشر على نحو أوسع بين الرياضيين وأصحاب المهن الخطرة.

 وأرجع الخبراء ذلك إلى عدم وجود وعي كاف لدى المواطنين بهذه المشكلة التي لا تأخذ ما تستحق من اهتمام، رغم أن جمعية (الأيدي-طوارئ) يعود تاريخها إلى عام 1950.

 المخاطر الكامنة
وقد سبق المؤتمر الأخير المؤتمر الأربعون لجراحي اليد الذي عقد في باريس العام قبل الماضي.

 ودق مؤتمر عام 2004 ناقوس الخطر إزاء ما يحيق بأيادي الفرنسيين من أخطار بعد أن كشفت سجلات المؤتمر عن وجود 620 ألف حالة رضوض وجروح خطيرة يتعرضون لها كل عام.

 واستبق مؤتمر العام الحالي بتحذير المواطنين من المخاطر الكامنة في الخواتم والحلقات المعدنية التي يضعها الكثيرون في الأصابع.

 وأعطى الخبراء الجيش الأميركي مثالاً على ذلك حيث يحظر على جنوده العاملين التحلي بالخواتم.

 وصنف الأطباء الإصابات الناتجة عن انحشار الخاتم بالأصبع "بين الإصابات الأكثر خطورة والأصعب في التعامل" معها من قبل الجراحين، بالمقارنة مع الجروح الأخرى الظاهرة والمباشرة.