الأثاث الصديق للبيئة يصعب التفريق بينه وبين التقليدي

إن مفاهيم التصميم الجديدة تقرب بين البيئة والأشكال والألوان المعاصرة
إن مفاهيم التصميم الجديدة تقرب بين البيئة والأشكال والألوان المعاصرة

حتى عهد قريب لم يكن أحد يهتم بقضايا الحماية البيئية بشكل جدي، باستثناء عدد قليل من الأشخاص، كانوا يعتبرون إما نشازا أو يبدون غريبي الأطوار.


وبمرور الأيام ومع تزايد الوعي البيئي والصحي، تزايد عددهم، وبالتالي تزايد الطلب على المواد الطبيعية وكل منتج حيوي أو «صديق للبيئة» يمكن ان يمس حياتنا، سواء تعلق الأمر بطلاء الجدران أو بأدوات البناء وغيرها. ولا تريد صناعة الأثاث المنزلي أن تتخلف عن هذا الاتجاه، وبالتالي فقد صار صناع الأثاث الآن يقدمون الأرائك والأرفف ومجموعات الأطباق وغيرها، تحمل شعار «صديقة للبيئة».

تجدر الإشارة إلى أن هذا الشعار تعرض لتحول ملموس، وإذا تم تطبيقه على أثاث المنزل نجد أن هذا المصطلح لم يعد مرادفا للأثاث المصنوع من الخشب الطبيعي المنحوت بشكل غير مصقول إلى جانب السجاجيد القطنية، ذلك أن هذه المنتجات أصبحت في الوقت الحالي تخاطب متطلبات التصميم العصري الحديث.

تقول ايرين فرومبرجر من شركة لاستشارات التصميم مقرها مدينة فيسبادن الألمانية، حسبما نشرته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنه لفترة طويلة ظل لمصطلح «بيئي» معان سلبية، حيث كان المرء يربط بينه إلى حد ما وبين الحياكة اليدوية، وقد بدأ ذلك في التغير، خصوصا أن هذه المنتجات اكتسبت حداثة وأناقة كانت تفتقر إليهما في السابق.

وأشارت دراسة أعدتها مؤسسة استشارية «للتغير الاجتماعي» بمدينة هامبورغ الألمانية، إلى أن مراعاة المعايير البيئية أصبحت من الاتجاهات الحديثة والضرورية هذه الأيام، خصوصا مع تحول المشاهير والنجوم إلى أداء أدوار اجتماعية وإنسانية، مما جعل التفكير «الأخضر» والوعي البيئي اتجاها مجتمعيا حديثا ورائجا. بمعنى آخر أصبح موضة يجب أن تراعي خطوط الموضة، سواء تعلق الأمر بالأزياء أو بقطع الأثاث أو بالبناء.

وتقول أورسولا جايزمان، من رابطة صناع الأثاث الألمانية بمدينة هانوفر، إنه لاكتساب وصف «صحيح بيئيا»، يجب على قطعة الأثاث أن تكون صديقة للبيئة بمعايير الإنتاج وخدمات الحياة وإمكانية إعادة معالجتها، ويجب أن تصنع أساسا من مواد طبيعية. وحتى عندما تلقى بعيدا يجب أن تكون جميع المواد التي صنعت منها قابلة لفصل بعضها عن بعض.

وتضيف جايزمان أنه على الرغم من أن ذلك يبدو واضحا، إلا أنه لا يزال هو الاستثناء، وثمة بالتحديد أثاث يجب أن يخلى من المخلفات الضارة، ومع ذلك، تشير إلى أنها لاحظت وجود تغيير، فالناس أصبحوا أكثر وعيا بالقضايا البيئية والصحية، كما أن حساسيتهم تتزايد في مجال السلع الاستهلاكية عالية الجودة.

وأحد أسباب جاذبية الأثاث البيئي وإكسسوارات المنزل المتزايدة، أن مفاهيم التصميم الجديدة تقرب بين البيئة والأشكال والألوان المعاصرة. وتوضح شركة برويل في بلدة باد شتبن البافارية، كيف يمكن القيام بذلك على أحسن وجه في حالة الأثاث المنجد بالذات. وتستدل بذلك على الأريكة التي تنتجها باسم «موسبينك»، التي تؤكد أنها لينة ومنتجة عضويا ولا يمكن تمييزها عن الأرائك المنتجة تقليديا.

يقول مدير الشركة رولاند فاير برويل، إن هذه الأريكة مختلفة من الداخل، فهي مزودة بإطار خشبي متين وقاعدة منجدة عالية الجودة، ووسائد بأغطية سواء من الجلد أو الأقمشة تحمل ختم البيئة التابع للاتحاد الأوروبي.

لكن اللافت ان أكثر خامة تركب «الموجة» الخضراء بشكل خاص هي خشب البامبو الذي اكتسب شعبية كبيرة هذا العام، لسهولة وسرعة تجديده لكونه يعيش فترة طويلة. ويستخدم في أغراض كثيرة مثل باركيه الأرضيات وواجهات الأدراج.

ويرى الباحثون في مؤسسة «التغير الاجتماعي»، أن فكرة الرفاهية ستتوارى ليحل محلها مستقبلا مفاهيم الإنسانية والوعي البيئي. وتوضح المؤسسة أن الفكرة المتمثلة في أن القطعة المشتراة يجب ان تتلقى تقدير المشتري الشخصي فحسب، اختفت وحلت محلها ضرورة أن يشمل التقدير عملية الإنتاج كلها.